دمار في كنيسة ومدرسة ومنازل مدنية نتيجة قصف على تل طويل بريف الحسكة

حول الحادثة 

• مكان الاستهداف: قرية تل طويل (بني رومتا)  بريف تل تمر غربي مدينة الحسكة، يسكن القرية آشوريون يتبعون لكنيسة المشرق الآشورية.
• موقع التأثير: كنيسة مار ساوا الحكيم، مدرسة أم وغفة، ومحيطهما في القرية
• التاريخ: السبت 28- 29 أيار/ مايو   2022
• التوقيت: ما بين الساعة 23:00 بتوقيت دمشق (EEST - UTC +3) من يوم 28 مايو وفجر اليوم التالي 29 مايو / أيار.
• الضحايا: لا يوجد 
• نوع الحادثة: قصف مدفعي وصاروخي
• الذخائر المحددة: لم يتمّ تحديدها
• المسؤول المحتمل: من المرجح أن تكون القذائف أطلقت من قبل القوات التركية أو فصائل الجيش الوطني المنضوين ضمن منطقة “نبع السلام” التابعين للحكومة التركية، الموجودة في الجهة الشرقية الشمالية.

مقدمة

تعرضت كنيسة مار ساوا الحكيم ومدرسة أم وغفة الابتدائية ومحيطهما ليل 28 أيار /مايو 2022، بين الساعة 23:00 وفجر اليوم التالي،  إلى قصف مدفعي أسفر عن أضرار مادية كبيرة في المكان. تظهر الفجوات في الكنيسة والمدرسة ومحيطهما سقوط ثلاث قذائف على الأقل تركت فجوات واسعة في الجدران والأسقف وتسبب بدمار داخل الكنيسة والمدرسة ومحيطهما.

وادعى مركز توثيق الانتهاكات في تقرير له، مدعم بالصور والفيديو، أن استهداف الكنيسة ومحيطها كان من قبل القوات التركية الموجودة في المنطقة، وتزامن مع تصريحات للرئيس التركي حول عزم بلاده شن عملية عسكرية جديدة على حدود تركيا الجنوبية لإقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متراً، ستبدأ فور استكمال القوات العسكرية وأجهزة الأمن والمخابرات استعداداتها.

المنهجيّة

أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الاستهداف، اعتماداً على

• حفظ، تحليل، والتحقق من 60 مقطع فيديو وصورة وتقريراً، رفعت على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مكان التأثير، اللحظات الأولى للاستهداف، جهة سقوط القذائف، الدمار الذي طال المكان، توزع القوى العسكرية في المنطقة.
• التأكد من موقع التأثير من خلال مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور الأقمار الصناعية والإحداثيات التي وصل إليها فريق التحقيق وأول البلاغات عن الاستهداف.
• تحليل صور الأقمار الصناعية التي تظهر الموقع، إضافة لصور قديمة تظهر المكانين المستهدفين قبل تعرضها للقصف.
• إضافة طبقة جديدة من التحقق، عبر تحليل ضربات سابقة للمكان ذاته، إضافة للأهمية الاستراتيجية للمكان المستهدف.

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة، والتأكد منها من قبل فريق التحقيق، زودت المصادر المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الاستهداف، توقيته، موقعه، الأضرار الناجمة عنه. عبر فحص جميع المعلومات المتوفرة عن الاستهداف، طوّر الأرشيف السوري فهماً للحادثة والمسؤولين المحتملين. للاطلاع على منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا.

حول مكان التأثير

تشكل قرية تل طويل، والمعروفة باسم بني رومتا، غربي تل تمر وتبعد نحو 55 كم عن مدينة الحسكة، نقطة تماس مباشرة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل الجيش الوطني المدعومة تركياً والتي سيطرت على قرى وبلدات في منطقة رأس العين ومحيطها منذ أكتوبر 2019، ضمن ما أطلق عليه عملية نبع السلام والتي بدأت في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019 واستمرت ثلاثة عشر يوماً، سيطرت فيها القوات التركية والفصائل العسكرية التابعة للجيش الوطني في المعارضة السورية على (2419 كم) من منطقتي رأس العين وتل أبيض ومحيطهما.

موقع قرية تل طويل مشار إليها باللون البرتقالي وتظهر مناطق نبع السلام باللون الأزرق ومناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية بالأصفر -المصدر:syria.liveuamap.com

يسكن القرية آشوريون ينتمون إلى كنيسة المشرق الآشورية منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى عام 2015 الذي شهد نزوحاً من مناطق أخرى من المكونين الكردي والعربي وسكنهما في القرى الآشورية. وتل طويل واحدة من 33 قرية في منطقة الخابور يسكنها الآشوريين منذ عام 1933 ويبلغ عددهم بحسب إحصائية 1994 نحو 20 ألف شخص، ووصل عددهم في عام 2011 إلى نحو 30 ألف.

هوجمت تل طويل والقرى الآشورية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في 23 شباط/ فبراير 2015، حرقت ودمرت خمس كنائس فيها واختطف عدد من الآشوريين. بعدها بأيام، استُعيدت القرى من قبل قوات آشورية تشكلت في المنطقة منذ بداية عام 2012، بمساندة من قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر اليوم عليها. 

غادر القسم الأكبر من الآشوريين قراهم إلى المدن المجاورة أو إلى دول اللجوء مثل كندا واستراليا، ولم يبق في القرى سوى عائلات قليلة، نحو 700 شخص، بحسب غابرييل موشي كورية مسؤول مكتب العلاقات في المنظمة الآثورية الديمقراطية، منهم أكثر من 75 شخصاً في تل طويل، لكن هذه القرى شهدت نزوحاً معاكساً إليها من مناطق مختلفة من الكرد والعرب.

ماذا حدث ومتى؟

تشير المعلومات المتاحة (التي سنستعرضها في التقرير لاحقاً)  إلى أنه، ما بين الساعة 23:00 بتوقيت دمشق، من يوم السبت 28 أيار/مايو 2022 وفجر اليوم التالي، سقطت قذائف على كنيسة ومدرسة ابتدائية في قرية تل طويل التابعة لناحية تل تمر في الحسكة.

ونقلت وسائل إعلامية وناشطون أخباراً أُرفقت بفيديوهات وصور تؤكد حدوث الاستهداف الذي طال المكانين وأدى إلى دمار داخلهما وفي محيطهما.

أولاً: كنيسة مار ساوا الحكيم

بدأت أولى البلاغات عن الحادثة في 28 أيار/مايو عند  الساعة 23:01 من قبل مجلس حرس الخابور الآشوري، إذ نشر فيديو على صفحته في فيسبوك، ادّعى فيه استهداف فصائل الجيش الوطني المدعومة تركياً قرى أغيبش وتل طويل والطويلة و تل كيفجي بالقذائف المدفعية الثقيلة والهاون، يسمع في الفيديو صوت إطلاق القذائف وضوءًا أحمر ناتجاً عن سقوطها، ولم يتمكن الأرشيف السوري من التحقق من مكان تصوير الفيديو أو سقوط القذائف لعدم وضوح الصورة الليلية.

المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية Aram hanna نشر في تغريدة على حسابه في تويتر عند الساعة 17:06 من يوم الأحد 29 أيار/ مايو 2022 صوراً للكنيسة المستهدفة والدمار الذي لحق بها. كذلك عند الساعة 20:07 نشر الحساب ذاته صوراً للدمار داخل الكنيسة، وعند الساعة 23:11 نشر فيديو للدمار الذي طال الكنيسة ومحيطها حمّل المسؤولية فيها للقوات التركية وشبه الاستهداف بما أقدمت عليه داعش في عام 2015 من تفجير للكنائس في منطقة الخابور ذاتها.

صورة لاستهداف مثلث كنيسة مار ساوا الحكيم في قرية تل طويل بريف تل تمر المصدر: حساب Aram hanna على تويتر

لقطة من فيديو تظهر دمارًا داخل الكنيسة -المصدر صفحة Aram hanna على تويتر

في اليوم ذاته، وبين الساعة 21:51 والساعة 24:00 نشر كل من موقع ANB SAT وصفحة خابورنا و صفحة صار وقت نحكي على فيسبوك، ومحمد محمود بشار على تويتر صوراً  وأخباراً عن استهداف الكنيسة ومحيطها.

عند الساعة 9:48 صباح يوم 28 مايو، نشر حساب RojarTv على تويتر، صورة للكنيسة، كذلك نشرت وكالة أنباء هاوار في التاريخ ذاته صوراً للكنيسة ومحيطها. تظهر الصور المأخوذة من الزاوية نفسها تقريباً سلامة الزاوية اليسرى من الكنيسة بتاريخ 28 مايو، وتعرضها للاستهداف في 29 مايو.

صورة لكنيسة مار ساوا الحكيم بعد استهدافها -المصدر: صفحة  Syriac Military Council -MFS على فيسبوك، وصورة لكنيسة مار ساوا الطويل نشرها حساب RojarTv على تويتر قبل ساعات من استهدافها

اللجنة الشعبية للحرس الآشوري وصفحة آشوريون بلا حدود على فيسبوك نشرتا صوراً وفيديو أظهرت دماراً في الكنيسة إضافة لدمار سابق في منازل مدنية بقرية تل طويل، قام الأرشيف السوري بمطابقة الصور مع صور قديمة نشرها مركز توثيق الانتهاكات السوري على تويتر لدمار المنزل ذاته في 17 نيسان 2022. وحمّلت الصفحتان القوات التركية والفصائل التي تدعمها مسؤولية الاستهداف.

كما نقلت صفحة  Syriac Military Council -MFS على فيسبوك خبر الاستهداف، وصوراً لمثلث الكنيسة المستهدف، والدمار في المكان. 

في 30 أيار/ مايو 2022 نقلت وكالة أنباء هاوار في تقرير لها، مرفق بفيديو وصور، خبر استهداف قرية تل طويل مساء يوم السبت، وحمّلت مسؤولية القصف لـ “القوات التركية والفصائل العسكرية التابعة لها”. ويوضح الفيديو والصور حجم الدمار الذي طال الكنيسة ومدرستي القرية ومنازل غربي القرية، ذكر التقرير أن المراسل لم يستطع الوصول إليها لقربها من قرية العريشة ومقابلتها لقاعدة تركية في قرية الداودية التي يتم استهداف المنطقة منها.

قناة Ronahi Tv نقلت في تقرير مصور لها لقطات للدمار في الكنيسة المستهدفة، كذلك المنازل السكنية، وتحدث التقرير عن قصف على قرى وبلدات تتبع للإدارة الذاتية حمّل مسؤوليته للقوات التركية والفصائل التي تدعمها، وحدد سقوط 41 قذيفة خلال الأيام الثلاثة التي سبقت استهداف الكنيسة، وتحدث عن نزوح كبير من القرى الآشورية للمكون السرياني، خلال السنوات الماضية، قدّره، بحسب تقارير، بوجود ألف نسمة من أصل 12 ألف نسمة. كذلك نقلت الصحفية Ronakshekhe،  خبر استهداف الكنيسة من قبل الجيش التركي.

مؤتمر ستار ، وموقع الاتحاد ميديا نشرا صوراً وتقريراً حول استهداف الكنيسة. ونقل موقع الاتحاد ميديا عن آرام حنا، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، أن القصف طال “كنيسة مار ساوا في قرية تل طويل الآشورية تزامناً مع استهداف محيط القرية ذاتها بوابل من القذائف المدفعية”. 

تحديد الموقع الجغرافي للكنيسة باستخدام صور من فيديو وكالة أنباء هاوار وصور القمر الصناعي من Maxar

قام فريق الأرشيف السوري بتحليل الظلال الظاهرة في مقطع فيديو نشرته قناة وكالة أنباء هاوار يوم الإثنين 30 مايو 2022 على موقع يوتيوب والتقط بعد الحادثة حيث يظهر فيه آثار الدمار التي حلت بالمكان نتيجة الاستهداف. تطابق الظلال في مقطع الفيديو مع موقع الظلال حسب أداة shadowcalculator  لقياس الظلال  يشير الى أن الفيديو قد تم التقاطه ما بين الساعة 06:30 إلى 07:30 صباحا.

صفحة RojarTv على تويتر نقلت في سلسلة تغريدات صوراً وفيديوهات حول استهداف قرية تل طويل بالقذائف المدفعية، تظهر الثواني الأولى لأحد هذه الفيديوهات التي نشرت في 30 أيار/ مايو لحظة سقوط القذائف في ثلاثة مواقع متجاورة والدخان المنبعث منها، قبل أن تنتقل الصورة إلى الدمار داخل الكنيسة.  لم يتمكن الأرشيف السوري من تحديد المكان الذي سقطت فيه القذائف، مع ترجيح عدم ارتباط اللقطات بالحادثة موضع التحقيق والتي نجمت عن قصف ليلي.”

لقطة من فيديو نشرته قناة RojarTv على تويتر قالت إنه لاستهداف قرية تل طويل بريف تل تمر

إحدى هذه الصور تظهر سقوط قذائف يظهر دخانها في ثلاثة أماكن على خط الأفق في الجهة الشرقية على مسافة مئات الأمتار من الكنيسة. إضافة لصور أخرى عن الدمار داخل الكنيسة وفي السور الذي تهدم قسم منه جراء استهدافه بقذيفة في 16 نيسان/ أبريل 2022، سنتوقف عنده في مرحلة لاحقة من التحقيق.

قناة Ronahi Tv على يوتيوب، وقناة مركز توثيق الانتهاكات على تلغرلم نشرتا فيديو   وصوراً للدمار الذي نتج عن استهداف الكنيسة و الفجوتين في جداريها الشرقي والشمالي، إضافة لفجوة في مدرسة أم وغفة في الاستهداف ذاته، وتهدم قسم من سور الكنيسة جراء استهدافه بقذيفة في 16 نيسان/ أبريل 2022.

حدّد فريق التحقيق، من خلال الصور والفيديوهات التي نشرها مركز توثيق الانتهاكات، ثلاثة مواقع استهداف، أصابت الأولى مدرسة أم وغفة الابتدائية، وضربتان اخترقت إحداهما زاوية الكنيسة من الجهة الشرقية، وأخرى اصطدمت بالأرض ويُشاهد تأثير شظاياها على الواجهة الشمالية من الكنيسة.

أماكن سقوط القذائف الثلاث التي حددها الأرشيف السوري  المصدر: جوجل إيرث

لقطة شاشة نُشرت من قبل مركز توثيق الانتهاكات و استخدمت من قبل الأرشيف السوري لتقدير اتجاه القذيفة

لقطات شاشة من فيديو نشرته قناة Ronahi Tv تظهر - من الحفرة والشظايا على الواجهة الشمالية للكنيسة - أن قذيفة ربما أصابت الكنيسة من الشمال أو الشرق

نظراً لقلة المصادر المتاحة حول توقيت استهداف كنيسة مار ساوا الطويل، لم يتمكن الأرشيف السوري من تحديد وقت الاستهداف بدقة، وهو ما يعني تقدير التوقيت من خلال تحليل الخط الزمني للبلاغات، حيث نُشر أول بلاغ عن استهداف المنطقة  نحو الساعة 23:00 من مساء السبت 28 مايو/أيار، والذي تعززه البلاغات المنشورة في الأيام التالية عن استهداف الكنيسة مساء السبت. وبتحليل أولى الصور لدمار الكنيسة الملتقطة صباح الأحد يمكن التأكيد على أن الكنيسة استهدفت في وقت ما بعد الساعة الحادية عشرة من مساء السبت، إلى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد.

الدمار 

لتحليل الدمار الذي طال الكنيسة بحث فريق التحقيق في الأرشيف السوري عن صور وفيديوهات سابقة للكنيسة ومقارنتها بالمحتوى البصري المنشور بعد استهدافها.

يظهر فيديو نشرته قناة Ronahi Tv على يوتيوب اختراق قذيفة للمثلث المصنوع من الآجر الأحمر في الزاوية الشرقية من الكنيسة، ومولدة محترقة في المكان، كذلك حفرة في الأرض من الجهة الشمالية على الأرض والشظايا على الجدار المقابل لها، إضافة لفجوة في أسفل الجدار، كذلك يظهر الفيديو تلفاً في محراب الكنيسة وسقوط الستائر وزجاجاً مهشماً ينتشر على أرضية الكنيسة، إضافة لمقاعد محطمة وانهيار في السقف الداخلي.

وأظهرت صور نشرها مركز توثيق الانتهاكات في قناته على تلغرام الدمار داخل الكنيسة، إضافة للفجوة التي أحدثتها القذيفة بطول يزيد عن مترين وعرض نحو متر واحد، إضافة لانهيار زاوية المثلث فوق مكان القذيفة على امتداد الجدار الذي تشقق وسقط سقفه.

تسببت القذيفة الأولى التي  استهدفت الكنيسة بدمار في المثلث الشرقي واخترقته بشكل مباشر تاركة فجوة امتدت من أعلى النافذة الشرقية إلى السقف المصنوع من الآجر. وأحدثت القذيفة الثانية التي سقطت على أرضية الجهة الشمالية من الكنيسة فجوة أقل اتساعاً في الحائط بفعل الشظايا.

دمّرت القذيفتان أجزاء من السقف والجدران الخارجية، إضافة لمولدة كهربائية كانت مركونة في الجهة الشرقية، وتسببتا بانهيار السقف المستعار المصنوع من الجبس، وقسم من المصابيح الكهربائية، كذلك زجاج النوافذ وأجزاء من كشوفها الحديدية، إضافة لتمزيق الستائر وتضرر محراب الكنيسة والخزائن والمقاعد الخشبية فيها.

لقطات شاشة تظهر تضرر النوافذ والمقاعد والخزائن الخشبية في كنيسة مار ساوا الحكيم المصدر: قناة وكالة أنباء هاوار يوتيوب

الصورة يمين لكنيسة مار ساوا قبل استهدافها من صفحة كنيسة المشرق قلعتي، الصورة يسار من وكالة أنباء هاوار بعد استهداف الكنيسة

ضربات سابقة 

قبل نحو شهر ونصف الشهر من الاستهداف الأخير لكنيسة مار ساوا الحكيم تعرضت الكنيسة ومدرسة أم وغفة الابتدائية، إضافة لمنازل مدنيين عشية عيد الفصح، في 16 نيسان/ أبريل 2022 للقصف، بقذائف الهاون، وفق ما أورده مركز توثيق الانتهاكات في تقرير له مرفقاً بصور للدمار والأضرار في قرية تل طويل.

توضح الصور التي نشرها مركز توثيق الانتهاكات، ومجلس حرس الخابور الآشوري MNK، و صور وفيديو نشرتها صفحة المكتب الإعلامي للمجلس السرياني العسكري، Syriac Military Council -MFS، على فيسبوك، وتغريدة مرفقة بصور نشرها مركز التوثيق، توضح دماراً في جدار الكنيسة، إضافة لشظايا وتكسر في الأشجار في مدرسة أم وغفة، وفجوات وأنقاض في منازل مدنية في القرية، وتضرر جرار زراعي وسيارة من نوع بيك آب، كذلك الطريق الرئيسي في القرية.

تضرر جدار كنيسة مار ساوا الحكيم في قرية تل طويل/ 16 نيسان 2022 المصدر: صفحة حرس الخابور الآشوري في فيسبوك, يشير إلى أن القذيفة أتت من الشرق إلى الشمال الشرقي للكنيسة.

من اتجاه الحفرة وما حولها من شظايا وركام, قدر فريق الأرشيف السوري المكان العام لسقوط القذيفة والحفرة التي أحدثتها بالقرب من الجدار المطل على الجهة الجنوبية من الكنيسة. إن مسار القذيفة لحظة اصطدامها بالأرض يدل على إطلاقها من الجهة الشرقية إلى الجهة الشرقية الشمالية.

وحمّل مركز التوثيق و مجلس حرس الخابور الآشوري و المكتب الإعلامي للمجلس السرياني العسكري، Syriac Military Council -MFS، على فيسبوك، مسؤولية الاستهداف للقوات التركية وفصائل الجيش الوطني السورية المدعومة من قبلها.

لقطة شاشة من فيديو نشره المكتب الإعلامي للمجلس السرياني العسكري، Syriac Military Council -MFS، على فيسبوك.

كذلك، حمّل ماتاي حنا المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري السرياني في فيديو نشره بعد الحادثة مسؤولية القوات التركية والجيش الوطني عن استهداف المناطق على خطوط التماس بالقذائف المدفعية والطائرات المسيرة.

المسؤول المحتمل 

حمّلت صفحات لمواقع إعلامية وحسابات لأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية استهداف كنيسة مار ساوا الحكيم للقوات التركية والجيش الوطني المدعوم من قبلها.

نظرا الى الحفر وأضرار الشظايا التي خلفتها القذائف قام فريق الأرشيف السوري بتحديد جهة وزاوية القذائف، وخلص إلى أن القذيفتين اللتين استهدفتا الكنيسة أطلقتا من الجهة الشرقية.

خريطة من BNN_SYR على تيليغرام تظهر مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري باللون الأخضر وقوات سوريا الديمقراطية باللون الأصفر

من خلال تحديد زاوية مكان الضربة الأولى والثانية في الكنيسة عبر خريطة جوجل للمكان، يظهر احتمال إطلاق القذائف من منطقة تخضع لسيطرة الجيش الوطني المدعوم تركياً، مع احتمالية أن تكون القذائف قد أطلقت من مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

لدراسة أكثر دقة، قام الأرشيف السوري بتحديد مناطق وجود القواعد العسكرية المنتشرة على خطوط التماس من خلال المصادر المتاحة:

وكالة ANHA عربية تحدثت عن توزع نحو 30 قاعدة تركية في مثلث رأس العين (سري كانيه) زركان وتل تمر، فصّلت أماكن وجودها وكالة أنباء هاوار في تقرير نشرته في يوليو 2022، منها 10 قواعد عسكرية منتشرة على خطوط التماس مع ناحية تل تمر في الحسكة. وحمّلت الوكالة هذه القواعد انطلاق الهجمات والقصف على المناطق المجاورة لها.

 

تظهر خريطة لمركز جسور أماكن وجود القواعد التركية في المنطقة نهاية عام 2021 وبداية عام 2022.

خريطة توضح توزع نقاط القوات التركية في سوريا المصدر: مركز جسور للدراسات

وأوضحت خريطة أخرى لمركز جسور وجود قاعدتين عسكريتين روسيتين بالقرب من المثلث الذي يرجح إطلاق القذائف منه، إضافة لوجود قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة

خريطة توضح توزع نقاط القوى الخارجية في سوريا المصدر: مركز جسور للدراسات

حمّل مركز توثيق الانتهاكات مسؤولية الاستهداف للقوات التركية والجيش الوطني، كذلك حملت كل من قناة  ROJAVA TV، وصفحة آشوريون بلا حدود 1 على فيسبوك، واللجنة الشعبية للحرس الآشوري، وقوات الناطورة، والحركة الديمقراطية الآشورية والتي أصدرت بياناً، القوات التركية مسؤولية استهداف وقصف القرى الآشورية، وآخرها قصف كنيسة قرية تل طويل.

كما نقل موقع نورث برس في تقرير له عن مار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثودوكس وأرام حنا الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية ونبيل وردة عضو القيادة العامة لقوات حرس الخابور الآشوري تحميلهم تركيا المسوؤلية عن استهداف الكنيسة، بما يتوافق مع ادعاءت المجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وموقع كورد أونلاين.

قادنا البحث في المصادر المتاحة إلى تضارب في المسؤولية عن حادثة استهداف الكنيسة، ففي الوقت الذي حمّلت مواقع إخبارية وناشطون المسؤولية للقوات التركية والجيش الوطني، أشرك أهالٍ في المنطقة وناشطين المسؤولية قوات سوريا الديمقراطية والقوات التابعة لها في المسؤولية عن الاستهداف.

في التعليقات على منشور استهداف الكنيسة الذي نشرته اللجنة الشعبية للحرس الآشوري، تحدث أشخاص عن قيام قوات سوريا الديمقراطية بنصب منصة صواريخ بالقرب من الكنيسة، وقصف القوات التركية من مناطق بالقرب الكنيسة وقيام القوات التركية بالرد على مصدر النيران.

لقطات شاشة من التعليقات على منشور استهداف الكنيسة الذي نشرته اللجنة الشعبية للحرس الأشوري

في تعليق على بيان الحركة الديمقراطية نشره موقع Nahrain Post، قال صاحب التعليق إن قوات سوريا الديمقراطية تتخذ من السكان الآشوريين في قرى تل تمر دروعاً بشرية، وتسعى لتهجيرهم بعد استيلائها على منازل وأراض في المنطقة، كذلك تحدث تعليق آخر عن قيام قوات سوريا الديمقراطية بقصف القوات التركية من القرى الآشورية واستفزازهم للرد والقصف.

لقطة شاشة لتعليقات على بيان الحركة الديمقراطية على صفحة Nahrain Post

في تقرير لتلفزيون سوريا نشر في نهاية شهر أيلول 2021، نقل عن أشخاص في قرية تل طويل قيام قوات سوريا الديمقراطية بنصب مدافع وقاذفات هاون بالقرب من كنيسة قرية تل طويل.

المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، وفي بيان له على فيسبوك قال إن عناصر من قوات سوريا الديمقراطية قامت بتثبيت مدافع وقذائف هاون وسط قرية أم وغفة/ تل طويل وبالقرب من كنائس القرية، ومنعت السكان من العودة إلى قراهم بحجة العمليات العسكرية واستعمال القرى كمعسكرات تدريب عسكرية للقوات الكردية.

موقع العربي الجديد، وفي تقرير له نشر في 23 شباط /فبراير 2022، قال نقلاً عن المنظمة الآثورية الديمقراطية، إن قوات سوريا الديمقراطية تعسكر الحياة المدنية من خلال الاستمرار في حفر الأنفاق والخنادق في المناطق السكنية في قرى الخابور، وتحول المنازل إلى مراصد ومراكز لإطلاق النار.

لفهم أدق بحث الأرشيف السوري عن القوات العسكرية الموجودة في قرى الخابور وهي المجلس العسكري السرياني و السوتورو وحرس الخابور وقوات الناطورة، وجميعها قوات من المكون الآشوري تتبع عسكرياً لقوات سوريا الديمقراطية منذ عام 2015.

أظهر البحث صوراً و فيديوهات نشرها المجلس السرياني العسكري في ثلاثة تواريخ مختلفة، آخرها في حزيران 2021، تظهر وجود مظاهر مسلحة لمقاتلين تتشابه الشارات التي يضعونها مع شعار المجلس العسكري ويتمركزون في محيط الكنيسة.

تظهر الصور المقاتلين في وضعيات قتالية، ووجود متاريس و خنادق في الجهة الشرقية للكنيسة.

الفيديوهات والصور تظهر أيضاً وجوداً عسكرياً في الطرق المجاورة للكنيسة، كذلك تلالاً رملية أعدت لحماية المقاتلين وخنادق حفرت إضافات لطلاقيات وعناصر بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

خندق ومتراس لمقاتلين من المجلس العسكري السرياني في قرية تل طويل : المصدر: صفحة المجلس العسكري السرياني في فيسبوك

لقطة شاشة من فيديو نشره المجلس العسكري السرياني لمقاتل في صفوفه داخل خندق بالقرب من كنيسة مار ساوا الحكيم

ثانياً: مدرسة أم وغفة

تقع قرية أم وغفة على ضفة نهر الخابور الذي يحدها من الجنوب، وتلتصق بقرية تل طويل من الجهة الغربية، يمر بها الطريق العام (الحسكة -رأس العين) من الشمال ويحدها من الشرق قرية أم الكيف. ويبلغ عدد سكانها نحو 700 نسمة في عام 2015.

بين ليل 28  وصباح 29 أيار/ مايو 2022 تعرضت مدرسة أم وغفة الابتدائية لاستهداف بقذائف مدفعية طالت كلاً من المدرسة وكنيسة مار ساوا الحكيم المجاورة والتي تبعد عنها نحو 140 متراً إلى الجهة الغربية.

صورة للمسافة الفاصلة بين مدرسة أم وغفة وكنيسة مار ساوا الحكيم المصدر: جوجل إيرث

*[صور](https://t.me/vdcnsy/20901) لمدرسة أم وغفة الابتدائية بعد تعرضها للقصف المصدر: قناة مركز توثيق الانتهاكات على تلغرام*

يظهر فيديو نشره مركز التوثيق على قناته في تلغرام استهداف كنيسة مار ساوا الحكيم، وعند الدقيقة 2:25 يظهر طريق ترابي يصل بين الكنيسة والمدرسة، وأشجار متكسرة على طرفي الطريق، من المحتمل أن تكون من ضربة سابقة للمدرسة في 16 نيسان 2022.

لقطة من فيديو نشره مركز التوثيق على قناته في تلغرام، صورة أقمار صناعية للطريق ذاته

ويظهر الفيديو جراراً زراعياً متضرراً على طرف الطريق أيضاً، ثم تظهر ساحة المدرسة والبناء الذي يأخذ شكل حرف L طرفة الطويل من الجهة الشمالية إلى الجنوبية والقصير من الجهة الغربية إلى الشرقية.

لقطة من فيديو نشره مركز التوثيق على قناته في تلغرام، صورة أقمار صناعية لمدرسة أم وغفة

عند الدقيقة 3:28 من الفيديو تظهر في أعلى سقف الغرفة الثانية من القسم الطويل في حرف L فجوة بيضوية واسعة، وتكسر لأسياخ الحديد في السقف، إضافة لفجوة أقل اتساعاً على الجدار الغربي وتضرر نافذة الجدار ذاته، وركام في أرضية المدرسة.

لقطة شاشة للفجوات التي أحدثتها القذيفة في سقف وجدار مدرسة أم وغفة الابتدائية المصدر: قناة مركز توثيق الانتهاكات على تلغرام

وتظهر لقطات فيديو من النافذة على الجدار الغربي ساحة اللعب الخلفية للمدرسة وكنيسة مار ساوا الحكيم.

لقطات شاشة من فيديو نشره مركز التوثيق في قناته على تلغرام وصورة قديمة لساحة اللعب الخلفية في مدرسة أم وغفة على تطبيق خرائط غوغل، و صورة لمدرسة أم وغفة عام 2008

من خلال الصور والفيديوهات التي رفعها مركز التوثيق على قناته في تلغرام وموقعه الإلكتروني يمكن توقع الاتجاه العام للقذيفة من الجهة الشرقية للمدرسة. وتناظر الضربتان على مدرسة أم وغفة وكنيسة مار ساوا الحكيم.

صورة من خرائط غوغل تظهر موقع المدرسة والكنيسة

نشر مركز توثيق الانتهاكات في موقعه تقريراً أفاد بأن القصف الذي طال قرية تل طويل استهدف كنيسة مار ساوا الحكيم إضافة للمدارس في القرية. وتحدث في تقرير له عن قصف طال نحو 32 مدرسة حتى نهاية شهر أيار/ مايو 2022 من قبل ما أسماهم “الجماعات المسلحة”.

ونشرت وكالة أنباء هاوار في 30 من الشهد ذاته فيديو تضمن إفادة لأحد الشهود قال فيها إن القصف استهدف دور عبادة ومدارس إضافة لمرافق خدمات عامة في المنطقة. كذلك اتهمت قناة العالم في تقرير لها الجيش التركي والمجموعات المرتبطة به باستهداف كنيسة ومدارس ومنازل مدنية في قرية تل طويل.

سبق ذلك استهداف للمدرسة في 15 إبريل، إذ نشر مجلس حرس الخابور الآشوري في صفحته على فيسبوك صوراً تظهر شظايا على جدار المدرسة

صورة تظهر شظايا على جدار المدرسة الشرقي  المصدر: صفحة حرس الخابور الآشوري على فيسبوك

وتظهر صورة أخرى الأشجار المتكسرة في محيط المدرسة والمنزل الذي تعرض للدمار، كذلك تظهر صورة أخرى فجوة في السور الخارجي 

صور تظهر الأشجار المتكسرة في محيط المدرسة وسورها والمنزل الذي تعرض للدمار  المصدر: صفحة حرس الخابور الآشوري على فيسبوك

ونقل فيديو نشرته قناة Ronahi Tv على يوتيوب خبر استهداف المدرسة، وإفادة سيدة من السكان حددت التوقيت قبل وبعد الإفطار (صلاة المغرب في رمضان) من يوم 15 نيسان 2022، وتحدثت عن مجموعة من القذائف تتساقط دفعة واحدة في كل رشقة قالت إنها لم تستطع أن تحصيها.

وتظهر صورة نشرتها شبكة أخبار سرسبيدو دماراً في أحد المنازل، تظهر في الصورة زاويتي مدرسة أم وغفة وكنيسة مار ساوا الحكيم 

صور لمنزل مهدم بالقرب من مدرسة أم وغفة وكنيسة مار ساوا الحكيم المصدر: شبكة أخبار سرسبيدو على فيسبوك

الكنائس عرضة للاستهداف: خمسة كنائس آشورية تعرضت لهجمات سابقة

في تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان حول الكنائس التي تعرضت للقصف حتى عام 2015، وثقت الشبكة 63  كنيسة تعرضت للاستهداف من مختلف الأطراف والقوى العسكرية السورية. قام فريق التحقيق في الأرشيف السوري بتوثيق الهجمات التي تعرضت لها الكنائس الآشورية في قرى الخابور، والتي كان آخرها استهداف كنيسة مار ساوا الحكيم مرتين في نيسان وأيار من عام 2022، كما هو موثق سابقاً.

تحدثت تقارير إعلامية عن دمار طال نحو ثمانية كنائس بفعل الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش على المنطقة أواخر شباط/ فبراير من عام 2015، إذ قام بتفجير كنائس وإحراق كنائس أخرى، ولم يتمكن الأرشيف السوري من توثيق سوى خمس كنائس بالصور التي تدل على دمارها.

كنيسة مريم العذراء في قرية تل نصري 

تعرضت كنيسة السيدة مريم العذراء للتفخيخ والتفجير من قبل تنظيم الدولة في الخامس من نيسان 2015، نحو الساعة 8:15 صباحاً، وتزامن تفجير الكنيسة مع أعياد الفصح المجيد، وتقع الكنيسة التي بنيت عام 1934 في قرية تل نصري بريف تل تمر وتم ترميمها وإعادة بنائها في عام 2005. 

لم يبق من الكنيسة سوى هيكلها الخارجي بعد تفجيرها لتتحول إلى صرح ديني مهجور، وأفادت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة تمركز داخل مبنى الكنيسة قبل أن يفجرها في 5 نيسان/ أبريل 2015.

سبق ذلك وفي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 استهداف الكنيسة بالطيران الحربي التابع لقوات الحكومة السورية ما أسفر عن أضرار داخلها.

لقطات شاشة لكنيسة السيدة العذراء في قرية تل نصري المصدر: قناة  وجه الحق-Rumaf على يوتيوب وصور نورث برس وإذاعة Suroyo fm

كنيسة القديس مار بيشوع 

تقع الكنيسة في قرية تل شاميرام الأشورية بريف الحسكة، وأظهرت الصور التي تناقلتها وسائل إعلام محلية وصفحات فيسبوك دمار الكنيسة بالكامل في 24 أيار/ مايو 2015 بعد تفجيرها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

كنيسة مار بيشوع بعد تفجيرها -المصدر: صور صفحة الإعلامي Yousif Qutta على فيسبوك، و فيديو ANHA على فيسبوك

كنيسة ماركيوركيس 

تقع كنيسة ماركيوركيس  في قرية ديزن  قبر شامية على نهر الخابور بريف الحسكة، أحرقها تنظيم الدولة في 23 شباط/ فبراير 2015 بعد دخوله إلى القرية.

صور تظهر ما قبل وما بعد لكنيسة ماركيوركيس حرق كنيسة ماركيوركيس

كنيسة ربان ماثيو  

وتقع في قرية تل هرمز بريف الحسكة، وتعد من أقدم الكنائس السورية. وفي 24 شباط/ فبراير 2015 تداولت وسائل إعلام وصفحات فيسبوك خبراً وصوراً عن إحراق تنظيم الدولة للكنيسة بعد دخوله إلى القرية.

صور تظهر ما قبل وما بعد احتراق كنيسة ربان ماثيو في تل هرمز -المصدر: صفحة أخبار السويد في فيسبوك، وصفحة التجمع المدني المسيحي في القامشلي

كنيسةِ مار قرياقس ومار شمعون بن صباغين

تقع في قرية تل بالوعة بريف الحسكة، وقد تعرضت بحسب صفحات ومواقع إخبارية كنيستها للحرق على يد تنظيم الدولة في 6 حزيران/ يونيو 2015.

صور لحرق كنيسة  مار قرياقس ومار شمعون بن صباغين في قرية تل بالوعة -المصدر: صفحة اشوريون بلا حدود 1

توزع الكنائس الآشورية الخمس التي تم تدميرها وإحراقها من قبل تنظيم الدولة في منطقة تل تمر عام 2015

خاتمة 

من خلال المعلومات المذكورة أعلاه، استطاع الأرشيف السوري التأكيد على استهداف قرية تل طويل بريف تل تمر بثلاثة قذائف على الأقل، بين الساعة 23:01 من يوم 28 مايو/أيار 2022، وفجر يوم  29 مايو.أيار 2022. استهدفت القذائف كنيسة مار ساوا الحكيم ومدرسة أم وغفة في القرية، وتسببت بأضرار مادية في المكانين.

بالنظر إلى محدودية المعلومات حول السلاح المستخدم فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد الجهة المسؤولة عن الاستهداف بشكل قاطع، رغم أن المعلومات مفتوحة المصدر التي حللها الأرشيف السوري تشير إلى القوات التركية وفصائل عسكرية من الجيش الوطني المدعوم تركياً كمسؤول محتمل عن الحادثة. كما لوحظ وجود مظاهر مسلحة في محيط مكان الاستهداف لقوات الناطورة والمجلس العسكري الآشوري التابعتين لقوات سوريا الديمقراطية.