logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

الهجوم الكيميائي على خان شيخون .. الأدلة حتى الآن

٥ نيسان ٢٠١٧

تحقيق رقمي بالتعاون مع البيلينغ غات حول الهجوم الكيمائي على خان شيخون

اطبع المقال

في يوم الثلاثاء 4 إبريل 2017 ظهرت فيديوهات وصور من مصادر داخل سوريا تُوضّح ما تم الادعاء بأنه هجوم بالسلاح الكيميائي استهدف خان شيخون جنوب إدلب.

مقدمة

ظهرت تقارير أولية على وسائل الإعلام الاجتماعي في صباح الثلاثاء 4 إبريل 2017، زعمت بأنّ الضربات الجوية على خان شيخون استخدمت فيها مادة كيميائية، والتي وصفتها العديد من المصادر بدايةً بأنها مادة “السارين” . نورد أدناه موجز نموذجي عن الأحداث المستمدة من هذه المصادر.

“في 4 نيسان 2017، تم استهداف خان شيخون ب 4 صواريخ من غارتين جويتين لـ “سوخوي 22 ”، كان الدفاع المدني في مكان الضربة التي تم فيها استخدام الغاز الكيميائي، أصيب عناصر الدفاع المدني نتيجة لذلك، وتم نقل أكثر من 200 شخص مصاب إلى العيادات الطبية. لا نعلم بالضبط عدد القتلى لكننا نعتقد أن العدد أكثر من 50 أو 60 قتيل، الفريق الطبي نزع ملابس المصابين وقام بغسل أجسادهم بالماء ومن ثم قام بإدخالهم إلى النقاط الطبية. كانت الأعراض؛ صعوبة في التنفس تم وصفها كضيق تنفس، مادة رغوية صفراء تخرج من أفواههم، وخروج دم من أفواههم في وقت لاحق”.

1:18 - “حالات عديدة من الاختناق تم اعتبارها كنتيجة لهجوم بالغاز: كان من بين المصابين أطفال ونساء. لقد استقبلنا أكثر من 70 مصابًا و20 قتيلًا حتى الآن. لا نعلم ما هو نوع الغاز الذي تم استخدامه في الهجوم”.

وتم نشر صور فوتوغرافية وفيديوهات من مستشفيات عديدة قامت بإسعاف الضحايا، تم جمعها في قائمة التشغيل هذه بالإضافة إلى الفيديوهات الأخرى ذات الصلة. وأظهرت هذه الفيديوهات أن الضحايا يعانون من أعراض تتضمن حدقة دبوسية غير متفاعلة مع الضوء، زبد يخرج من الفم، واختلاجات. وفي حين أن هذه الأعراض تتوافق مع الأعراض التي تنتج عن التعرض لغاز السارين إلا أنها ليست أعراض حصرية بالتعرض لغاز السارين، على أية حال؛ واستناداً إلى هجمات غاز السارين السابقة في سوريا والأعراض المشابهة التي عانى منها الضحايا في هذه الهجمات يمكننا الوصول إلى خلاصة مفادها أنه تم استخدام غاز السارين في هذا الهجوم. في الفيديو المرفق أدناه، يشرح الطبيب شاجول إسلام من مستشفى بنش باللغة الإنكليزية الوضع في المستشفى حيث كان يعالج ضحايا الهجوم.

عقب الهجوم تم الإبلاغ عن تعرض أحد مراكز الدفاع المدني - الذي يستخدم كمستشفى - لأضرار نتيجة غارة جوية بينما كان يتم علاج ضحايا الهجوم الكيميائي السابق ضمنه. الغارة الجوية التي استهدفت أحد مراكز الدفاع المدني والمستشفى في خان شيخون الذي يقع جزئياً تحت الأرض تم تصويرها عبر الكاميرا لحظة حدوثها.

في الردّ على الهجوم، رفضت كلاً من سوريا وروسيا اعتباره هجوماً كيميائياً، وصرحت وزارة الدفاع الروسية أن مستودع أسلحة كيميائية تابع للمتمردين في خان شيخون قد تم استهدافه.

التقارير الأولية

ظهرت التقارير الأولية حول الهجوم الكيميائي الذي وقع في خان شيخون على الانترنت صباح يوم 4 إبريل 2017. الفيديو التالي يزعم أنه يُظهر الغارة الجوية التي حدثت عندما وقع الهجوم الكيميائي وقد تم نشره على الانترنت الساعة 4:59 فجراً بحسب التوقيت العالمي الموحد بحسب عارض بيانات اليوتيوب الخاص بمنظمة العفو الدولية (أمنستي).

كما تمّ نشر تغريدة بواسطة وكالة الحق الأخبارية مع رابط للفيديو ذاته الساعة 5:21 فجراً بحسب التوقيت العالمي الموحد، وصفت التغريدة الفيديو بأنه “لحظة استهداف خان شيخون بالصاروخ الكيميائي 04/04/2017 من قبل القوات الروسية” من المحتمل أن يكون العنوان الأصلي للفيديو قد تم تغييره بعد ظهور التقارير الأولى للهجوم الكيميائي في خان شيخون، لذلك من المهم تحديد متى كان هذا الفيديو يشار إليه أولاً بأنه يُظهر هجوم كيميائي.

قام مركز إدلب الإعلامي ببث فيديو مباشر الساعة 6:22 فجراً بحسب التوقيت العالمي الموحد يظهر فيه ضحايا الهجوم أثناء تلقيهم العلاج . الطبيب شاجول إسلام الذي يعمل في بنش على بعد 50 كم من خان شيخون قام بنشر تغريدة مفادها “امتلأت مشفانا [بالمصابين] بسبب هجوم السارين اليوم، أي أحد يريد دليل سأقوم بإجراء مكالمة فيديو معه” وبعد ذلك بوقت قصير في الساعة 6:33 فجراً بحسب التوقيت العالمي الموحد تم نشر فيديو على الإنترنت يظهر فيه 9 أطفال موتى تم وصفهم بضحايا الهجوم الكيميائي .

البيانات اللاحقة حول توقيت الهجوم تتوافق مع ما ورد أعلاه في وسائل الإعلام الاجتماعي.

“استيقظنا في الساعة السابعة صباحاً - بالتوقيت المحلي - ( 5:00 حسب التوقيت العالمي الموحد ) على صوت الإنذار الصادر عن مكاتب المراصد والتي كانت تقول أنه يجب على جميع سيارات الإسعاف التوجه إلى خان شيخون، أنا ذهبت إلى خان شيخون وقمت بإنقاذ أطفال ورجال هناك. لا يوجد مقرات عسكرية في المنطقة التي تم استهدافها. الحالة الأخيرة التي قمت بنقلها كانت امرأة ولكنها فارقت الحياة على الطريق بينما كنت أقوم بنقلها إلى العيادات الطبية . هذه المرأة لديها 3 أطفال لا يعلم والدهم مكانهم. النظام هو المسؤول عن هذه المجزرة، لقد قام باستهداف مناطق إدلب المحررة بدون أي تواجد عسكري لذلك فهو يستهدف المدنيين بشكل متعمد. لقد بدأنا بالاحتجاج ضد هذا النظام، نحن لسنا إرهابيين، أين الجميع، لا أحد يساعدنا بينما نُقتل. النظام السوري يخلق الإرهاب عندما يهاجم المدنيين والأطفال في خان شيخون. لماذا يصمت الجميع على هذه الجرائم.”

“ تم استهداف اللطامنة يوم الإثنين الساعة 11:00 مساءً - بالتوقيت المحلي - بواسطة هليكوبتر. نتج عن ذلك وقوع 22 إصابة دون وقوع قتلى، من المرجح أنه تم استخدام غاز الكلور في هذا الهجوم. في نفس اليوم تم استهداف الهبيط ونتج عن ذلك وقوع 17 إصابة دون وقوع قتلى. من المرجح استخدام غاز الكلور في هذا الهجوم.

اليوم 4 إبريل 2017 الساعة السادسة صباحاً - بالتوقيت المحلي - (الساعة الرابعة والنصف صباحاً بالتوقيت العالمي الموحد) تم استهداف خان شيخون بواسطة الطيران الحربي. من المرجح أن السارين قد استُخدم في هذا الهجوم. [لدينا] 50 قتيل وأكثر من 300 مصاب. معظم النقاط الطبية في إدلب مليئة بالمصابين وبعض الإصابات في حالة شديدة الخطورة بسبب نقص الأدوية والمعدات.

يبدو أن النظام السوري قد قام بالإعداد لهذا الهجوم الكيميائي لأنه وفي يوم الأمس تم استهداف مستشفى معرة النعمان الوطني بثلاث غارات جوية في الساعة السابعة مساءً. المستشفى خارج الخدمة الآن نتيجة لهذا الهجوم. مستشفى معرة النعمان الوطني هو المستشفى الرئيسي الذي يخدم ريف إدلب الجنوبي. حيث أن عدد المستفيدين من خدمات هذا المستشفى حوالي 30.000 شخص. هنالك نقص في معظم الخدمات الطبية بسبب الهجوم الذي تعرض له هذا المستشفى.

نحن نسعف الناس بغسلهم، إعطائهم الاتروبين والأوكسجين ومن ثم تحويلهم إلى مستشفيات أخرى في حال توفرها. الآن جميع النقاط الطبية في إدلب ممتلئة بشكل كامل. تم إعلامنا من قبل السلطات التركية بأنهم غداً سيتمكنون من استقبال مرضى ليتم علاجهم في المستشفيات التركية.

مواقع الضربة

تُظهر الصور والفيديوهات التي تم نشرها على مواقع الإعلام الاجتماعي ووكالات الأخبارالموقع الذي ضربه الصاروخ.

الفيديو أدناه هو أحد الفيديوهات التي تم نشرها من قبل قناة هادي العبد الله على اليوتيوب تظهر بوضوح وجود حفرة في الشارع تفيد التقارير بأنها نتيجة للهجوم.

” قتلى ومصابون هنا في الحي الشمالي في خان شيخون نتيجة لغارات جوية من قبل النظام السوري بصواريخ تحتوي غاز كيميائي. أكثر من 70 قتيل و200 مصاب وفق تقييم مبدئي سقطوا نتيجة للغارات الجوية. نحن الآن في موقع الضربة التي تم استخدام الغاز الكيميائي فيها. لم يكن مسموحاً لنا التواجد هنا بوقت سابق حيث تنتشر رائحة الغاز في جميع أرجاء هذه المنطقة. تم نقل المصابين إلى النقاط الطبية و المستشفيات لتلقي العلاج. بعض المصابين تم نقلهم إلى تركيا وهم ينتظرون عند الحدود حتى يتم فتحها لهم ليتم نقلهم إلى المستشفيات التركية. نحن شهدنا نفس هذه المجزرة قبل بضع سنوات في آب 2013 في ريف دمشق . نحن نفهم من هذا الهجوم أن النظام لم يقم بتسليم كل ما لديه من مخزون الأسلحة الكيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

01:47 -” الغارات الجوية السورية استهدفت خان شيخون بأربعة صواريخ، أحدها يحتوي على غاز كيميائي، هذا الصاروخ ضرب منطقة مأهولة بالسكان في القسم الشمالي من المدينة. منذ وقوع حادثة الصاروخ الكيميائي حتى الآن لم يتوقف الطيران الحربي عن الطيران فوق المدينة وقصفها”.

صور لموقع الضربة تم نشرها من قبل مجموعة ورشة على صفحتها في الفيسبوك

صور أخرى تظهر موقع الضربة من زاوية مختلفة تم نشرها من قبل[ وكالات اخبارية مثل رويترز](https://ichef.bbci.co.uk/news/624/cpsprodpb/9975/production/_95458293_d4234a7b-5817-489f-9e09-e986d4cea8e1.jpg).

كان من الممكن تحديد الموقع الجغرافي للحفرة أدناه اعتماداً على الفيديو والصور الواردة في الأعلى.

geolocation_1_Khan.png

الموقع الجغرافي للحفرة في الأعلى واللقطات التي تم الادعاء بأنها تظهر لحظة حدوث الهجوم الكيميائي، يُوضّح أن موقع الحفرة غير مرئي في هذا الفيديو، لذلك لن تظهر اللقطات الهجوم الكيميائي إذا كان هذا هو الموقع الوحيد الذي وقع فيه الهجوم الكيميائي.

geolocation

موقع ضربة آخر ظهر في فيديو تم نشره من قبل قناة المركز الصحفي السوري تم تحديد موقعه الجغرافي أيضاً.

2:20- ” مناطق مأهولة بالسكان تم مهاجمتها اليوم. ليس هناك أي وجود لمقر عسكري في المناطق التي تم استهدافها بواسطة الغارات الجوية. الصاروخ الأول ضرب الساعة 6:30 صباحاً موقعاً يبعد قليلاً من هنا، الصاروخ الثاني ضرب هذا الموقع هنا”.

geolocation 2

على الرغم من أنه قد تم نشر صور لبقايا الذخيرة المستخدمة على الإنترنت فإنه لم يتسن بعد التعرف على الذخائر المستخدمة.

استهداف المستشفيات

في أعقاب الهجوم تم أخذ الضحايا إلى مستشفيات وعيادات، بعضها يبعد 50 كم من موقع الهجوم. في الفيديوهات التي تم نشرها في أعقاب الهجوم كان من الممكن تحديد 4 مواقع متفرقة على الأقل قامت باستقبال وعلاج المصابين. هذه الفيديوهات تم جمعها في قوائم تشغيل منفصلة. وتم وصفها اسمياً باسم مستشفى A، مستشفى B، مستشفى C، مستشفى D . المستشفى الأبرز بينها هو المستشفى B الواقع في خان شيخون والذي تعرض للقصف في نفس اليوم الذي وقع فيه الهجوم الكيميائي، والذي كان المصابون يتلقون العلاج فيه. هذا الموقع كان قد تم استخدامه كمستشفى بالإضافة إلى استخدامه من قبل الدفاع المدني المحلي. اللحظة تم التقاطها بواسطة الكاميرا من قبل نشطاء في المنطقة.

صحفي من وكالة الأنباء الفرنسية كان متواجداً عندما حدث الهجوم الكيميائي ويمكن تأكيد الضرر الذي حدث في المنطقة بمقارنة الصور السابقة لها و الملتقطة في ذلك الصباح مع اللقطات التي تم تسجيلها بعد الغارة الجوية. الصور أدناه التقطت قبل وبعد الغارة الجوية. المبنى الكبير في الجانب الأيسر من الصورة انهار جزئياً.

hadi abdallah 1

في الصور أدناه يمكننا رؤية الجانب الآخر من المبنى مع الكتابة الخضراء على الجدار ومدخل مميز، قبل وبعد القصف.

photo3

photo 4

ومن الجدير بالذكر أن أسرّة المستشفيات يبدو أنها تقع في مناطق حفرت تحت الأرض، في حين أن الهيكل المتضرر كان يستخدم للتخزين.

إنكار

في الوقت الذي أدان فيه المجتمع الدولي الهجوم، فإن الحكومتين السورية والروسية نفتا المسؤولية المباشرة عنه، وادعت بدلاً من ذلك أنه تم ضرب مستودع تخزين للأسلحة الكيميائية التي تنتجها الجماعات المتمردة. وذكرت سبوتنيك ما يلي:

وفقا لكوناشينكوف، يوم الثلاثاء “من الساعة 11.30 إلى 12.30، بالتوقيت المحلي، [8.30 - 9.30 بتوقيت جرينتش] شنت الطائرات السورية غارة جوية على الضواحي الشرقية لخان شيخون على مستودع كبير للذخيرة والمعدات العسكرية التابعة للإرهابيين”.

وقال كوناشينكوف أنه انطلاقًا من هذا المستودع، سلم مسلحون ذخائر الأسلحة الكيماوية الى العراق.

وأضاف كوناشينكوف أن هناك ورش عمل لتصنيع القنابل، محشوة بالمواد السامة، في منطقة هذا المستودع. وأشار إلى أن هذه الذخائر التي تحتوي على مواد سامة تم استخدامها أيضا من قبل المسلحين في حلب في سوريا.

وبصرف النظر عن القيود الجغرافية لنقل الأسلحة الكيميائية عبر سوريا من خلال داعش والأراضي التي تسيطر عليها الحكومة فمن الجدير بالذكر أيضا أن وقت الهجوم المفترض على مستودع للأسلحة الكيميائية كان بعد ساعات من نشر التقارير والصور الأولى للهجوم على الانترنت. كذلك فإن وزارة الدفاع الروسية قامت مرارا وتكرار بالكذب وتزوير الأدلة، لذلك ينبغي أن تُعتبر كجهة غير موثوق بها لحد بعيد، حتى عندما تقدم أدلة لدعم ادعاءاتها.

المصدر الاساسي للتحليل. تم هذا التحقيق الرقمي بتعاون بين فريق البيلينغ غات وفريق الأرشيف السوري.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية