logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

قصف مخزن وقود ومنزل سكني في قرية ترمانين بريف إدلب

٣ آذار ٢٠٢٢

تحقيق يتناول قصف مخزن وقود ومنزل سكني في قرية ترمانين بريف إدلب

اطبع المقال

حول الحادثة

  • مكان الاستهداف: الطريق الواصل بين قرية ترمانين و مدينة الدانا شمالي إدلب
  • موقع التأثير: مخزن وقود على الطريق الزراعي بين قرية ترمانين ومدينة الدانا، إضافة لمنزل سكني يقع على بعد 150م غربي المخزن
  • التاريخ: الأربعاء 16 شباط/ فبراير 2022
  • التوقيت: ما بين الساعة 09:00 - 09:30 صباحاً بتوقيت العاصمة دمشق
  • الضحايا: مقتل 4 مدنيّين وإصابة 2 آخرين
  • نوع الحادثة: قصف مدفعي يُدّعى أنه تم بصواريخ ليزرية موجهة، بحسب شهادات عناصر الدفاع المدني وإعلاميّين
  • الذخائر المحددة: لم يتمّ تحديدها
  • المسؤول المحتمل: من المرجح أن تكون الصواريخ قد أطلقت من الفوج 46 شرقي مدينة الأتارب بريف حلب، من قبل القوات الحكومية السورية

مقدمة

في 16 شباط/ فبراير 2022، بين الساعة 09:00 والساعة 09:30 بتوقيت دمشق، استهدف، وبشكل مباشر، مخزن للوقود تعود ملكيته لشركة وتد للبترول، إضافة لسيارة ومنزل مدني يبعد نحو 150 متراً عن مخزن الوقود بأربعة صواريخ على الأقل، بصواريخ يدّعى أنها موجهة بالليزر، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص مدنيين وإصابة اثنين آخرين، إضافة لتدمير المكان بفعل الحرائق الكبيرة التي طالت مخزناً رئيساً للوقود.

المنهجيّة

أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الاستهداف، اعتماداً على:

  • حفظ، تحليل، والتحقق من 73 مقطع فيديو وصورة وتقريراً، رفعت على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مكان التأثير، اللحظات الأولى للاستهداف ومكان سقوط الصواريخ، الاستجابة الأولية وانتشال جثث القتلى وإسعاف المصابين وإطفاء الحرائق، إضافة للدمار الحاصل في المكان
  • التأكد من موقع التأثير من خلال مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور الأقمار الصناعية والإحداثيات التي وصل إليها فريق التحقيق وأول الإبلاغات عن الاستهداف
  • تحليل صور الأقمار الصناعية التي تظهر الموقع، إضافة لإبلاغات الاستهداف في بيانات الرصد المحلية على تلغرام
  • تتبع استهدافات مماثلة على منشآت وقود تتبع للشركة ذاتها خلال العامين 2020-2021
  • تتبع خلفية حول شركة وتد للمحروقات وتتبع الضحايا

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة، والتأكد منها من قبل فريق التحقيق، زودت المصادر المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الاستهداف، توقيته، موقعه، الضحايا والإصابات والأضرار الناجمة عنه. عبر فحص جميع المعلومات المتوفرة عن الاستهداف، طوّر الأرشيف السوري فهماً للحادثة والمسؤولين المحتملين. للاطلاع على منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا.

حول مكان التأثير

يتبع مخزن الوقود أو مركز توزيع المحروقات الذي تمّ ضربه، حسب تقرير قناة حلب اليوم، لشركة وتد العاملة في مناطق حكومة الإنقاذ في إدلب. وهو، وفقًا لتقرير الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان مكان تخزّن فيه المحروقات ضمن خزّانات ومستودعات أرضيّة. تبلغ مساحة المنشأة، باستخدام جوجل إيرث، نحو 38 ألف م2 أو 3,8 هكتاراً، وتقع خزّانات ومستودعات المحروقات إلى الطرف الغربي من المنشأة، ضمن أراض زراعية في منطقةحرزة‬ على الطريق الواصل بين قرية ترمانين و مدينة الدانا شمالي محافظة إدلب، على بعد 1,3 كم جنوب غربي قرية ترمانين ونحو 2 كم شمال شرقي بلدة الدانا، وعلى بعد أقل من 200 م جنوب غربي جمعية شام الخير وعلى بعد أكثر من 26 كم إلى الغرب من مدينة حلب. على بعد 150م غربي المركز، يقع منزل سكني بمساحة طابقيّة نحو 75 م2 كان قد أُصيب بقذيفة واحدة على الأقل ضربت سيّارة تقلّ مدنيّين على بعد أمتار قليلة من واجهته الشرقيّة.

image23 صورة من الأقمار الصناعيّة لموقع مركز ترمانين للمحروقات على الطريق الواصل بين قرية ترمانين و مدينة الدانا -المصدر: جوجل إيرث

image25 صورة من الأقمار الصناعيّة لموقع سقوط القذائف توضّح المنشأة، ويظهر إلى الغرب منها المنزل السكني على بعد نحو 150 م -المصدر: جوجل إيرث

image24 صورة حديثة من الأقمار الصناعيّة بتاريخ 7 شباط 2022 لموقع سقوط القذائف توضّح المنشأة والمنزل السكني -المصدر: Maxar

شركة وتد

أسست شركة وتد في كانون الثاني 2018، وتنقسم إلى عدة أقسام هي: الغاز والمحطات والأسواق، وهي شركة مساهمة حصلت على ترخيص من حكومة “الإنقاذ” في إدلب ولها سجل تجاري، وفقاً لتقرير نشرته عنب بلدي.

وفقًا لمقال نشرته شبكة EURACTIV الإخبارية عام 2019، يستقدم موردون أتراك شحنات الوقود من أوكرانيا إلى تركيا عبر شركة مجهولة الهوية، لتعبر إلى باب الهوى، وتستلمها شركة وتد، وتخزنها في مستودعاتها قبل توزيعها على المراكز التابعة لها، إضافة لتجار المحروقات المتوزعين في المنطقة. وكانت شركة وتد تمتلك حصرية في استيراد المحروقات والغاز، وذلك قبل أن تدخل شركة كاف للمحروقات السوق في أغسطس 2020.

تتهم شركة وتد بتبعيتها لهيئة تحرير الشام، وقدّر تقرير لمجلس الأمن الدولي، في شباط 2020، إيرادات الهيئة من تجارة الوقود والطاقة بنحو مليون دولار شهرياً، وذلك باحتكار معاملات الوقود في المنطقة عبر شركة وصفها التقرير بـ “الواجهة”، تدعى “وتد للبترول”، ويديرها‬ محمد علي قدير المعروف أيضاً باسم (أبو عبد الرحمن الزربي) ومقرها في منطقة الباب ومعبر باب الهوى.

تحديد الموقع الجغرافي

في 16 شباط /فبراير 2022، نشرت قناة سوريا مقطع فيديو من موقع الاستهداف يظهر موقع سقوط قذائف صاروخيّة أدّت إلى تدمير سيّارة، بالإضافة إلى أضرار في منزلٍ سكني محاط بأراضٍ زراعيّة، ويظهر في الأفق، عند الثانية 12 من الفيديو، خزّان مياه يمكن استخدامه كنقطة علّام للاستدلال على الموقع، كما أظهر الفيديو حريقاً في مستودعٍ للمحروقات يعمل عناصر من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على إطفائه.

صور مقتطعة من تقرير مصوّر نشرته صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك

image31 صور من الأقمار الصناعيّة توضّح المنزل الذي ظهر في تقرير قناة سوريا، ويظهر المنزل السكني إلى الغرب وعلى بعد نحو 150 م من المنشأة -المصدر: جوجل إيرث

نشرت صفحات وإعلاميّون صوراً للحريق الذي اندلع في المنشأة، عقب استهدافها، من بينها ما نشره كل من صفحة تجمع مهجّري حلب والإعلامي إبراهيم الخطيب والصحفي عبد الحي عبد الحي وظهر في خلفية الصور خزّان المياه الذي تم تحديده.

من خلال تحليل الصور أعلاه أمكن تحديد الموقع الجغرافي للمنزل وخزان المياه.

كما نشر التقرير ذاته صوراً جويّةً لمستودع الوقود المتضرّر، وأعمال إطفاء الحريق التي قام بها عناصر الدفاع المدني السوري، إذ تظهر حدود المنشأة إضافة لأراضٍ زراعيّةٍ محيطة بها ومنزلين آخرين خلفها.

كما نشر الإعلامي محمّد ضبع صورًا جويّة لحريق مستودع للمحروقات‪.‬

تحديد الموقع الجغرافي للمنشأة وفقًا للصورة الجوية التي نشرها محمد الضبع

ماذا حدث (ومتى)؟

نشرت وسائل إعلاميّة ومواطنون وصحفيون أخباراً أفادت بوقوع قصف صاروخي ضرب محيط قرية ترمانين استهدف مركز المحروقات/سوق المازوت في القرية.

بدأت أولى البلاغات عن الحادثة نحو الساعة 9:17 بتوقيت دمشق من يوم الاستهداف، من قبل الإعلامي عبد الحي عبد الحي ‪ وهو من أبناء قرية ترمانين، والذي نشر على صفحته في فيسبوك خبراً عاجلاً تحدث عن قصف مدفعي يستهدف محيط ترمانين.

image16 صورة لمنشور الإعلامي عبد الحي عبد الحي على فيسبوك

بعد الحادثة بوقت قصير، وعند الساعة 09:25، نشر تلفزيون سوريا في صفحته على فيسبوك مقطع فيديو لقصفٍ استهدف محيط القرية، يظهر في الفيديو دخاناً أسود لموقع سقوط القذائف. و عند الساعة 09:28، نشر هيثم محمد حكيم، مقطع فيديو‬ على صفحته على فيسبوك لقصفٍ على أطراف القرية، يظهر عموداً من الدخان الأسود، إضافة لسحابة من الدخان تشكلت بفعل احتراق مستودع الوقود، ودخاناً أبيض يظهر من أماكن قريبة ما يرجح سقوط عدة قذائف في محيط المكان.

عند الساعة 09:30 نشرت وكالة ثقة على تويتر تغريدة ‪‬تضمنت خبراً عاجلاً عن قصف أطراف القرية، وصورةً لدخان أسود. وعند الساعة 09:46 نشرت صفحة المحرر لحظة بلحظة على فيسبوك مقطع فيديو ‬ يظهر عمود الدخان الأسود. لاحقاً قامت صفحات إخباريّة وناشطون بنشر صورٍ لسحابة الدخان الأسود ذاتها، منها فيديو‬ الإعلامي أشرف الحلبي وصور شبكة المحرّر الإعلاميّة.

صور مقتطعة من فيديو‬ نشره هيثم محمد حكيم في صفحته على الفيسبوك للحظات الأولى للقصف

بعيد الاستهداف، نشر مصطفى النعيمي، عند الساعة 09:48، تغريدة‬ على تويتر، تفيد بوقوع قصف صاروخيّ استهدف سوق المازوت على أطراف قرية ترمانين.

وعند الساعة 09:59، نشرت صفحة وطن إف إم على فيسبوك، نقلاً عن مراسلها سقوط 3 قتلى وعددٍ من الجرحى المدنيّين جراء سقوط قذيفة، حددها بنوع ” كراسنبول” مصدرها قوّات الجيش العربي السوري على منزل بين مدينة الدانا و قرية ترمانين. وعند الساعة 10:23 نشر الإعلامي إبراهيم خطيب صورًا للحريق الذي اندلع في مخزن وقود بالقرب من قرية ترمانين، وبحسب الإعلامي إنّ 3 قتلى وعددًا من الجرحى كانوا قد سقطوا في قصفٍ مدفعي، حدده بـ “روسيٍّ” وبقذائفٍ موجّهةٍ بالليزر. كذلك نشر المرصد أبو أمين عند الساعة 10:54 تغريدة حدّد فيها القذائف بنوع “كراسنبول”، وأن مصدرها “القوات الروسية”، استهدفت سوق المازوت بمحيط قرية ترمانين، وأوقعت 4 قتلى، وعن استمرار محاولات فرق الدفاع المدني السوري لإطفاء الحريق الناجم عن القصف.

عند الساعة 10:03 نشرت صفحة مؤيّدة للحكومة السوريّة على تويتر تغريدة عن قيام سلاح المدفعيّة السوري باستهداف مقرّات ومستودعات للمعارضة على الطريق الواصل بين الدانا وترمانين.

وبحسب تقرير نشره موقع الدفاع المدني السوري فإن ّأكثر من 4 قذائف مدفعيّة أصابت منزلاً وسيّارةً تقلّ مدنيّين، وأصابت إحداها سوق محروقات ترمانين ممّا أدّى لمقتل 4 مدنيّين وإصابة 2 آخرين، إذ أنّ القتلى والمصابين هم من العاملين بسوق المحروقات ومن القاطنين في المنازل المجاورة. بحسب التقرير فإنّ القصف أدّى إلى اندلاع حرائق كبيرة في المكان تمكّنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري من إخمادها بعد عملٍ مستمرٍ لأكثر من 4 ساعات متواصلة بمشاركة 10 فرق إطفاء.

وفقًا لتقرير الشبكة السوريّة لحقوق الإنسان فإنّ قرابة 6 قذائف مدفعيّة لم تتمكّن الشبكة من تحديد مصدرها، حيث تراوحت الشكوك بين القوّات الحكوميّة السوريّة والقوّات الروسيّة على اعتبار أنّ القصف قادم من الجهة التي يسيطران عليها. وأنّ القصف أسفر عن مقتل 4 مدنيّين، اثنان منهم من عائلة تُقيم في منزلٍ قريب من سوق المحروقات وإصابة مدنيّين آخرين بجراح، إضافةً لاندلاع حريق ضخم في السوق.

أكدت وسائل إعلاميّة وإعلاميون وصفحات مؤيّدة للحكومة السوريّة، خبر استهداف سوق المحروقات عن طريق سلاح المدفعيّة التابع لـ “الجيش العربي السوري”، ومنها تقرير موقع فينيكس، منشورات كل من مركز سوريا للتوثيق، الميادين من قلب سوريا، النافذة السوريّة للأخبار، الشباب الوطني السوري فرع طرطوس، صوت الشام, صدى الواقع السوري، لواء القدس فدائية الجيش العربي السوري/سرية اللاذقية، محمد ضبع، أنس زهيرة، وائل احتياط، و حيدرة شبل الأسد.

بتحليل كل اللقطات المتاحة ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية، إضافة للإبلاغات عن الاستهداف، يمكن التأكيد على استهداف مركز للمحروقات ومنزل سكني وسيارة، في المكان المشار إليه سابقاً، على الطريق الزراعي بين ترمانين والدانا.

تحديد توقيت الضربة

تحديد موقع فيديو هيثم محمد حكيم

لتقدير توقيت الهجوم، قام الأرشيف السوري بتحليل: أوقات رفع مواد نشرت على الإنترنت، تم الإشارة لها والتأكد منها في الفقرة السابقة، إضافة للظلال الظاهرة في مقاطع الفيديو التي تصور لحظة سقوط القذائف الصاروخية أو الدقائق التي تليها وبيانات المراصد المحلية.

بدأت الإبلاغات عن الضربات بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الساعة 09:15 بتوقيت العاصمة دمشق كما هو موضّح أعلاه. لتحليل الظلال، استعان الأرشيف السوري بمقطع فيديو هيثم محمد حكيم على فيسبوك والذي يصوّر لحظات وقوع ضربتين على مركز الوقود. عند الثانية 2 من الفيديو، يظهر صوت مصور الفيديو وهو يقول “لقد ضربت الخزّانات” أي مستودعات الوقود، وعند الثانية 32 يظهر الفيديو سقوط قذيفة أخرى بالقرب من القذيفة الأولى.

صور متحرّكة مقتطعة من فيديو هيثم محمد حكيم على الفيسبوك حيث تبيّن الصورة المتحركة الأولى لحظة سقوط القذيفة على مستودعات الوقود في الثانية 2 من الفيديو، وسقوط القذيفة الثانية عند الثانية 32 من الفيديو

من خلال تحديد المعالم البارزة في مقطع الفيديو استطاع فريق الأرشيف السوري تحديد مكان تصوير الفيديو في الجهة الغربيّة من قرية ترمانين، وجهة توجيه الكاميرا بين الغرب والجنوب الغربي، حيث نستطيع رؤية الطريق الواصل بين ترمانين والدانا، وجمعيّة شام الخير. ومن خلال دراسة الفيديو نستطيع التأكيد على أنّ الضربة الأولى التي تظهر في الفيديو استهدفت، بالفعل، مستودعات الوقود في مركز التوزيع ذاته، والضربة الثانية التي تظهر في الفيديو أصابت المنزل السكني والسيّارة الواقعين غربي المركز.

image20 التحديد الجغرافي لمقطع فيديو نشره هيثم حكيم

image21 صورة مقتطعة من مقطع فيديو‬ نشر على فيسبوك للحظة استهداف سوق المحروقات تظهر فيها ظلال الأبنية

باستخدام أداة Shadowcalculator لحساب زاوية وطول الظلال، تتطابق الظلال الظاهرة في فيديو هيثم محمد الحكيم مع موقع الشمس بين الساعة 09:00 إلى 09:30 في منطقة تصوير الفيديو. إضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات المراصد المحلية؛ الموضحة لاحقًا في هذا التقرير، تحليق طائرات استطلاع فوق البلدة و سقوط قذائف على المنطقة بين الساعة 09:00 إلى 09:30 صباحًا.

بالنظر إلى هذه المعلومات، يقدر الأرشيف السوري أن الضربات حدثت بين الساعة 09:00 -09:30 من يوم 16 شباط /فبراير 2022.

image9 من خلال تحليل الظلال، فإن أقرب تقدير لنا هو أن فيديو هيثم حكيم قد صوّر نحو الساعة 09:12. وعليه نقدر أن توقيت التصوير ووقوع الهجوم كان ما بين 09:00 إلى 09:30 من ظهر ذلك اليوم، مع هامش خطأ 15 دقيقة زيادةً أو نقصانًا، لاحتمالية عدم الدقة في التحليل وتوقيت الضربات السابقة واللاحقة

الدمار

نشرت صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك فيديو ،التقط من الجو، لاحتراق مستودع الوقود وعمليّات إطفاء الحريق.

صور مقتطعة من مقطع فيديو‬ نشرته صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك لمركز الوقود المحترق

نشر تلفزيون سوريا على فيسبوك تقريرًا مصورًا أظهر الدمار الذي طال مركز تخزين الوقود.

صور مقتطعة من مقطع فيديو تلفزيون سوريا الذي يظهر الواجهة الغربيّة الأقلّ تضرّراً لمركز تخزين الوقود

وأظهر مقطع فيديونشرته قناة حلب اليوم الأضرار التي لحقت بالواجهة الشرقيّة للمنزل السكني الواقع غربي السوق، ودمار سيّارة فان من نوع هيونداي بالكامل وجدت إلى الشرق من المنزل.

صور مقتطعة من مقطع فيديو نشرته قناة حلب اليوم يبيّن الأضرار التي لحقت بالمنزل السكني من الواجهة الشرقيّة، إضافة إلى دمار السيارة بشكل كامل

يُرجّح شكل الدمار الذي طرأ على مستودع تخزين الوقود وخصوصاً تدمير الواجهة الشرقيّة بشكل كامل مع بقاء أجزاء من الواجهة الغربيّة سليمة أنّ الاستهداف كان من الجهة الشرقية للمنطقة. ويُلاحظ أيضاً أنّ الأضرار التي لحقت بالمنزل السكني كانت على واجهته الشرقيّة، بالإضافة إلى تدمير السيّارة بشكل كامل إثر استهداف مباشر وهي أيضاً تقع على بعد عدّة أمتار من الواجهة الشرقيّة ممّا يعزّز فرضيّة أنّ الاستهداف كان مصدره من الشرق.

نشر الإعلامي عبد الحي عبد الحي صورًا توضّح أضراراً ماديّةً لبعض المنشآت الأخرى المحيطة بسوق المحروقات‪.‬

من خلال دراسة آثار الدمار وفيديوهات الاستهداف، خلص فريق التحقيقات إلى تعرض مركز الوقود والمنزل السكني المجاور لها، إضافة لسيارة مدنية في المكان لاستهداف بقذائف صاروخية، دمرت الواجهة الشرقية بالكامل، إضافة لأجزاء من الواجهة الغربية، وكذلك تدمير السيارة بالكامل، وأضرار في المنازل المجاورة، كما أدت إلى اندلاع حرائق في المستودعات تسببت بدمار كبير في المنشأة بكاملها‪.‬

الضحايا

بمطابقة المعلومات من المصادر المتاحة والخاصة، يمكن التأكيد على مقتل أربعة أشخاص في الاستهداف، وإصابة اثنين آخرين على الأقل، ثلاثة منهم، وبحسب تقرير نشره تلفزيون سوريا كانوا يوجدون داخل السيارة المدمرة.

وكانت وكالة قاسيون للأنباء قد نشرت على معرفاتها مقطع فيديو يظهر انتشال جثث سقطت في المنزل القريب من سوق المحروقات، وبحسب المراسل فإنّ ثلاثة قتلى كانوا قد فقدوا حياتهم بالقصف بالقرب من المنزل السكني الواقع غربي السوق. ونشرت صفحة في فيسبوك تحت اسم “أم الجود” مقطع فيديو لانتشال جثث سقطت قرب المنزل القريب من سوق المحروقات.

وبحسب تقرير نشره الدفاع المدني السوري فأنّ القصف أدّى إلى مقتل 4 مدنيّين وإصابة 2 آخرين. ونشر المكتب الإعلامي لبلدة ترمانين منشورًا يحتوي أسماء 3 من القتلى حيث لم يتمّ التعرّف على القتيل الرابع نتيجة احتراق جثّته بالإضافة إلى إصابة عدّة أشخاص نتيجة القصف.

السلاح المستخدم

لم يستطع الأرشيف السوري تحديد نوع السلاح المستخدم لعدم توفر صور تظهر بقايا القذائف الصاروخية. لكن ادعاءات نقلها الدفاع المدني وإفادات المراسلين أشارت إلى أن القذائف المستخدمة هي قذائف موجهة بالليزر يحتمل أن تكون من نوع “كراسنوبول”، وتباينت التقارير حول عددها بين 4-14 قذيفة.

ادعاءات استخدام كراسنوبول

نشرت قناة حلب اليوم تقريرًا مصورًا على فيسبوك، قال فيه مراسلها إن عدّة قذائف من نوع “كراسنوبول” الموجّهة بالليزر استهدفت مركز توزيع المحروقات في ترمانين. وأصابت إحدى القذائف سيّارة لعائلة كانت تحاول الفرار على مقربة من المركز. وبحسب مراسل القناة، فإنّ القاعدة التركيّة القريبة من مركز المحروقات ردّت على مصادر القصف.

وتضمّن التقرير شهادة لأحد عناصر الدفاع المدني السوري، قال فيها: “استهدفت قوّات النظام وروسيا صباح اليوم بلدة ترمانين بعدّة قذائف، إحدى هذه القذائف سقطت على منازل مدنيين ممّا أدّى إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة شخصين. وإحدى القذائف سقطت على سوق المحروقات أدّت إلى اندلاع حريق هائل، هذا الحريق شاركت لإخماده 6 مراكز للدفاع المدني ودام العمل نحو 4 ساعات.”

الدفاع المدني السوري ، وعلى صفحته في فيسبوك، نشر شهادة مسجّلة‬ لأحد متطوعيه، جاء فيها: “استهداف متكرّر للبنى التحتيّة تتّبعها قوّات النظام وحليفها الروسي بقذائف كراسنوبول الموجّهة بالليزر، استهدفت صباح اليوم الأربعاء 16 شباط 2022 سوقاً للمحروقات في مدينة ترمانين شمالي إدلب، أسفر الهجوم عن ارتقاء 3 من المدنيّين وعدد من الجرحى بعضهم في حالات حرجة”.

كذلك، نشرت صفحة قناة أورينت على فيسبوك مقطع فيديو يظهر أحد ذوي الضحايا، وهو يتحدّث عن فقدان اثنين من أشقّائه. وبحسب مراسل أورينت أنّ 14 صاروخ كراسنوبول ضربت المكان.

وفي تقرير مصوّر نشره تلفزيون سوريا نقلاً عن الدفاع المدني، أنّ 13 قذيفة كراسنوبول موجّهة بالليزر ضربت المكان، استهدفت إحداها مستودعات الوقود ممّا تسبّب باحتراقها، بينما استهدفت قذيفة أخرى منزلاً سكنيّاً قريباً، وسقطت باقي القذائف في محيط المكان. وبحسب المراسل أنّ الاستهداف جاء بعد رصد من طائرات استطلاع، وأنّ طائرات للاستطلاع يعتقد أنّها روسيّة كانت ما تزال تحلّق فوق المكان المستهدف وقت تصوير التقرير.

وبحسب مراسل قناة سوريا اليوم الذي قال في تقرير مصوّر نشرته صفحة القناة على فيسبوك، إنّ الاستهداف جاء بعد رصد من طائرات استطلاع، وأنّ طائرات للاستطلاع يعتقد أنّها روسيّة كانت ما تزال تحلّق فوق المكان المستهدف في وقت تصوير التقرير.

بيانات المراصد المحلية

بحسب مجموعة مرصد الأحرار للطيران على التلغرام، فقد شوهد ما أسمته مجموعة المرصد - “رحلات استطلاعية” متعددة فوق الدانا وترمانين في وقت قريب من الهجوم. حيث رصدت المجموعة طيران استطلاع روسي شرق الدانا في الساعة 9:19 بتوقيت دمشق، وتحليق طيران استطلاع روسي بشكل دائري فوق أجواء الدانا وترمانين في 9:22 و 9:27، وبحسب المجموعة فإنّ مجموعة قذائف كانت قد أطلقت في 9:19 و 9:20 و 9:21 و 9:22 وأضافت المجموعة في الساعة 9:26 أنّ الرمايات كانت على الطريق الواصل بين الدانا وترمانين. إن رصد طيران استطلاع في توقيت وقوع الضربات فوق المنطقة قد يعزّز ادعاءات استخدام سلاح موجه في الضربة.

لقطات من مجموعة مرصد الأحرار للطيران على التلغرام عن رصد طيران استطلاع ورمايات وقت الهجوم

‬بيانات مراقبة الطيران من منظمة شريكة تظهر الطيران فوق محافظة إدلب يوم الهجوم‪

تُظهر بيانات مراقبة الطيران من منظمة مراقبة شركة طائرات بدون طيار فوق بلدة الدانا، على بعد 1.8 كم جنوب غرب محطة الوقود ، في الساعة 09:15 و 09:23 و 09:36 و 10:10. يدعم رصد طائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار فوق البلدة وبالقرب منها وقت الضربة مزاعم استخدام ذخيرة موجهة في الاستهداف. غالبًا ما تتطلب الذخائر الموجهة طائرة مثل الطائرة بدون طيار لتحديد الموقع الذي يجب أن تسقط فيه الذخيرة.

المسؤول المحتمل

ادعاءات الإعلام المؤيد للحكومة السورية

نشرت العديد من وسائل الإعلام والإعلاميّين والصفحات المؤيّدة للحكومة السوريّة أخبارًا وصورًا ومقاطع فيديو عن استهداف سوق المحروقات عن طريق سلاح المدفعيّة التابع للجيش العربي السوري، من بينها: تقارير كل من موقع فينيكس، ومركز سوريا للتوثيق، ومنشورات كل من صفحة الميادين من قلب سوريا, و النافذة السوريّة للأخبار، الشباب الوطني السوري فرع طرطوس، صوت الشام, صدى الواقع السوري، لواء القدس فدائية الجيش العربي السوري/سرية اللاذقية، إضافة إلى صور نشرها محمد ضبع على تويتر، ومنشورات فيسبوك من حسابات أنس زهيرة، وائل احتياط، و مجموعة حيدرة شبل الأسد.على فيسبوك ومقطع فيديو نشره حساب سوريا أخبار الوطن على تويتر. بالنظر إلى انتماء وتد إلى هيئة تحرير الشام ، ذكرت العديد من الجماعات الموالية للحكومة أن الهجوم كان هجومًا مبررًا على الجماعات الإرهابية. رغم ذلك، فإنّ المحطة توفّر الوقود للمدنيين في المنطقة المحيطة، وكما هو الحال مع هذه الحادثة، فغالبًا ما يوجد المدنيون في محطة الوقود أو حولها بسبب احتكار وتد للبترول والغاز في المنطقة.

تحليل موقع جهة الإطلاق المحتمل

عند تحليل الصور ‬التي نشرها الإعلامي عبد الحي عبد الحي لمنشأة تعرّضت للقصف شرقي سوق المحروقات نستطيع تبيّن أنّ الجهة التي تعرّضت للقصف هي الواجهة الشرقيّة - الجنوبية.

image1 تحديد موقع المنشأة المتعرّضة للقصف في صور التي نشرها الإعلامي عبد الحي عبد الحي شرقي سوق المحروقات

وعند تحليل صورة نشرها الإعلامي ذاته لحفرة ناجمة عن سقوط إحدى القذائف في محيط المنشأة، يمكن تحديد موقع الحفرة واتجاه الإطلاق من الجنوب الشرقي‪.‬

image13 تحديد الموقع الجغرافي لصورة نشرها الإعلامي عبد الحي عبد الحي لحفرة نجمت عن سقوط إحدى القذائف في محيط المنشأة

image2 موقع الحفرة الناجمة عن سقوط قذيفة والتي ظهرت في صورة نشرها الإعلامي عبد الحي عبد الحي - المصدر: جوجل إيرث

يتطابق تحديد الموقع الجغرافي للحفرة والبناء المستهدف وتحديد اتجاه القصف مع التحليل المذكور أعلاه في تقييم الدمار الذي لحق بمركز المحروقات والمنزل والسيارة، والتي أشارت جميعها إلى الجهة الشرقية الجنوبية كمصدر للقصف على المنطقة. وهو ما قد يشير إلى أن مصدر القصف كان من الجهة التي تتمركز فيها قوات الحكومة السورية وحلفاؤها في الفوج 46 ومحيطه إلى الشرق الجنوبي من مكان الاستهداف، والذي يبعد نحو 13 كيلو متراً عنه.

image35 صورة توضّح المسافة بين الفوج 46 والمنطقة المستهدفة - المصدر: جوجل إيرث

وكانت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها قد سيطرت على الفوج 46 في شباط /نوفمبر 2020، وتظهر صور من صفحات موالية للحكومة السورية وجود قوات ما يعرف بـ سرايا العرين، و قوات النمر و الفرقة 25 ولواء صقور إدلب, و مليشيات إيراينة ضمن التشكيلات التي دخلت إلى الفوج 46 آنذاك . كما توضح خريطة تفاعلية لمركز جسور للدراسات نشرت في تموز 2021، عن نقاط الوجود الأجنبي العسكري في سوريا، وجود ثلاثة قواعد إيرانية في محيط الفوج 46، وخلو المنطقة من أي وجود لقواعد روسية. ونقل موقع XEBER24 في تقريره، إن استهداف مركز الوقود في ترمانين كان من داخل الفوج 46 ، وأن القوات التركية المتمركزة في بلدة التوامة بريف حلب الغربي ردت على القصف الصاروخي باستهداف الفوج ذاته.

ونقل الناشط أحمد معاز في الساعة 09:23 من يوم الاستهداف، خبرًا عن رمايات مدفعية مستمرة مصدرها الفوج 46 تستهدف محاور في شمال إدلب وريف حلب الغربي.

ونقلت مواقع إخبارية وصفحات تواصل اجتماعي استهدافات سابقة طالت منشآت وقود في المنطقة، ادّعي أن مصدرها قوات في الفوج 46، بقذائف صاوخية من نوع كراسنوبول، لم يتح للأرشيف السوري التحقق منها، في 16 من تشرين الأول / أكتوبر 2021، إذ استهدفت معمل الغاز في مدينة سرمدا، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص.

سبق ذلك استهداف بالطائرات الحربية و القذائف الصاروخية أُبلغ أنها استهدفت سوق محروقات وتد في مدينة سرمدا، في آذار من العام 2021. كذلك استهدفت طائرة مسيّرة في 31 تموز 2020، سوقًا للمحروقات‬ يتبع لشركة وتد في مدينة سرمدا‪.‬

التعتيم الإعلامي على الحادثة

تداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان يُظهر ما ادّعى المصدر أنه أحد عناصر هيئة تحرير الشام وهو يحاول مصادرة الهاتف المحمول لأحد الناشطين الإعلاميين ومنعه من التغطية الإعلامية لآثار القصف المدفعي من قوات الحكومة السورية ‬ والذي استهدف سوق المحروقات على أطراف بلدة ترمانين في ريف محافظة إدلب. تعذر على الأرشيف السوري معرفة السبب الرئيسي لهذا الاعتداء الذي يظهر في مقطع ‪الفيديو أو التأكد من هوية المهاجم إلا أن ذلك حصل بالتوازي مع الحديث عن قانون إعلام أعلنت عنه وكالة أنباء الشام التابعة لحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام والذي يرى البعض أنه سوف يزيد من التضييق‬ على الإعلاميين وانتهاكات حرية التعبير من خلال اشتراط مشاركة الحكومة في الموافقة على عمل الصحفيين ونشره في إدلب.

خاتمة

من خلال المعلومات المذكورة أعلاه، استطاع الأرشيف السوري التأكيد على أن قذائف مدفعية، أربعة على الأقل، استهدفت مركزاً للمحروقات ومنزلاً مدنيا بجواره، إضافة لسيارة، بشكل مباشر، على الطريق الزراعي بين ترمانين والدانا، في 16 شباط /فبراير 2022، بين الساعة 09:00 و 09:30 بالتوقيت المحلي. تسبب الاستهداف بمقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين على الأقل، إضافة لدمار طال المنشأة والمنزل السكني والسيارة بشكل كامل. بالنظر إلى محدودية المعلومات حول السلاح المستخدم والمسؤول فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الضربة بشكل قاطع، رغم أن المعلومات مفتوحة المصدر التي حصل عليها الأرشيف السوري تشير إلى قوات الحكومة السورية كمسؤول محتمل عن الحادثة.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية