logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

غارات جوية على مدينة صناعية وسوقَين ومركزَين للدفاع المدني السوري في إدلب

٢١ أيلول ٢٠٢٠

تحقيق يتناول غارات جويّة أصابت مركزين للدفاع المدني وسوقَين في محافظة إدلب والمدينة الصناعية مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين

اطبع المقال

مقدمة

image52 صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث برو تظهر مواقع الحوادث.

كان يوم 15 يناير 2020 من أكثر الأيام دمويّة في إدلب. حيث قُصفت نحو 28 منطقة في المحافظة بـ 60 غارة جويّة من بينها 28 برميلًا متفجّرًا, إضافة لـ 243 قذيفة و16 صاروخاً من راجمات الصواريخ على بلدات المحافظة، وفقًا للدفاع المدني السوري. وأشار الدفاع المدني إلى أن هذه الضربات الجوية والبرية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنيًا، من بينهم طفلان وأحد متطوعيّ الدفاع المدني. كما ذكر المستجيبون الأوائل إصابة نحو 82 مدنياً، من بينهم 22 طفلًا و 6 سيدات ومتطوعان من الدفاع المدني.

وأتت هذه الضربات الشرسة في اليوم الثالث من الهدنة التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في برلين، حيث حدّد وقت الهدنة في منتصف ليل 12 كانون الثاني بالاتفاق مع تركيا. لم تدم الهدنة طويلًا، فعلى الرغم من احترامها في 12 و 13 يناير، إلا أن الغارات الجوية على إدلب استُأنفت مجدّدًا في 14 يناير. وفقًا لـ الدفاع المدني السوري، استهدفت الحملة الجوية في 14 يناير 4 مناطق بـ 10 غارات جوية؛ إلا أنّ القصف الأعنف وقع في 15 يناير. في هذا التحقيق، تناول الأرشيف السوري الغارات الجوية التي طالت سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب، سوقاً شعبياً في مدينة أريحا، ومركزين للدفاع المدني في قريتي شنان وبزابور.

المنهجية

أجرى الأرشيف السوريّ تحقيقًا حول الحادثة، اعتمادًا على ثلاث خطوات:

  1. جمع إفادات 8 شهود عيان أو أشخاص شهدوا اللحظات التالية للغارات الجوية مباشرةً وذلك من قبل فريق تحقيقات محلّي؛

  2. حفظ، تحليل والتحقق من 79 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي يُدّعى أنها توثّق الحوادث؛

  3. تحليل صور الأقمار الصناعية التي تُظهر مواقع التأثير عقب الحوادث، إضافة لبيانات رصد الطيران التي تتناول الطائرات المُحلّقة فوق البلدات بالأوقات المزعومة للضربات. وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه.

    عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.

    للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا

الحادثة الأولى: سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب

  • مكان الهجوم: مدينة إدلب
  • موقع التأثير: سوق الهال و المدينة الصناعية
  • التاريخ: 15 يناير 2020
  • التوقيت: نحو الساعة 14:04
  • نوع الهجوم: غارة جويّة
  • الذخائر المحدّدة: غير معروف
  • الضحايا: 22 مدنيًا، من بينهم طفلان ومتطوّع في الدفاع المدني
  • الجرحى: 65 مدنيًا
  • المسؤول المحتمل: طائرة ميغ 23 من المحتمل أن تكون تابعة للقوات الجوية السورية.

حول سوق الهال والمدينة الصناعية

image4 صور أقمار صناعية مأخوذة من غوغل إيرث برو تظهر موقع سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب.

يقع سوق الهال والمدينة الصناعية قرب دوّار المحراب شمال شرق مدينة إدلب، حيث تحيط بهما مناطق سكنية ويفصل بينهما طريق رئيسيّ يطلق عليه اسم “أوتوستراد سراقب”. وتُعتبر من المناطق المكتظة والمزدحمة في مدينة إدلب نظرًا لقربها من الطريق السريع، ولوجود مستشفى إدلب الوطني ومتحف إدلب فيها إضافة لسوق الهال وللمدينة الصناعية. علاوة على ذلك، أكّد أهل المنطقة وعناصر الدفاع المدني الذين قابلهم فريق تحقيقات الأرشيف السوري على الأرض على أنّ قاطنيها مدنيون فقط، وأنها منطقة تجارية لا تضمّ مقراتٍ عسكرية أو جنودًا بالقرب منها.

image27 تحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو التقطه الدفاع المدني السوري في سوق الهال. يظهر مقطع الفيديو جهود الإنقاذ من قبل الدفاع المدني.

ماذا حدث (ومتى)؟

image33 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر الدمار اللاحق بالبيوت والمحالّ التجارية في المدينة الصناعية.

نحو الساعة 14:04 من ظهيرة 15 يناير 2020، قصفت غارات جوية سوق الهال والمنطقة الصناعية، مما أسفر عن مقتل 22 مدنيًا وإصابة 65 آخرين.

image1 باستخدام الظلال التي ظهرت في مجموعة متنوعة من المواد مفتوحة المصدر التي وثّقت أعقاب الضربة، تمكن الأرشيف السوري من تأكيد توقيت وقوع الحادثة بين الساعة 14:00 وحتّى 15:00 من بعد ظهر 15 يناير 2020. إنّ الظلال الظاهرة في مقطع فيديو الدفاع المدني السوري، والمُشار إليها باللون الأحمر أعلاه، تتطابق مع موقع الشمس ما بين الساعة 14:00 -15:00 حسب أداة SunCalc

حاور فريق تحقيقات الأرشيف السوري على الأرض شهود عيان، من بينهم سعيد عبد الحميد خطاب، متطوع في الدفاع المدني، وشاهد عيان آخر، واللذينِ وصفا وصول فرق الدفاع المدني بعد دقائق من الضربة، والتي ادّعيا حدوثها في الساعة 14:04. ذكر خطاب رؤيته عدة جثث محترقة، إضافة لأشلاء يعود بعضها لأطفال من العاملين في السوق والمدينة الصناعية. كما قدّر خطاب أعداد الضحايا الذين شاهدهم في موقع التأثير بنحو 15 قتيلًا من المدنيين و 30 جريحًا، في ما وصفه بـ “الحدث المأساوي”.

صور أقمار صناعية من ديجيتال غلوب لسوق الهال قبل الحادثة وبعدها تظهر الدمار في المنطقة.

عزّزت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تقدير خطّاب لتوقيت الضربة، ففي الساعة 14:05 من اليوم نفسه، نشرت صفحة تنسيقية الثورة السورية في مدينة إدلب على فيسبوك صورة لدخان متصاعد نتيجة لما ادّعوا أنه غارة جوية، إضافة إلى صور آخرى نُشرت لاحقًا للدمار اللاحق بالسوق. في الساعة 14:07 والساعة 14:20 تقريبًا، نشر عدد من مستخدمي فيسبوك بلاغاتٍ عن طائرة ميغ 23 تستهدف مدينة إدلب.

يروي أبو الزين، صاحب أحد المحلات في المدينة الصناعية والذي نجا من القصف، ما جرى واصفًا المشهد بـ “الرعب” في مقابلة معه أجراها فريق التحقيقات، مؤكّدًا توقيت الضربة والدمار الناجم عنها. كما يؤكّد أبو الزين رؤيته 7 جثث محترقة في مكان الغارة الجوية، إضافة لأشلاء متقطعة وجرحى بالعشرات، واصفًا الحادثة بـ “المذبحة المروّعة”. ويشير أبو الزين إلى إنه تحدث إلى بعض الذين لم تُكتب لهم النجاة قبل موتهم ممّن كانوا يطلبون المساعدة، من بينهم سمير قصّار “صاحب محل تصليح كهرباء السيارات”، وأحمد الأسود، إضافة لحالات اختناق بين المار ة نتيجة الدخان والحرائق الناجمة عن الغارة، من بينها سيدة طلبت منه الماء، وطفل عمره 12 عامًا.

image47 صورة التقطها فريق التحقيقات بعد أيام من الغارة الجوية تظهر الدمار اللاحق بالمحالّ التجارية والمنازل في المنطقة الصناعية.

إضافة لما ذكره أبو الزين، أكد مازن أبو أحمد، متطوع في الدفاع المدني السوري ممن قابلهم فريق التحقيقات، وقوع الغارة الجوية في الساعة 14:04 ظهرًا، وأبلغ عن طيران حربي من نوغ ميغ 23 كمسؤول عن قصف السوق والمناطق السكنية المحيطة به. باعتباره واحدًا من أعضاء فريق الدفاع المدني الذين وصلوا للموقع بعد الغارة بوقت قصير؛ يؤكّد مازن حجم الدمار الحاصل، الحرائق، أعداد القتلى والجرحى جرّاء الغارة الجويّة، مشيرًا إلى نقل الجرحى إلى عدّة مشافي في المنطقة.

تظهر مقاطع فيديو وصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي جهود الإنقاذ من قبل أوائل المستجيبين. نشر الدفاع المدني السوري عددًا من مقاطع الفيديو التي تظهر إخماد الحرائق وانتشال العالقين تحت الأنقاض من قبل متطوعين. كما صوّرت مقاطع فيديو نشرتها صفحات فيسبوك محليّة جهود الدفاع المدني في البحث والإنقاذ.

صور نُشرت من قبل: تنسيقية الثورة السورية في مدينة إدلب على فيسبوك, حساب Hisham S Assaf, و بلدي نيوز تظهر أعقاب الغارة الجوية.

علاوة على ذلك, نُشرت صور و مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مظهرةً الدمار الواسع اللاحق بسوق الهال والمدينة الصناعية والذي يتطابق مع ما رواه الشهود الذين قابلهم فريق التحقيقات. فمثلًا، تظهر مقاطع فيديو نشرها حساب الجاسم عمر و بلدي نيوز بيوتًا ومحالّ تجارية مدمّرة، وسيارات تحترق جرّاء الغارة الجوية.

صور التقطها فريق التحقيقات بعد أيّام من الضربة على سوق الهال والمنطقة الصناعية. يظهر متحف إدلب في خلفية بعض الصور، والذي تعرّض لبعض الدمار جراء القصف. كانت معظم الأنقاض قد أزيلت عند التقاط الصور.

معزّزًا ما نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما ذكره الشهود، قال الممرض عبد الملا الحلاج، من قسم الإسعاف في مشفى إدلب المركزي وأحد المناوبين في المشفى يوم الاستهداف، في مقابلة مع فريق التحقيقات إنه سمع صوت انفجارين قويين ثم استُدعيت كافة الكوادر المناوبة إلى قسم الإسعاف مباشرة، وبعد خمسة دقائق بدأت سيارات الإسعاف التي تنقل الجثث والمصابين بالوصول إلى المشفى. يقول الحلاج إن قسم الإسعاف استقبل 39 مصاباً (توفي أحدهم بعد وصوله) بينهم 15 طفلاً و 3 نساء، حيث فُرزوا بحسب الحالة إلى الدرجات الأولى والثانية والثالثة، إضافة لبعض الإصابات الطفيفة التي تم تضميدها وتحويلها بحسب المكان.

أبو حسن، من مدينة حماة، والد الطفلين (أحمد وعائشة) اللذان أصيبا في الهجوم روى لفريق التحقيق إنه وبعد ظهيرة يوم الهجوم خرج طفلاه إلى البقالية لشراء بعض الاحتياجات. بعدها بدقائق سمع أبو حسن صوت انفجارين قويين، وعندما خرج من منزله وجد أحمد وعائشة مصابين قرب المنزل، فقام بنقلهما مع متطوع من الدفاع المدني للمشفى. وفقًا لمعاوية، إعلامي منظمة سامز والمتابع لحالة الجرحى في المشفى، يعاني أحمد من إصابة بكسر مفتوح في الساعد وضياع في العضلات واللحم, أما الطفلة عائشة فلديها إصابة عصبية وأخرى وعائية وخضعت لعملية عقب الهجوم مباشرة.

صور من مقاطع فيديو التقطها فريق التحقيقات لعائشة وأحمد، من الأطفال المصابين جراء الغارة الجوية على سوق الهال والمدينة الصناعية.

تظهر فيديوهات التقطها فريق التحقيقات، بإذن من أبي حسن وطفليه، الإصابات التي تعرض لها أحمد وعائشة نتيجة القصف. متحدثةً إلى فريق التحقيقات؛ تقول الطفلة عائشة إنها كانت رفقة أخيها لشراء بعض الأشياء عندما استُهدف المكان، وتضيف أن قوة الانفجار حملتها من مكانها إلى الأعلى لتسقط على الأرض، وأنها لم تعد ترى شيئاً إلى أن وصلت فرق الدفاع المدني ونقلتها إلى المشفى.

صور التقطها فريق التحقيقات تظهر الأنقاض والدمار اللاحق بالمنازل والمحالّ التجارية في المدينة الصناعية.

وكانت آخر مقابلات فريق التحقيقات مع أبي فريد، صاحب محل في المدينة الصناعية، والذي أشار إلى صدمته بسقوط الصاروخ قربه أثناء العمل. أكّد أبو فريد مقتل الكثيرين، إضافة للعديد من الجرحى ومن بينهم هو، حيث أصيب كتفه وخاصرته بشظايا من القصف. كما وصف أبو فريد انفجار السيارات التي كانت موجودة في المكان بعد الضربة بوقت قصير، واحتراق جثث مدنيين قُتلوا نتيجة الهجوم. بمزيد من التعزيز للحادثة، نشر فريق الدفاع المدني مقاطع فيديو من موقع التأثير توثّق جهود إنقاذ، القتلى والجرحى جراء القصف، محاولات إسعاف طفل، بالإضافة إلى جنازة متطوع الدفاع المدني محمد شادي أسعد الذي قُتل نتيجة الهجوم. علاوة على ذلك، نشرت كل من شبكة الدرر الشامية، وكالة أنباء خطوة، مديرية صحة إدلب، العربي الجديد، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، و الجزيرة مقالات وبيانات تؤكد وقوع الحادثة.

القتلى والجرحى

image53 لقطةمن مقطع فيديو نشره أحمد رحال لأكياس بيضاء تحتوي جثث ضحايا القصف.

نشر مركز إدلب الإعلامي وأحمد رحال على يوتيوب مقاطع فيديو التُقطت داخل مشفى إدلب الوطني عقب الضربة، حيث تظهر جثث ضحايا في ممرات المشفى أثناء قيام متطوعين بنزع ملابسهم ووضع الجثث في أكياس. إضافة إلى هذه المقاطع، نُشرت صور تظهر الإصابات التي تعرّض لها مدنيّون وأوائل المستجيبين، كالصورة التي نشرها الدفاع المدني للمتطوع المصاب عمار الدود.

زار فريق التحقيقات المشافي التي استقبلت ضحايا الضربة متحققًا من سجلّات أسماء القتلى. عزّزت سجّلات المشافي القوائم المنشورة على فيسبوك لأسماء وأعمار الجرحى والقتلى وتطابقت معها. في 17 يناير 2020، أبلغ الدفاع المدني السوري عن ارتفاع عدد القتلى نتيجة للقصف على سوق الهال والمدينة الصناعية إلى 21 قتيلًا. ارتفع عدد القتلى مجددًا عندما قضى أحد المصابين متأثرًا بإصابته الحرجة، ليصبح إجمالي عدد القتلى 22 قتيلًا. كما أُصيب 65 مدنيًا نتيجة للغارة الجوية، من بينهم 22 طفلًا، 6 نساء ومتطوّعين في فريق الدفاع المدني، بعد أن قضى ثلاثة من الجرحى متأثرين بجراحهم. تطابقت أسماء بعض القتلى مع ما نُشر من المصادر المفتوحة.

القتلى

الاسم
عبد القادر رجب
ماهر شيخوني
سمير أحمد شعار
محمد شادي الأسعد
علي محمد الأطرش
عمر ناعس
علاء الشيخ حسن
عمر جودت زيدان
زكريا لعلع
أحمد الزين
الطفل عدنان شيخوني
فاروق عفارة
أبو الليث الحلفاوي
عبيدة إبراهيم قطيع
محمد شادي نعمة
أحمد محمد أسود
الطفل زكريا بن صفوان زكزك
عبد الكريم أسعد هرموش
باكير جاسم باكير
مصطفى زياد حفسرجاوي
خالد عبد الوهاب الكحيل
مجهول الهوية

تحليل بيانات الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه مع الصور ومقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات وبيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية كإفادات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الضربة، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة 14:04، بمحيط إدلب وتحليلها بدقة.

ادّعى الشهود والمصادر المفتوحة المذكورة أعلاه أن طائرة حربية من طراز ميغ 23، التي يكثر استخدامها من القوات الجوية السورية، كانت مسؤولة عن القصف على سوق الهال والمدينة الصناعية. أظهرت بيانات رصد الطيران طائرة ميغ 23 تُقلع شمالًا باتجاه إدلب من مطار حماة العسكري (على بعد 91 كم عن مدينة إدلب) نحو الساعة 13:26 و 13:57 ظهرًا. عقب ذلك بوقت قصير، في الساعة 13:59، رُصدت طائرة ميغ 23 أخرى تحلّق نحو الشمال الشرقي فوق بلدة حيش (على بعد 43 كم جنوب إدلب) باتجاه موقع الحادثة. كما رُصدت طائرة ميغ 23 في الساعة 14:01 على بعد 11 كم شمال حيش تحلّق فوق معرة النعمان (على بعد 30 كم جنوب مدينة إدلب). في الساعة 14:02 و14:03 شوهدت طائرات ميغ 23 تحلّق فوق خان السبل نحو الشمال الغربي باتجاه إدلب، وفوق سراقب (16 كم شرق إدلب)، وفوق سرمين (9 كم شرق إدلب). وأخيرًا، في ساعة 14:04، وهو التوقيت المقدّر للهجوم والمُبلغ عنه، شوهدت طائرة ميغ 23 تحوم دائريًا فوق مدينة إدلب. وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. إنّ هذه البيانات تعزّز المعلومات مفتوحة المصدر وإفادات الشهود حول وقوع الغارة الجوية نحو الساعة 14:04، وأنها ربّما نفّذت من قبل القوات الجوية السورية.

image31 خريطة تظهر مواقع واتجاهات طيران طائرات ميغ 23 قبل توقيت الهجوم وأثناءه.

لا تتوافر معلومات تشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تحليق طائرات ميغ 23 فوق إدلب والمناطق المجاورة في توقيت الهجوم تقريبًا يعزّز التوقيت المزعوم لقصف سوق الهال والمدينة الصناعية، كما يشير إلى القوات الجوية السورية كطرف يُحتمل أن يكون مسؤولًا عن الغارة الجوية.

ملخّص

نحو الساعة 14:04 من بعد ظهر 15 يناير 2020، قُصف سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب بغارة جوية، تسبّبت في دمار عدد من المنازل والمحالّ التجارية في المنطقة، إضافة لمقتل 22 مدني وإصابة 65 آخرين.

الحادثة الثانية: السوق الشعبي في أريحا

  • مكان الهجوم: إدلب: أريحا
  • مواقع التأثير: السوق الشعبي و مدرسة الشهيد عبد الحميد غنيمي
  • التاريخ: 15 يناير 2020
  • التوقيت: نحو الساعة 13:00
  • نوع الهجوم: غارة جويّة
  • الذخائر المحدّدة: غير معروف
  • الضحايا: لا يوجد
  • الجرحى: 7 مدنيين
  • المسؤول المحتمل: طائرة من طراز طائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة ‪)‬إمّا من نوع ياك 130 أو L-29 التابعة للحكومة السورية‪(‬ أو سوخوي 24 من المحتمل أن تكون تابعة للقوات الجوية السورية.

حول أريحا

صور أقمار صناعية من غوغل إيرث برو لأريحا ومدرسة الشهيد عبد الحميد غنيمي إضافة لمنطقة السوق الشعبي محدّدة باللون الأزرق.

أريحا بلدة متوسطة المساحة على بعد 13 كم جنوب إدلب. تقع البلدة على طريق M4 السريع، والذي يصل بين سراقب عبر جسر الشغور وصولًا إلى اللاذقية غربي سوريا.

ماذا حدث (ومتى)؟

image43 لقطة من مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي العام للأضرار اللاحقة بالمناطق السكنية المحيطة نتيجة للضربة.

نحو الساعة 13:00 من ظهر 15 يناير 2020، نُفّذت غارة جوية على السوق الشعبي ومدرسة الشهيد عبد الحميد غنيمي وسط أريحا. أصابت الغارة الجوية 7 مدنيين وألحقت الدمار بمحالّ تجاريّة ومنازل في المناطق السكنية المحيطة، كما أصابت بناءً غرب السوق الشعبي مقابل المدرسة مباشرةً مما أسفر عن دمار فيها.

image46 تحديد الموقع الجغرافي لصور نُشرت على فيسبوك من قبل Mohammad Ftaal ولتقرير مصوّر نشرته أورينت نيوز التُقط في موقع التأثير.

تعزز الظلال الظاهرة في الوثائق البصرية، مثل مقطع الفيديو المنشور من قبل المركز الإعلامي العام، وقوع الحادثة نحو الساعة 13:00 ظهرًا.

بمزيد من التأكيد لتوقيت الحادثة، نُشرت أولى الأخبار عن الغارة الجوية في الساعة 13:09 من قبل صفحة تنسيقية الثورة السورية في مدينة إدلب وصفحة أريحا اليوم, على فيسبوك، والتي أبلغت عن غارة جويّة على البلدة. بعد هذه المنشورات بوقتٍ قصير، نُشرت صور أظهرت أعمدة دخان تتصاعد فوق أريحا و دمارًا واسعًا في أبنية سكنية ومحالّ تجارية في الجزء الغربي من السوق.

صورة أقمار صناعية من ديجيتال غلوب لسوق أريحا قبل الضربة وبعدها، حيث يمكن ملاحظة الدمار اللاحق بالموقع.

نشرت لقطات مصوّرة بكاميرا مراقبة من قبل الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وشاركتها صفحة أريحا اليوم، يُزعم أنها تصوّر لحظة تنفيذ الغارة الجوية على البلدة بتاريخ 15 يناير. يمكن رؤية الصواريخ تضرب مركز أريحا عند تخفيض سرعة مقطع الفيديو. يُرجّح أن هذا المقطع لا يصوّر الغارات الجوية على السوق، إذ لا يتطابق الطابع الزمني على لقطات فيديو المراقبة مع توقيت الغارة الجوية المزعوم، والذي تعزّزه الوثائق مفتوحة المصدر. إضافة إلى ذلك؛ تظهر الصواريخ في مقطع الفيديو أثناء إصابتها بناء سكنيًا على بعد نحو 200 متر من السوق والمدرسة.

لقطات، نُشرت على صفحة أريحا اليوم التقطتها كاميرا مراقبة تظهر صاروخين يستهدفان مركز أريحا.

تعرّضت المدرسة والسوق والمناطق السكنية المجاورة، والظاهرة في مقاطع فيديو التُقطت بعد الضربة مباشرة، لدمار واسع ناجم عن قصفها. نشر كل من صفحة المركز الإعلامي العام و SY+ إضافة لمستخدم فيسبوك محمود ضبعان و أريحا لحظة بلحظة مقاطع فيديو تظهر الدمار اللاحق بالسوق، محالّه التجارية والمنازل المحيطة، كما تظهر شوارع وأزقّة مغطاة بأنقاض محالّ تجارية، منازل، سيارات ودرّاجات نارية.

صور نشرتها صفحات أريحا لحظة بلحظة، محمود الضبعان و أريحا اليوم تظهر الدمار اللاحق بالسوق الشعبي.

كما أظهرت مقاطع فيديو رفعها الدفاع المدني على يوتيوب اللحظات التي تلت الضربة مباشرة. إضافة إلى ذلك، أكّد أحد المتطوعين الذين تمّت مقابلتهم في مقطع فيديو للدفاع المدني السوري توقيت الغارة الجوية، عدد الجرحى وحجم الدمار الحاصل.

image13 لقطة من مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري في إدلب، والذي يظهر عمليات البحث وجهود الإنقاذ.

في الليلة التالية للضربة، نشرت قناة أورينت على يوتيوب تقريرًا مصوّرًا أن طائرة ميغ 23 نفّذت غارة جوية على السوق الشعبي في أريحا، كما تضمّن التقرير مقابلة مع متطوع في الدفاع المدني لإظهار حجم الدمار. أكّد المتطوع أن طائرة حربية استهدفت السوق ومنازل المدنيين المحيطة متسبّبة في إصابة 7 أشخاص. كما قال أحد السكّان في مقابلة معه إنه سمع صوت صفارات الإنذار قبل أن يقصف السوق الشعبي، ما دفعه للتوجه نحو المكان للمساعدة في إسعاف الجرحى.

في الأيام التالية للحادثة، نشرت عدة منظمات ومصادر إخبارية، مثل شبكة إباء للأنباء و الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقارير عن الضربة مؤكّدين حجم الدمار وعدد الجرحى.

الجرحى

image19 قائمة مكتوبة بخط اليد تضم أسماء 7 جرحى أصيبوا في الغارة الجوية نشرها مركز توثيق الجرائم في محافظة إدلب.

عقب الغارة الجوية بوقت قصير، أبلغت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي عن 7 جرحى أصيبوا في الحادثة. ونشرت صفحة مركز توثيق الجرائم في محافظة إدلب على فيسبوك صورة قائمة مكتوبة بخط اليد تضمّ أسماء 7 جرحى أصيبوا في الغارة الجوية، وهي أسماء تتطابق مع ما نُشر من مصادر مفتوحة أخرى.

الاسمالعمر
محمود محمدغير متوفّر
محمود المنة10
حميدة المنة14
لانا نضال قربي16
مدين قربي4
نورس مجني33
زكريا الأحمد33

تحليل بيانات الطيران

لمزيد من التأكد من الحادثة ولتحديد الأطراف المسؤولة المحتملة؛ حلّل الأرشيف السوري بيانات رصد الطيران قبل وقوع الغارة الجوية، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة 13:00، في محيط أريحا.

image36 تظهر بيانات رصد الطيران طائرات سوخوي 24 وطائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة قرب أريحا في حدود توقيت الهجوم. يمكن العودة للحادثة الأولى للاطّلاع على الرسم البياني كاملًا.

قبل الضربة بوقت قصير، أقلعت طائرة طائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة شمالًا من مطار حماة العسكري (77 كم جنوب أريحا) وذلك في الساعة 12:30. رُصدت طائرة طائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة أخرى في الساعة 12:38 تحلّق شمالًا فوق حيش (30 كم جنوب أريحا). في الساعة 12:43، شوهدت طائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة تحوم دائريًا فوق معرّة النعمان (19 كم جنوب أريحا). ثم رُصدت طائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة تحوم دائريًا فوق أريحا في الساعة 12:54، وهو التوقيت المقدّر للهجوم،

إضافة إلى ذلك، شوهدت طائرة حربية من طراز سوخوي 24 تحلّق بشكل دائري وتطير شمالًا فوق معرّة النعمان (19 كم جنوب أريحا) في الساعة 12:52. وفي الساعة 12:51 و 12:55 رُصدت طائرة سوخوي 24 تحوم بشكل دائري وتحلّق فوق البارة (15 كم جنوب أريحا) باتجاه الشمال. في التوقيت المقدّر للهجوم؛ رُصدت طائرة سوخوي 24 تحوم دائريًا فوق أريحا في الساعة 13:01 و 13:10.

لا تتوافر معلومات تشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تحليق طائرات سوخوي 24 وطائرة هجوم أرضي حكومية خفيفة فوق أريحا والمناطق المجاورة في توقيت الهجوم تقريبًا يعزّز التوقيت المزعوم لقصف السوق الشعبي في أريحا، كما يشير إلى القوات الجوية السورية كطرف يُحتمل أن يكون مسؤولًا عن الضربة.

ملخّص

نحو الساعة 13:00 من ظهيرة 15 يناير 2020؛ قُصف السوق الشعبي في وسط أريحا بغارة جويّة دمّرت محالًا تجارية فيه إضافة لمدرسة قريبة، إضافة لإصابة 7 مدنيين.

الحادثة الثالثة: مركز الدفاع المدني السوري في بزابور

  • مكان الهجوم: إدلب: بزابور
  • مواقع التأثير: مركز الدفاع المدني السوري في بزابور
  • التاريخ: 15 يناير 2020
  • التوقيت: نحو الساعة 13:30
  • نوع الهجوم: غارة جويّة
  • الذخائر المحدّدة: غير معروف
  • الضحايا: لا يوجد
  • الجرحى: لا يوجد
  • المسؤول المحتمل: طائرة حربية من نوع ميغ 23 أو سوخوي 24 من المحتمل أن تكون تابعة للقوات الجوية السورية.

حول مركز الدفاع المدني السوري في بزابور

صور أقمار صناعية من غوغل إيرث برو لمركز الدفاع المدني السوري والبلدات المجاورة.

يقع مركز الدفاع المدني السوري في بزابور في منطقة نائية إلى حد ما على بعد نحو 15 كم جنوب مدينة إدلب، خارج بلدتي بزابور وأريحا بالقرب من بلدة كفرلاته.

image14 تحديد الموقع الجغرافي للقطات أربع كاميرات مراقبة تظهر الضربة نُشرت على صفحة الدفاع المدني على فيسبوك.

ماذا حدث (ومتى)؟

image40 لقطة من مقطع فيديو للقصف على مركز الدفاع المدني مصوّر بكاميرا مراقبة نشره الدفاع المدني على فيسبوك.

نحو الساعة 13:30 من ظهيرة 15 يناير 2020، أصاب صاروخ الشارع أمام مركز الدفاع المدني السوري في بزابور مباشرة، ما أدى إلى دمار جزئي في بناء المركز، وإصابة معداته وسيارة إطفاء تابعة له. لا توجد تقارير عن إصابة أو مقتل أحد متطوعي الدفاع المدني أو المدنيين جرّاء الضربة.

تطابق الظلال الظاهرة في مقاطع الفيديو المصوّرة بكاميرات المراقبة اتجاه الشمس، المقدّر باستخدام أداة SunCalc، نحو الساعة 13:30، وهو ما يعزّز التوقيت المزعوم للحادثة.

بعد ساعتين من الحادثة، نشر الدفاع المدني على صفحته الرسمية صورًا للدمار اللاحق بالمركز وسيارة الإطفاء. كما نشر الدفاع المدني بعد يوم من الضربة مقاطع فيديو مصوّرة بكاميرات مراقبة حول المركز، والتي أظهرت لحظة القصف. حيث يظهر في المقطع سقوط الصاروخ على الطريق أمام المركز بالقرب من عابرٍ يقود دراجة نارية. كما أكّد كل من شبكة شام، وكالة قاسيون، والشبكة السورية لحقوق الإنسان الغارات الجوية على مركز الدفاع المدني.

صور نشرها الدفاع المدني للدمار اللاحق بالمركز.

image38 تظهر هذه الخريطة المواقع التقريبية لكاميرات المراقبة قرب المركز وحوله، حيث Footage A تدلّ على أول تسجيل للغارة الجوية من مجموعة مقاطع فيديو كاميرات المراقبة

تحليل بيانات الطيران

على الرغم من محدودية البيانات نظرًا لموقع المركز النائي؛ تمّ تحليل بيانات رصد الرحلات الجوية قبل الغارة الجوية، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة 13:30، قرب بزابور.

أظهرت بيانات رصد الطيران طائرات حربية من طراز ميغ 23 تقلع من مطار حماة العسكري (75 كم جنوب بزابور) نحو الشمال في الساعة 13:22 و 13:26. كما رٌصدت طائرة ميغ 23 تحلّق فوق حيش (27 كم جنوب بزابور) في الساعة 13:24. إضافة إلى ذلك، في الساعة 13:27 و 13:28 شوهدت سوخوي 24 و ميغ 23 تحومان دائريًا فوق جبل الزاوية (14 كم جنوب غرب بزابور).

image32 بيانات رصد الطيران لطائرات ميغ 23 قرب بزابور في حدود توقيت الضربة. يمكن العودة للحادثة الأولى للاطّلاع على الرسم البياني كاملًا.

لا تتوافر معلومات تشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تحليق طائرات ميغ 23 وسوخوي 24، المستخدمتان بكثرة من قبل القوات الجوية السورية، قرب بزابور في حدود توقيت الهجوم تقريبًا يعزّز التوقيت المزعوم لقصف مركز الدفاع المدني، كما يشير إلى القوات الجوية السورية كطرف يُحتمل أن يكون مسؤولًا عن الضربة.

ملخّص

نحو الساعة 13:30 من ظهيرة يوم 15 يناير 2020، سقط صاروخ أمام مركز الدفاع المدني في بزابور مباشرة، مما أسفر عن دمار في المنشأة وسيارة الإطفاء التابعة لها. لم يُبلغ عن قتلى أو جرحى في هذه الحادثة.

الحادثة الرابعة: مركز الدفاع المدني السوري في شنان

  • مكان الهجوم: إدلب: Shannan
  • مواقع التأثير: Shannan Civil Defense Center
  • التاريخ: 15 يناير 2020
  • التوقيت: نحو الساعة 14:10
  • نوع الهجوم: غارة جويّة
  • الذخائر المحدّدة: يدّعي الدفاع المدني أن برميلًا متفجّرًا أصاب المركز.
  • الضحايا: لا يوجد
  • الجرحى: لا يوجد
  • المسؤول المحتمل: مروحية من طراز Mi-8 من المحتمل أن تكون تابعة للقوات الجوية السورية

حول مركز الدفاع المدني السوري في شنان

صور أقمار صناعية من غوغل إيرث برو لشنان، البلدات المجاورة ومركز الدفاع المدني السوري

يقع مركز الدفاع المدني السوري في شنان خارج المدينة قرب بلدة بينين المجاورة، ويبعد نحو 6.3 كم عن بزابور و 8.7 كم عن مركز الدفاع المدني في بزابور.

image22 تحديد الموقع الجغرافي لصورة نشرتها صفحة فريق الدفاع المدني في إدلب على فيسبوك، ويظهر فيها حفرة ناجمة عن الضربة. يبدو مبنى الدفاع المدني بالأزرق الفاتح في أقصى اليمين مع برميلين فضيين أعلاه.

ماذا حدث (ومتى)؟

image55 صورة نشرتها صفحة الدفاع المدني في إدلب على فيسبوك تظهر أعمدة الدخان من موقع الغارة الجوية في شنان.

نحو الساعة 14:00 من ظهيرة يوم 15 يناير 2020، أُلقيت ذخيرة بالقرب من مركز الدفاع المدني في شنان. ورغم أن أحدًا لم يصب أو يقتل من الضربة، إلا أنها دمرت المركز.

لقطات من مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري لما ادّعوا أنه قصف براميل مفتجّرة على شنان، والذي يظهر موقع الشمس، ما يُشير إلى أن الحادثة قد وقعت نحو الساعة 14:10 معزّزًا المصادر المفتوحة الأخرى.

بمزيد من التعزيز لتوقيت الضربة، في الساعة 14:04 و 14:06 نشرت صفحات مكتب توثيق الجرائم في محافظة إدلب و شنان اليوم بلاغات عن مروحيات ترمي براميل متفجّرة على شنان. أكّد مركز الدفاع المدني في إدلب هذه البلاغات لاحقًا، حيث نشر مُبلغًا عن استهداف المركز مباشرة، كما أظهرت صور مُرفقة بالمنشور الحفرة الناجمة عن الضربة والدمار اللاحق بالمنشأة.

لقطات من مقطع فيديو نشره الدفاع المدني يُظهر إلقاء ذخيرة على شنان. التُقط المقطع من قبل متطوعي الدفاع المدني على طريق خارج مركز المدينة.

إلى جانب ادّعائه أن الذخائر المُلقاة على البلدة كانت براميل متفجرة؛ نشر الدفاع المدني مقطع فيديو على يوتيوب يظهر عدة ضربات على المدينة. إضافة إلى ذلك، تم تأكيد هذه الضربة والإبلاغ عنها من قبل الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وكالة قاسيون, و أورينت نيوز.

image3 صورة نشرها الدفاع المدني تُظهر الدمار اللاحق بالمركز نتيجة الضربة.

تحليل بيانات الطيران

على الرغم من محدودية البيانات نظرًا لموقع المركز النائي؛ تمّ تحليل بيانات رصد الرحلات الجوية قبل الغارة الجوية، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة 14:10، قرب شنان.

image50 بيانات رصد الطيران لمروحيات Mi-8 قرب شنان في حدود توقيت الضربة. يمكن العودة للحادثة الأولى للاطّلاع على الرسم البياني كاملًا.

إلى جانب ادعاءات الدفاع المدني أن طائرة مروحية ألقت برميلين متفجّرين قرب المركز؛ أظهرت بيانات رصد الطيران أنه وقبل الضربة، نحو الساعة 13:38 و 14:06، رُصدت مروحيات Mi-8، المستخدمة بكثرة من قبل القوات الجوية السورية والتي تحمل عادة براميل متفجّرة ، تُقلع من مطار حماة العسكري (67 كم جنوب شنان). لاحقًا، في الساعة 13:48، شوهدت مروحيات Mi-8 تحلّق فوق معرة النعمان (9 كم جنوب شرق شنان) إضافة إلى تحليقها الدائري فوق المدينة في الساعة 13:53. وأخيرًا، رُصدت مروحية Mi-8 تحوم دائريًا فوق البارة (8.5 كم شرق شنان) في الساعة 13:57.

لا تتوافر معلومات تشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تحليق مروحيات Mi-8 قرب شنان في حدود توقيت الهجوم تقريبًا يعزّز التوقيت المزعوم لقصف مركز الدفاع المدني في شنان، كما يشير إلى القوات الجوية السورية كطرف يُحتمل أن يكون مسؤولًا عن الضربة.

ملخّص

نحو الساعة 14:10 من بعد ظهر 15 يناير 2020، أصيب مركز الدفاع المدني وأبنية أخرى في شنان بغارة جويّة أسفرت عن دماره. يدّعي الدفاع المدني أن المنشأة استُهدفت ببرميلين متفجّرين. لم يُبلغ عن قتلى أو جرحى في هذه الحادثة.

خاتمة

تظهر المعلومات مفتوحة المصدر المذكورة أعلاه، والمعزّزة في بعض الحوادث بصور على الأرض وإفادات الشهود، أن خمسة مواقع بنى تحتية حيويّة قُصفت بغارات جوية في 15 يناير 2020. كان ذلك جزءًا من حملة أكبر على مناطق سيطرة المعارضة في إدلب. على الرغم من عدم قدرة الأرشيف السوري على تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الضربات بشكل قاطع؛ إلا أن بيانات رصد الطيران، إفادات الشهود والمعلومات مفتوحة المصدر المفصّلة أعلاه تشير إلى الحكومة السورية كمسؤول محتمل عن هذه الحوادث الخمس.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية