التحقيقات
غارات جوية على مدينة صناعية وسوقَين ومركزَين للدفاع المدني السوري في إدلب
٢١ أيلول ٢٠٢٠تحقيق يتناول غارات جويّة أصابت مركزين للدفاع المدني وسوقَين في محافظة إدلب والمدينة الصناعية مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين
اطبع المقال
- مقدمة
- المنهجية
- الحادثة الأولى: سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب
- حول سوق الهال والمدينة الصناعية
- ماذا حدث (ومتى)؟
- القتلى والجرحى
- تحليل بيانات الطيران
- ملخّص
- الحادثة الثانية: السوق الشعبي في أريحا
- حول أريحا
- ماذا حدث (ومتى)؟
- الجرحى
- تحليل بيانات الطيران
- ملخّص
- الحادثة الثالثة: مركز الدفاع المدني السوري في بزابور
- حول مركز الدفاع المدني السوري في بزابور
- ماذا حدث (ومتى)؟
- تحليل بيانات الطيران
- ملخّص
- الحادثة الرابعة: مركز الدفاع المدني السوري في شنان
- حول مركز الدفاع المدني السوري في شنان
- ماذا حدث (ومتى)؟
- تحليل بيانات الطيران
- ملخّص
- خاتمة
جدول المحتويات
مقدمة
صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث برو تظهر مواقع الحوادث.
كان يوم 15 يناير 2020 من أكثر الأيام دمويّة في إدلب. حيث قُصفت نحو 28 منطقة في المحافظة بـ 60 غارة جويّة من بينها 28 برميلًا متفجّرًا, إضافة لـ 243 قذيفة و16 صاروخاً من راجمات الصواريخ على بلدات المحافظة، وفقًا للدفاع المدني السوري. وأشار الدفاع المدني إلى أن هذه الضربات الجوية والبرية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنيًا، من بينهم طفلان وأحد متطوعيّ الدفاع المدني. كما ذكر المستجيبون الأوائل إصابة نحو 82 مدنياً، من بينهم 22 طفلًا و 6 سيدات ومتطوعان من الدفاع المدني.
وأتت هذه الضربات الشرسة في اليوم الثالث من الهدنة التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في برلين، حيث حدّد وقت الهدنة في منتصف ليل 12 كانون الثاني بالاتفاق مع تركيا. لم تدم الهدنة طويلًا، فعلى الرغم من احترامها في 12 و 13 يناير، إلا أن الغارات الجوية على إدلب استُأنفت مجدّدًا في 14 يناير. وفقًا لـ الدفاع المدني السوري، استهدفت الحملة الجوية في 14 يناير 4 مناطق بـ 10 غارات جوية؛ إلا أنّ القصف الأعنف وقع في 15 يناير. في هذا التحقيق، تناول الأرشيف السوري الغارات الجوية التي طالت سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب، سوقاً شعبياً في مدينة أريحا، ومركزين للدفاع المدني في قريتي شنان وبزابور.
المنهجية
أجرى الأرشيف السوريّ تحقيقًا حول الحادثة، اعتمادًا على ثلاث خطوات:
جمع إفادات 8 شهود عيان أو أشخاص شهدوا اللحظات التالية للغارات الجوية مباشرةً وذلك من قبل فريق تحقيقات محلّي؛
حفظ، تحليل والتحقق من 79 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي يُدّعى أنها توثّق الحوادث؛
تحليل صور الأقمار الصناعية التي تُظهر مواقع التأثير عقب الحوادث، إضافة لبيانات رصد الطيران التي تتناول الطائرات المُحلّقة فوق البلدات بالأوقات المزعومة للضربات. وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه.
عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.
للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا
الحادثة الأولى: سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب
- مكان الهجوم: مدينة إدلب
- موقع التأثير: سوق الهال و المدينة الصناعية
- التاريخ: 15 يناير 2020
- التوقيت: نحو الساعة 14:04
- نوع الهجوم: غارة جويّة
- الذخائر المحدّدة: غير معروف
- الضحايا: 22 مدنيًا، من بينهم طفلان ومتطوّع في الدفاع المدني
- الجرحى: 65 مدنيًا
- المسؤول المحتمل: طائرة ميغ 23 من المحتمل أن تكون تابعة للقوات الجوية السورية.
حول سوق الهال والمدينة الصناعية
صور أقمار صناعية مأخوذة من غوغل إيرث برو تظهر موقع سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب.
يقع سوق الهال والمدينة الصناعية قرب دوّار المحراب شمال شرق مدينة إدلب، حيث تحيط بهما مناطق سكنية ويفصل بينهما طريق رئيسيّ يطلق عليه اسم “أوتوستراد سراقب”. وتُعتبر من المناطق المكتظة والمزدحمة في مدينة إدلب نظرًا لقربها من الطريق السريع، ولوجود مستشفى إدلب الوطني ومتحف إدلب فيها إضافة لسوق الهال وللمدينة الصناعية. علاوة على ذلك، أكّد أهل المنطقة وعناصر الدفاع المدني الذين قابلهم فريق تحقيقات الأرشيف السوري على الأرض على أنّ قاطنيها مدنيون فقط، وأنها منطقة تجارية لا تضمّ مقراتٍ عسكرية أو جنودًا بالقرب منها.
تحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو التقطه الدفاع المدني السوري في سوق الهال. يظهر مقطع الفيديو جهود الإنقاذ من قبل الدفاع المدني.
ماذا حدث (ومتى)؟
لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر الدمار اللاحق بالبيوت والمحالّ التجارية في المدينة الصناعية.
نحو الساعة 14:04 من ظهيرة 15 يناير 2020، قصفت غارات جوية سوق الهال والمنطقة الصناعية، مما أسفر عن مقتل 22 مدنيًا وإصابة 65 آخرين.
باستخدام الظلال التي ظهرت في مجموعة متنوعة من المواد مفتوحة المصدر التي وثّقت أعقاب الضربة، تمكن الأرشيف السوري من تأكيد توقيت وقوع الحادثة بين الساعة 14:00 وحتّى 15:00 من بعد ظهر 15 يناير 2020. إنّ الظلال الظاهرة في مقطع فيديو الدفاع المدني السوري، والمُشار إليها باللون الأحمر أعلاه، تتطابق مع موقع الشمس ما بين الساعة 14:00 -15:00 حسب أداة SunCalc
حاور فريق تحقيقات الأرشيف السوري على الأرض شهود عيان، من بينهم سعيد عبد الحميد خطاب، متطوع في الدفاع المدني، وشاهد عيان آخر، واللذينِ وصفا وصول فرق الدفاع المدني بعد دقائق من الضربة، والتي ادّعيا حدوثها في الساعة 14:04. ذكر خطاب رؤيته عدة جثث محترقة، إضافة لأشلاء يعود بعضها لأطفال من العاملين في السوق والمدينة الصناعية. كما قدّر خطاب أعداد الضحايا الذين شاهدهم في موقع التأثير بنحو 15 قتيلًا من المدنيين و 30 جريحًا، في ما وصفه بـ “الحدث المأساوي”.
صور أقمار صناعية من ديجيتال غلوب لسوق الهال قبل الحادثة وبعدها تظهر الدمار في المنطقة.
عزّزت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تقدير خطّاب لتوقيت الضربة، ففي الساعة 14:05 من اليوم نفسه، نشرت صفحة تنسيقية الثورة السورية في مدينة إدلب على فيسبوك صورة لدخان متصاعد نتيجة لما ادّعوا أنه غارة جوية، إضافة إلى صور آخرى نُشرت لاحقًا للدمار اللاحق بالسوق. في الساعة 14:07 والساعة 14:20 تقريبًا، نشر عدد من مستخدمي فيسبوك بلاغاتٍ عن طائرة ميغ 23 تستهدف مدينة إدلب.
يروي أبو الزين، صاحب أحد المحلات في المدينة الصناعية والذي نجا من القصف، ما جرى واصفًا المشهد بـ “الرعب” في مقابلة معه أجراها فريق التحقيقات، مؤكّدًا توقيت الضربة والدمار الناجم عنها. كما يؤكّد أبو الزين رؤيته 7 جثث محترقة في مكان الغارة الجوية، إضافة لأشلاء متقطعة وجرحى بالعشرات، واصفًا الحادثة بـ “المذبحة المروّعة”. ويشير أبو الزين إلى إنه تحدث إلى بعض الذين لم تُكتب لهم النجاة قبل موتهم ممّن كانوا يطلبون المساعدة، من بينهم سمير قصّار “صاحب محل تصليح كهرباء السيارات”، وأحمد الأسود، إضافة لحالات اختناق بين المار ة نتيجة الدخان والحرائق الناجمة عن الغارة، من بينها سيدة طلبت منه الماء، وطفل عمره 12 عامًا.
صورة التقطها فريق التحقيقات بعد أيام من الغارة الجوية تظهر الدمار اللاحق بالمحالّ التجارية والمنازل في المنطقة الصناعية.
إضافة لما ذكره أبو الزين، أكد مازن أبو أحمد، متطوع في الدفاع المدني السوري ممن قابلهم فريق التحقيقات، وقوع الغارة الجوية في الساعة 14:04 ظهرًا، وأبلغ عن طيران حربي من نوغ ميغ 23 كمسؤول عن قصف السوق والمناطق السكنية المحيطة به. باعتباره واحدًا من أعضاء فريق الدفاع المدني الذين وصلوا للموقع بعد الغارة بوقت قصير؛ يؤكّد مازن حجم الدمار الحاصل، الحرائق، أعداد القتلى والجرحى جرّاء الغارة الجويّة، مشيرًا إلى نقل الجرحى إلى عدّة مشافي في المنطقة.
تظهر مقاطع فيديو وصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتم اعي جهود الإنقاذ من قبل أوائل المستجيبين. نشر الدفاع المدني السوري عددًا من مقاطع الفيديو التي تظهر إخماد الحرائق وانتشال العالقين تحت الأنقاض من قبل متطوعين. كما صوّرت مقاطع فيديو نشرتها صفحات فيسبوك محليّة جهود الدفاع المدني في البحث والإنقاذ.
صور نُشرت من قبل: تنسيقية الثورة السورية في مدينة إدلب على فيسبوك, حساب Hisham S Assaf, و بلدي نيوز تظهر أعقاب الغارة الجوية.
علاوة على ذلك, نُشرت صور و مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مظهرةً الدمار الواسع اللاحق بسوق الهال والمدينة الصناعية والذي يتطابق مع ما رواه الشهود الذين قابلهم فريق التحقيقات. فمثلًا، تظهر مقاطع فيديو نشرها حساب الجاسم عمر و بلدي نيوز بيوتًا ومحالّ تجارية مدمّرة، وسيارات تحترق جرّاء الغارة الجوية.
صور التقطها فريق التحقيقات بعد أيّام من الضربة على سوق الهال والمنطقة الصناعية. يظهر متحف إدلب في خلفية بعض الصور، والذي تعرّض لبعض الدمار جراء القصف. كانت معظم الأنقاض قد أزيلت عند التقاط الصور.
معزّزًا ما نُشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما ذكره الشهود، قال الممرض عبد الملا الحلاج، من قسم الإسعاف في مشفى إدلب المركزي وأحد المناوبين في المشفى يوم الاستهداف، في مقابلة مع فريق التحقيقات إنه سمع صوت انفجارين قويين ثم استُدعيت كافة الكوادر المناوبة إلى قسم الإسعاف مباشرة، وبعد خمسة دقائق بدأت سيارات الإسعاف التي تنقل الجثث والمصابين بالوصول إلى المشفى. يقول الحلاج إن قسم الإسعاف استقبل 39 مصاباً (توفي أحدهم بعد وصوله) بينهم 15 طفلاً و 3 نساء، حيث فُرزوا بحسب الحالة إلى الدرجات الأولى والثانية والثا لثة، إضافة لبعض الإصابات الطفيفة التي تم تضميدها وتحويلها بحسب المكان.
أبو حسن، من مدينة حماة، والد الطفلين (أحمد وعائشة) اللذان أصيبا في الهجوم روى لفريق التحقيق إنه وبعد ظهيرة يوم الهجوم خرج طفلاه إلى البقالية لشراء بعض الاحتياجات. بعدها بدقائق سمع أبو حسن صوت انفجارين قويين، وعندما خرج من منزله وجد أحمد وعائشة مصابين قرب المنزل، فقام بنقلهما مع متطوع من الدفاع المدني للمشفى. وفقًا لمعاوية، إعلامي منظمة سامز والمتابع لحالة الجرحى في المشفى، يعاني أحمد من إصابة بكسر مفتوح في الساعد وضياع في العضلات واللحم, أما الطفلة عائشة فلديها إصابة عصبية وأخرى وعائية وخضعت لعملية عقب الهجوم مباشرة.
صور من مقاطع فيديو التقطها فريق التحقيقات لعائشة وأحمد، من الأطفال المصابين جراء الغارة الجوية على سوق الهال والمدينة الصناعية.
تظهر فيديوهات التقطها فريق التحقيقات، بإذن من أبي حسن وطفليه، الإصابات التي تعرض لها أحمد وعائشة نتيجة القصف. متحدثةً إلى فريق التحقيقات؛ تقول الطفلة عائشة إنها كانت رفقة أخيها لشراء بعض الأشياء عندما استُهدف المكان، وتضيف أن قوة الانفجار حملتها من مكانها إلى الأعلى لتسقط على الأرض، وأنها لم تعد ترى شيئاً إلى أن وصلت فرق الدفاع المدني ونقلتها إلى المشفى.
صور التقطها فريق التحقيقات تظهر الأنقاض والدمار اللاحق بالمنازل والمحالّ التجارية في المدينة الصناعية.
وكانت آخر مقابلات فريق التحقيقات مع أبي فريد، صاحب محل في المدينة الصناعية، والذي أشار إلى صدمته بسقوط الصاروخ قربه أثناء العمل. أكّد أبو فريد مقتل الكثيرين، إضافة للعديد من الجرحى ومن بينهم هو، حيث أصيب كتفه وخاصرته بشظايا من القصف. كما وصف أبو فريد انفجار السيارات التي كانت موجودة في المكان بعد الضربة بوقت قصير، واحتراق جثث مدنيين قُتلوا نتيجة الهجوم. بمزيد من التعزيز للحادثة، نشر فريق الدفاع المدني مقاطع فيديو من موقع التأثير توثّق جهود إنقاذ، القتلى والجرحى جراء القصف، محاولات إسعاف طفل، بالإضافة إلى جنازة متطوع الدفاع المدني محمد شادي أسعد الذي قُتل نتيجة الهجوم. علاوة على ذلك، نشرت كل من شبكة الدرر الشامية، وكالة أنباء خطوة، مديرية صحة إدلب، العربي الجديد، الشب كة السورية لحقوق الإنسان، و الجزيرة مقالات وبيانات تؤكد وقوع الحادثة.
القتلى والجرحى
لقطةمن مقطع فيديو نشره أحمد رحال لأكياس بيضاء تحتوي جثث ضحايا القصف.
نشر مركز إدلب الإعلامي وأحمد رحال على يوتيوب مقاطع فيديو التُقطت داخل مشفى إدلب الوطني عقب الضربة، حيث تظهر جثث ضحايا في ممرات المشفى أثناء قيام متطوعين بنزع ملابسهم ووضع الجثث في أكياس. إضافة إلى هذه المقاطع، نُشرت صور تظهر الإصابات التي تعرّض لها مدنيّون وأوائل المستجيبين، كالصورة التي نشرها الدفاع المدني للمتطوع المصاب عمار الدود.
زار فريق التحقيقات المشافي التي استقبلت ضحايا الضربة متحققًا من سجلّات أسماء القتلى. عزّزت سجّلات المشافي القوائم المنشورة على فيسبوك لأسماء وأعمار الجرحى والقتلى وتطابقت معها. في 17 يناير 2020، أبلغ الدفاع المدني السوري عن ارتفاع عدد القتلى نتيجة للقصف على سوق الهال والمدينة الصناعية إلى 21 قتيلًا. ارتفع عدد القتلى مجددًا عندما قضى أحد المصابين متأثرًا بإصابته الحرجة، ليصبح إجمالي عدد القتلى 22 قتيلًا. كما أُصيب 65 مدنيًا نتيجة للغارة الجوية، من بينهم 22 طفلًا، 6 نساء ومتطوّعين في فريق الدفاع المدني، بعد أن قضى ثلاثة من الجرحى متأثرين بجراحهم. تطابقت أسماء بعض القتلى مع ما نُشر من المصادر المفتوحة.
القتلى
الاسم |
---|
عبد القادر رجب |
ماهر شيخوني |
سمير أحمد شعار |
محمد شادي الأسعد |
علي محمد الأطرش |
عمر ناعس |
علاء الشيخ حسن |
عمر جودت زيدان |
زكريا لعلع |
أحمد الزين |
الطفل عدنان شيخوني |
فاروق عفارة |
أبو الليث الحلفاوي |
عبيدة إبراهيم قطيع |
محمد شادي نعمة |
أحمد محمد أسود |
الطفل زكريا بن صفوان زكزك |
عبد الكريم أسعد هرموش |
باكير جاسم باكير |
مصطفى زياد حفسرجاوي |
خالد عبد الوهاب الكحيل |
مجهول الهوية |
تحليل بيانات الطيران
بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه مع الصور ومقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات وبيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية كإفادات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الضربة، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة 14:04، بمحيط إدلب وتحليلها بدقة.
ادّعى الشهود والمصادر المفتوحة المذكورة أعلاه أن طائرة حربية من طراز ميغ 23، التي يكثر استخدامها من القوات الجوية السورية، كانت مسؤولة عن القصف على سوق الهال والمدينة الصناعية. أظهرت بيانات رصد الطيران طائرة ميغ 23 تُقلع شمالًا باتجاه إدلب من مطار حماة العسكري (على بعد 91 كم عن مدينة إدلب) نحو الساعة 13:26 و 13:57 ظهرًا. عقب ذلك بوقت قصير، في الساعة 13:59، رُصدت طائرة ميغ 23 أخرى تحلّق نحو الشمال الشرقي فوق بلدة حيش (على بعد 43 كم جنوب إدلب) باتجاه موقع الحادثة. كما رُصدت طائرة ميغ 23 في الساعة 14:01 على بعد 11 كم شمال حيش تحلّق فوق معرة النعمان (على بعد 30 كم جنوب مدينة إدلب). في الساعة 14:02 و14:03 شوهدت طائرات ميغ 23 تحلّق فوق خان السبل نحو الشمال الغربي باتجاه إدلب، وفوق سراقب (16 كم شرق إدلب)، وفوق سرمين (9 كم شرق إدلب). وأخيرًا، في ساعة 14:04، وهو التوقيت المقدّر للهجوم والمُبلغ عنه، شوهدت طائرة ميغ 23 تحوم دائريًا فوق مدينة إدلب. وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. إنّ هذه البيانات تعزّز المعلومات مفتوحة المصدر وإفادات الشهود حول وقوع الغارة الجوية نحو الساعة 14:04، وأنها ربّما نفّذت من قبل القوات الجوية السورية.
خريطة تظهر مواقع واتجاهات طيران طائرات ميغ 23 قبل توقيت الهجوم وأثناءه.
لا تتوافر معلومات تشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تحليق طائرات ميغ 23 فوق إدلب والمناطق المجاورة في توقيت الهجوم تقريبًا يعزّز التوقيت المزعوم لقصف سوق الهال والمدينة الصناعية، كما يشير إلى القوات الجوية السورية كطرف يُحتمل أن يكون مسؤولًا عن الغارة الجوية.
ملخّص
نحو الساعة 14:04 من بعد ظهر 15 يناير 2020، قُصف سوق الهال والمدينة الصناعية في إدلب بغارة جوية، تسبّبت في دمار عدد من المنازل والمحالّ التجارية في المنطقة، إضافة لمقتل 22 مدني وإصابة 65 آخرين.
الحادثة الثانية: السوق الشعبي في أريحا
- مكان الهجوم: إدلب: أريحا