التحقيقات
هجوم على سوق ومجمع سكني في حارم
٩ تموز ٢٠٢٠تحقيق يتناول هجومًا بصاروخين استهدف ودمّر سوقًا ومجمعًا سكنيًا مجاورًا في حارم
اطبع المقال
ملخص الحادثة
- مكان الهجوم: حارم
- موقع التأثير: سوق البلدة ومجمع تجاري مجاور.
- التاريخ: 22 مارس/آذار 2018
- التوقيت: حوالي الساعة 16:00 وفقًا للوسائط مفتوحة المصدر وبيانات رصد الطيران.
- القتلى المُبلغ عنهم: أكثر من 34 شخصً، وفقًا للدفاع المدني السوري و للوسائط مفتوحة المصدر.
- الجرحى المُبلغ عنهم: أكثر من 50 جريحًا، وفقًا للدفاع المدني السوري و للوسائط مفتوحة المصدر.
- نوع الهجوم: غارة جويّة بصاروخين.
- الذخائر المحدّدة: غير معروف.
- المسؤول المحتمل: أشارت كلّ من بيانات رصد الطيران، إفادات الشهود والمعلومات مفتوحة المصدر إلى مسؤولية القوات الجوية الروسية عن الهجوم.
مقدمة
في حوالي الساعة 16:00 من بعد ظهر 22 مارس/آذار 2018 استُهدفت حارم بصاروخين، مما ألحق أضرارًا بسوق المدينة ومجمع سكني قريب. أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 31 مدنيًا وجرح أكثر من 50 آخرين، إضافة لدمار السوق وانهيار البناء السكني.
المنهجية
أجرى الأرشيف السوريّ تحقيقًا حول الحادثة، اعتمادًا على ثلاث خطوات:
(1) حفظ، تحليل والتحقق من حوالي 31 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي توثّق الحادثة؛ (2) تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات رصد الطيران؛ (3) وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه.
عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.
للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا
حول مدينة حارم
صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث تظهر موقع حارم شمال شرق إدلب بالقرب من الحدود التركية.
تقع حارم شمال شرق إدلب وتبعد حوالي 2.3 كم عن الحدود التركية. نظرًا لقربها من تركيا؛ تؤوي المدينة آلافًا من المهجّرين السوريين بحسب الهلال الأحمر القطري. عانى أهل حارم والنازحين إليها من عدّة هجمات، كهجوم سبتمبر 2017، والذي تسبّب بدمار كبير في البلدة ومقتل مدنيين. تعتبر هذه الهجمات خرقًا مباشرًا لاتفاقية خفض التصعيد الموقّعة بين روسيا وإيران وتركيا في مايو 2017. ورغم كون حارم والقرى المجاورة لها ضمن مناطق خفض التصعيد، إلا أنها تعرّضت للكثير من الغارات الجوية.
ماذا حدث؟
بعد جمع وتحليل الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، توصّل الأرشيف السوري إلى أنّه في حوالي الساعة 16:00 من يوم 22 مارس 2018 سقط صاروخان على مدينة حارم استهدفا سوقًا شعبيًا وبناءً سكنيًا قريبًا. أسفرت الغارة الجوية عن دمار واسع في السوق حيث احترقت محالّه والأبنية المجاورة، إضافة إلى انهيار بناء سكنيّ أثناء تواجد مدنيين داخله. قُتل أزيد من 31 شخصًا وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين جراء الهجوم.
موقع الصاروخ الأول كما يظهر في مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري في إدلب.
ضرب الصاروخ الأول السوق الشعبي قرب الجامع الكبير وسوق الخضراوات المجاور.
موقع الصاروخ الثاني كما يظهر في مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري في إدلب.
ضرب الصاروخ الثاني بناءً سكنيًا مأهولًا بالمدنيين، وألحق به أضرارًا كبيرة.
الموقع الجغرافي للصاروخين اللذين استهدفا سوقًا شعبيًا غرب حارم، تقدّر المسافة بين الموقعين بـ 90 مترًا
بشكل يعزّز الهجوم على حارم بصاروخين؛ نُشر مقطع فيديو على يوتيوب التُقط من محيط حارم ويظهر الغارة الجوية على المدينة. كما يظهر الصاروخ الثاني في مقطع فيديو نشره حساب Khaled Al Aseer على فيسبوك، مُلتقط من تلّ أعلى البلدة. يُظهر هذا المقطع المناطق المحيطة والشمس. بناءً على موضع الشمس الظاهر في مقطع الفيديو؛ يمكن تقدير توقيت إحدى الغارتين الجويتين على حارم ما بين الساعة 15:30وحتّى 16:30.
إن موقع الشمس الظاهر في مقطع الفيديو الذي نشره Khaled Al Aseer يؤكد وقوع الهجوم حوالي الساعة 15:30 إلى 16:30. استخدم الأرشيف السوري أداة SunCalc لتقدير موقع الشمس في التوقيت المُدّعى للهجوم.
يتوافق التوقيت المقدّر مع تقارير الدفاع المدني المصوّرة التي وثّقت الهجوم. وفقًا لما ذكره أحد عناصر الدفاع المدني في مقابلة وردت في التقرير فقد وقعت الغارتان الجويّتان يوم 22 مارس حوالي الساعة الرابعة بعد أذان العصر، والذي رُفع يومذاك في الساعة 15:08 في إدلب. وأشار العنصر أن محاولات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض استغرقت ما يزيد عن 17 ساعة نظرًا لشدّة الدمار الحاصل.
الدمار
صورتان من الأقمار الصناعيّة لموقع الغارات مُلتقطتان بتاريخ 11سبتمبر 2017 يمينًا، و 24 أبريل 2018 يسارًا، توضّحان آثار الدمار على الأبنية والسوق الشعبي
في الساعات والأيام التالية للهجوم، نُشرت التقارير من مصادر إعلامية محلية و مدنيين تفصّل الدمار الذي ألحقه الصاروخان بالسوق والبناء السكني المُستهدفين مباشرةً.
صور نشرها موقع زمان الوصل تظهر جهود إخماد الحرائق المشتعلة في السوق عقب سقوط الصاروخ الأول
نٌشرت صور ومقاطع فيديو بواسطة وكالة قاسيون للأنباء، زمان الوصل، وحسن يوسف الذكر أحد سكّان حارم، أظهرت الدمار الذي حلّ بالسوق نتيجة سقوط الصاروخ الأول. حيث بدا السوق خاويًا بمحال محترقة وأبنية مقوّضة نتيجة للهجوم.
لقطات من مقطع فيديو نشره حسان يوسف الذكر تظهر الدمار في سوق حارم الشعبي
كما نشرت وكالة ثقة الإخباريّة فيديو يظهر موقع التأثير الصاروخ الثاني. وأكّد أحد المحليّين، مشيرًا إلى موقع سقوط الصاروخ، أنّ البناء المُستهدف هو مجمّع سكني تقطنه عائلات مدنيّة. يُظهر مقطع الفيديو أحد جانبي البناء منهارًا كليًا ومدمّرًا؛ في حين ما يزال جانبه الآخر قائمًا. إضافة إلى ذلك، نشرت بلدي نيوز مقطع فيديو صوّر جهود إنقاذ المدنيين العالقين تحت أنقاض البناء السكنيّ.
لقطة من تقرير وكالة ثقة المصوّر تظهر الدمار اللاحق بالبناء السكني المُستهدف بالصاروخ الثاني.
القتلى والجرحى
لقطة من مقطع فيديو نشرته أورينت نيوز والذي صوّر جهود انتشال العالقين تحت أنقاض البناء المنهار نتيجة سقوط الصاروخ الثاني
وُثّقت محاولات انتشال الجرحى والقتلى العالقين تحت الأنقاض على نحو واسع. من بينها ما نشرته كل من شبكة نداء سوريا و بلدي نيوز حيث ظهرت جهود الدفاع المدني المكثّفة لإسعاف مصابي الغارة الجوية. إضافة إلى ذلك، نشر الصحفي أيمن أبو الشوق مقطع فيديو على يويتوب صوّر فيه ضحايا الهجوم في المشفى.
أبلغت صفحة الدفاع المدني السوري عن مقتل ما يزيد عن 31 مدنيًا وإصابة 50 آخرين في حصيلة أولية لضحايا الغارة الجويّة. في اليوم التالي للهجوم، نشر تلفزيون أورينت تقريراً مصوّراً مُحدّثًا أُشير فيه إلى ارتفاع ضحايا المجزرة من 31 إلى 42 مدنيّاً. وأشار شهود في التقرير إلى أن السوق كان مكتظّاً بالمدنيّين لحظة الهجوم، وأكّدوا بُعد مكان وقوع الغارة عن أيّ مقرّ عسكريّ. كما نشر كل من موقع العربي و عنب بلدي تقارير أكّدت عدد القتلى والجرحى، و نسبت مسؤولية الهجوم إلى القوات الجوية الروسية.
من خلال منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات مفتوحة المصدر، وثّق الأرشيف السوري وقوع 34 قتيلًا في الهجوم على مدينة حارم، من بينهم 26 شخصًا نشرت صفحة تنسيقيّة كفر يحمول على الفيسبوك أسماءهم وأعمارهم، وهم:
الاسم | العمر |
---|---|
سعيد عهد خيارة | 1 |
هدى أرمنازي | 55 |
شريف حيدر | 45 |
ساجدة صبحي | 14 |
محمد مهتدي | 45 |
عبد القادر مهتدي | 6 |
علي مهتدي | 20 |
يوسف جمعة فاضل | غير متوفّر |
مصطفى مارد | غير متوفّر |
جمعة فاضل | غير متوفّر |
كنان غزال | 45 |
عبد اللطيف الأسود | غير متوفّر |
كنان خزامي | 55 |
نجمة الماشي | 35 |
حسن علي سلوم | 35 |
روعة غضب | 3 |
آية مارد | 17 |
ندى عليكو | 6 شهور |
مصطفى لاذقاني | 22 |
محمود شيخ حامد | 18 |
بكور بكر | 20 |
عبد القادر مهتدي | غير متوفّر |
محمد خيارة | 3 |
سارة خيارة | 5 |
جنى جبلاق | 4 |
سندس جبلاق | 3 |
إضافة إلى مقتل 7 أفراد من عائلة واحدة من بلدة التح في الهجوم على حارم، وفقًا لما نشره الإعلامي المدني محمد عبد القادر صبيح على فيسبوك، وهم: | الاسم | العمر | | :---: | :---: | | الجدة: عيوش القدور | غير متوفّر| | الأب: محمود الحصرم | غير متوفّر| |الابنة: د. فاطمة محمود الحصرم | غير متوفّر| | الابن: د. محمد حصرم | غير متوفّر| | زوجة الابن: صبحة فاتح القطيش | غير متوفّر| | الحفيد: محمود محمد الحصرم | غير متوفّر| | الحفيدة: شقيقة محمود محمد الحصرم | غير متوفّر|
تحليل بيانات الطيران
بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الهجوم، أثناءه وبعده مباشرة (حوالي الساعة 16:00) في محيط إدلب، اللاذقية، حماة وحلب في 22 مارس 2018 وتحليلها بدقة.
ابتداءً من حوالي الساعة 15:34 و 15:38، رصد المراقبون طائرة روسية ثابتة الجناحين تغادر جنوب شرق قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية. في الساعة 16:06، شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلّق فوق جبل الزاوية (على بعد 55 كم عن حارم). بعد ذلك بوقت قصير، في الساعة 16:08 رُصدت طائرة روسية مجدًدا تحلّق فوق أريحا (على مسافة 45 كم). في الساعة 16:09 رُصدت طائرة روسية تحلّق فوق مدينة إدلب (على مسافة 32 كم). عقب ذلك، رُصدت طائرة روسية تحلّق فوق معرة مصرين (على مسافة 25 كم) شمالًا باتجاه حارم.
إن هذه البيانات التي تظهر طائرات روسية حول وبالقرب من حارم تعزّز بشكل إضافيّ توقيت الهجوم حوالي الساعة 16:00. كما تتطابق مع الادعاءات المذكورة من قبل وكالات الإعلام المحلية، الناشطين وغيرها من المعلومات مفتوحة المصدر، حيث تشير إلى أن المنفذ المحتمل للهجوم هو القوات الجوية الروسية.رغم ذلك، فإن المعلومات المتوفّرة لا تحتوي دليلًا مباشرًا على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على حارم. مع ذلك، فإن تحليق هذه الطائرات باتجاه البلدة في توقيت الهجوم يزيد من احتمال تنفيذ غارات جوية من قبل القوات الجوية الروسية.
خاتمة
في 22 مارس 2018، استُهدفت بلدة حارم من قبل طائرات يُزعم أنها روسية، ما ألحق دمارًا بالغًا بمجمّع سكني وسوق في البلدة. قُتل ما لا يقل عن 31 شخصًا وأصيب 50 آخرون نتيجة للهجوم. تم تأكيد توقيت الهجوم، حجم الدمار الحاصل، وأعداد القتلى من خلال المعلومات مفتوحة المصدر المنشورة عبر الإنترنت. رغم أنّ بيانات رصد الطيران عزّزت ما نشرته الوسائط مفتوحة المصدر حيث أشارت إلى القوات الجوية الروسية كمسؤول محتمل عن الغارات الجوية؛ إلا أنه ونظرًا لمحدودية المعلومات والبيانات مفتوحة المصدر فقد تعذّر على الأرشيف السوريّ التثبّت من مرتكبي الهجوم. بعد أشهر من الحادثة، نشر تلفزيون سوريا تقريرًا يصوّر عمليات ترميم السوق، حيث عاد سكّان حارم لفتح محالهم من جديد.