logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

قصف مركز الدفاع المدني السوري في قرية قسطون

١٣ كانون الأول ٢٠٢٢

هجوم مدفعي 'كراسنوبول' استهدف مركزا للدفاع المدني شمال حماة

اطبع المقال

تم إجراء هذا التحقيق بالتعاون مع فوكس حلب والدفاع المدني السوري ، مع مدخلات من خدمة أبحاث التسلح (ARES)، وهي منظمة أبحاث غير سياسية.

حول الحادثة

  • مكان الاستهداف: الطريق الواصل بين قرية قسطون وقرية شاغوريت في سهل الغاب شمالي محافظة حماه
  • موقع التأثير: مركز الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في قسطون
  • التاريخ: يوم السبت 19 حزيران/ يونيو 2021
  • التوقيت: حوالي الساعة 08:10 -08:20 صباحاً بالتوقيت الصيفي للعاصمة دمشق (UTC +3)
  • الضحايا: قتيل واحد و3 جرحى على الأقل
  • نوع الحادثة: قصف مدفعي.
  • الذخائر المحددة: 2-3 قذائف يُرجّح أن تكون قذائف كراسنوبول موجّهة
  • المسؤول المحتمل: من المرجح أن يكون مصدر القذائف قوات الحكومة السورية المتمركزة جنوب شرقي قسطون.

مقدّمة:

تعرّض مركز قسطون للدفاع المدني، لقصف مدفعي، أدى، بحسب أخبار وفيديوهات وصور نشرها ناشطون وصفحات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مقتل متطوع وجرح 3 آخرين، كما أسفر عن دمار المركز وخروجه عن الخدمة.

واتهم ناشطون وصفحات إخبارية والدفاع المدني، قوات الحكومة السورية بقصف المركز بوساطة قذائف مدفعية موجهة بالليزر (كراسنوبول)، وأن القصف جاء ضمن حملة شنتها هذه القوات في قرى وبلدات أخرى تحيط بسهل الغاب.

##المنهجيّة:

أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الحادثة اعتماداً على: 

  • حفظ، تحليل، والتحقق من 46 مقطع فيديو وصورة حُمّلت على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر مكان التأثير، اللحظات الأولى للاستجابة الأولية، إطفاء الحرائق، إضافة للدمار الحاصل في المكان.
  • تحليل 13 مقطع فيديو، توثيق المكان المستهدف، إضافة لتقدير حجم الدمار في المكان التقطت من قبل فوكس حلب.
  • بالتعاون مع خدمة التسليح (ARES) تم التحقق من صور تظهر بقايا السلاح حصل عليها الأرشيف السوري من الخوذ البيضاء وتحليلها ومقارنتها مع صور مفتوحة المصدر لأسلحة مشابهة.
  • التأكد من موقع التأثير من خلال مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور أقمار صناعية وإحداثيات وصل إليها فريق التحقيق، وأول البلاغات عن الاستهداف.

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة والخاصة، زودت فوكس حلب و الدفاع المدني السوري، الفريق، بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه. من خلال فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، قام فريق التحقيق ببناء فهمٍ للحادثة ومرتكبها المحتمل. للاطلاع على منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا.

حول منطقة التأثير:

تقع قرية قسطون في الجزء الشمالي الشرقي لسهل الغاب في محافظة حماة السورية، وتبعد عن مدينة حماة نحو 90 كم.

image4234

قرية قسطون -المصدر: Google Earth

يقع مركز قسطون للدفاع المدني السوري شرقي قرية قسطون، وعلى الطريق الواصل بينها وبين قرية شاغوريت، ويقدم خدمات إطفاء الحرائق والإسعاف وغيرها من المساعدات الأولية لنحو 40 ألف نسمة، بحسب شهادة أحد متطوعي الدفاع المدني السوري المصابين نشرت على صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية في فيسبوك.

image3500

مركز قسطون للدفاع المدني السوري شرقي قرية قسطون -المصدر: Google Earth

تُظهر صور الأقمار الصناعية المباني المدنية فقط في المنطقة، وتحديداً ما يبدو أنها مبانٍ سكنية ومزارع. أفادت مصادر إخبارية محلية عن عودة النازحين إلى منازلهم في سهل الغاب وتحديداً إلى قسطون في عام 2020. وأفاد مقال من وكالة نورث برس أن معظم السكان يعتمدون على الزراعة كمصدر وحيد للرزق. تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت في 3 نيسان/ أبريل 2021 و 11 تموز/ يوليو 2021 تغيرات كبيرة في الأراضي المزروعة، ما يؤكد الادعاءات بوجود مدنيين في المنطقة. أشارت مقالة نشرتها جريدة عنب بلدي في كانون الثاني/ يناير 2021 إلى هجمات الحكومة السورية على مزارعين يحاولون زراعة أراض في سهل الغاب. وبحسب عنب بلدي، أدى قصف الحكومة السورية على الأراضي الزراعية في سهل الغاب إلى مقتل خمسة مدنيين أثناء عملهم في تسميد أراضيهم الزراعية.

كانت قسطون من ضمن الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة وقت الاستهداف، ووفقًا لموقع LiveUAMap، كانت القرية على بعد نحو ست كيلومترات من خط المواجهة مع مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية.

ماذا حدث (ومتى)؟

صباح يوم السبت 19 حزيران/ يونيو 2021 نشرت صفحات إخبارية وناشطون أنباء عن قصف طال مركز الدفاع المدني السوري في قرية قسطون.

ملخص التقارير المنشورة على الإنترنت

مرصد الأحرار للطيران على تلغرام نشر تنبيهاتٍ عن سقوط رمايات على سهل الغاب في 08:15 وعن طائرة استطلاع فوق قسطون في الساعة 08:19 بتوقيت دمشق والتوقيت المحلي للقرية.

image1750

منشور عن رمايات في سهل الغاب عند الساعة 08:15 وتحليق طائرة استطلاع في أجواء قسطون نحو الساعة 08:19 -المصدر: منشور مرصد الأحرار للطيران على تلغرام

نُشر أول بلاغ عن الحادثة من قبل مرصد إدلب للطيران على تلغرام، وتحدّث عن استهداف مباشر لمركز الدفاع المدني في بلدة قسطون بسهل الغاب عند الساعة 09:07 بتوقيت دمشق.

image5134

أول البلاغات عن قصف مركز الدفاع المدني في بلدة قسطون الساعة 9:07 -المصدر: منشور مرصد إدلب للطيران على تلغرام

في الساعة 09:08، نشرت صفحة جبل الزاوية اليوم على فيسبوك خبراً أفاد بمقتل متطوع في الدفاع المدني السوري وجرح 3 آخرين إثر قصف طال مركز الدفاع المدني في قسطون.

image3234

صورة ملتقطة من منشور  تحدث عن مقتل أحد متطوعي الدفاع المدني -المصدر: صفحة جبل الزاوية اليوم على فيسبوك

في الساعة 09:17 صباحًا، نشر الإعلامي عبد قنطار على صفحته الشخصية على فيسبوك صورة لمركز الدفاع المدني السوري في قسطون، ادعى تدميره بقذائف مدفعية مصدرها “القوات الإيرانية والروسية” حسب المصدر، ما أدى إلى مقتل متطوع وجرح 3 آخرين.

image2662

صورة لمركز الدفاع المدني السوري في قسطون بعد تدميره -المصدر: صفحة الإعلامي عبد قنطار على فيسبوك

تتالت الأخبار والصور من موقع المركز بعد استهدافه، من بينها صور نشرتها صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك في الساعة 09:26 للدمار الذي لحق المركز.

image1233

صور للدمار الذي لحق بمركز الدفاع المدني السوري في قسطون -المصدر: صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك

كذلك، في الساعة 09:37 نشرت صفحة صوت سوريا على فيسبوك خبراً عاجلاً عن مقتل متطوع من الدفاع المدني وجرح آخرين، جراء قصف مدفعي مصدره “قوات الحكومة السورية” استهدف مركز الدفاع المدني السوري في بلدة قسطون.

بعد نحو ساعتين من الاستهداف، أكّدت صفحة أخبار سوريا الوطن، المؤيدة للحكومة السورية، في تغريدة على تويتر، مقتل وإصابة عدد من “عناصر الخوذ البيضاء” في قصف مدفعي نفذته وحدات من الجيش السوري على أحد مقراتهم في محيط بلدة قسطون

image33546

تغريدة عن قصف وحدات من الجيش السوري مركز الدفاع المدني في قسطون -المصدر: منشور أخبار سوريا الوطن على تويتر

بتوقيت 10:15 نشرت صفحة شبكة شام على الفيسبوك صوراً للدمار الذي لحق بالمركز.

صور للدمار الذي لحق بمركز الدفاع المدني السوري في قسطون -المصدر: شبكة شام على الفيسبوك

في اليوم ذاته، نشرت صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك فيديو لحسن هشوم، متطوع كان قد أصيب رفقة زملائه في القصف الذي طال قسطون، وعاد “مع دمائه التي لم تجف بعد إلى أنقاض المركز”، بحسب الوصف المرافق للفيديو، قال في شهادته:

“هذا المركز الذي خلفي مركز قسطون، على مدار 7 سنين من الحرب قدم خدمات لنحو 40 ألف نسمة [العدد التقريبي للأشخاص الذين يعيشون في المنطقة التي قدم فيها المركز الخدمات، وهو ليس مبنياً على إحصائية رسمية] من خدمات حرائق وإسعاف وغيرها. اليوم استهدف بشكل مباشر وممنهج. استشهد في الاستهداف زميلي دحام وأصيب 4 آخرين ومن بينهم أنا. فاجأنا النظام بصواريخه الغادرة في صباح هذا اليوم”.

image10244

لقطة مقتطعة من فيديو شهادة عنصر الدفاع المدني السوري المصاب حسن هشوم -المصدر:  صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك

في اليوم التالي، نشر موقع فوكس حلب على فيسبوك تقرير فيديو عن الهجوم، تضمن مقابلة متطوع الدفاع المدني السوري حسن هشوم، أحد المصابين الذي روى شهادته عن الاستهداف، قال هشوم  إنّ القصف كان نحو الساعة 08:00 صباحاً، وإن قذيفة ثانية سقطت في المكان ذاته عندما كانوا يسعفون الجرحى ويضعونهم في سيارة الإسعاف، وكان قد أصيب حسن وشاب آخر ويدعى “فاتح” بهذه القذيفة. [في مقابلة لاحقة مع الأرشيف السوري، قام الهشوم بإعطاء تقدير أكثر دقة لوقت الضربة وقال إنها كانت عند الساعة 08:10 صباحًا.

image8987

صورة مقتطعة من شهادة  متطوع الدفاع المدني حسن هشوم -المصدر: موقع فوكس حلب على فيسبوك

يوم الاستهداف، نشرت صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك، صوراً لثلاثة جرحى أصيبوا في القصف، من بينهم حسن هشوم، الذي استطاع فريق تحقيقات الأرشيف السوري التحدث إليه.

نشرت شبكة شام على فيسبوك تقرير فيديو لتشييع القتيل ومقابلة مع والده وأحد متطوعي الدفاع المدني، وتضمن التقرير صوراً لآثار الدمار على المركز وآثار دماء القتيل مكان سقوط القذائف.

صور مقتطعة من فيديو يظهر الدمار الذي لحق بمركز الدفاع المدني في قسطون -المصدر: شبكة شام على الفيسبوك

صورت قناة سوريا ستريم في مقطع  فيديو نشرته على يوتيوب لقطات تظهر دمار المركز، إضافة لمقابلة مع طارق رمضان، قائد قطاع سهل الغاب للدفاع المدني، ادّعى فيها أنّ الهجوم على مركز قسطون كان بعدّة قذائف مصدرها مناطق الحكومة السورية.

نشرت قناة تلفزيون سوريا على اليوتيوب تقرير فيديو من مكان الاستهداف، وتحدث منير الحاج، مراسل القناة، عن استهداف القوات الحكومية السورية المتمركزة في محاور معسكر جورين في سهل الغاب، مركز الدفاع المدني في قسطون، وأشار إلى سقوط ثلاث قذائف يعتقد بأنها من نوع “كراسنوبول”، بحسب مراصد المنطقة. وأضاف المراسل أن القذيفة الأولى سقطت على مدخل المبنى، تلتها قذائف ضربت المبنى بشكل مباشر ما أدى إلى انهياره بشكل كامل. أضاف الحاج أنه، وبحسب متطوع من الدفاع المدني كان موجوداً وقت الحادثة، أن ثلاث قذائف مدفعية استهدفت المكان، وقال الحاج إن هذا الهجوم يأتي ضمن جملة من الهجمات الأخرى في سهل الغاب، حيث سقطت قذائف في قرى: العنكاوي، المشيك، المنصورة، والزيارة. لم يتمكن الأرشيف السوري من التحقق بشكل مستقل من هذه الادعاءات.

الموقع الجغرافي:

شرت صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك في 19 حزيران 2021 تقرير فيديو يتضمن لقطات جويّة للمركز ويظهر آثار الدمار ومعالم المنطقة المحيطة به.

image38213

صورة مقتطعة من فيديو تصوير جوي لمركز قسطون تظهر الدمار الذي لحق به -المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك

بدراسة وتحليل الأدلة المصورة السابقة، والتأكد من موقع التأثير من فريق فوكس حلب، استطاع الأرشيف السوري تحديد الموقع الجغرافي لمركز الدفاع المدني السوري في قسطون.

image271235

صورة تحليلية لتحديد الموقع الجغرافي لمركز الدفاع المدني السوري في قسطون

يقع المركز بعيدًا عن أي مركز مدينة. حيث يشغل بناء على بعد  كيلومتر واحد على طريق شرقي وسط قسطون، وعلى بعد كيلومتر واحد غربي قرية شاغوريت. ولم تظهر صور الأقمار الصناعية، التي التقطت قبل وبعد الاستهداف، أثراً لدمار في الأبنية القريبة من مركز الدفاع المدني المستهدف.

تحديد توقيت الهجوم:

لتقدير توقيت الهجوم، قام الأرشيف السوري بتحليل: أوقات نشر أوائل البلاغات التي أشير إليها في الفقرة السابقة، الأوقات المذكورة في شهادات الشهود، إضافة للظلال الظاهرة في مقاطع الفيديو التي تصور الدقائق التي تلت سقوط القذائف وبيانات المراصد المحلية.

وفق شهادة المصاب حسن هشوم للأرشيف السوري فإن توقيت سقوط القذيفة الأولى على المركز كان في تمام الساعة 08:10، تلا ذلك سقوط 3 قذائف بعد عدة دقائق. وبحسب مرصد الأحرار للطيران على تلغرام، فإن أصوات رمايات سمعت في سهل الغاب عند الساعة 08:15، كما أبلغ عن تحليق طائرة استطلاع في أجواء قسطون عند الساعة 08:19.

أولى البلاغات عن استهداف مركز الدفاع المدني كانت عند الساعة 09:07 من مرصد إدلب للطيران، وعند الساعة 9:08 نشرت صفحة جبل الزاوية اليوم خبراً عن مقتل وجرح متطوعين في مركز قسطون للدفاع المدني. ونُشرت أولى صور المركز عقب الهجوم في الساعة 09:17 من قبل الصحفي عبد قنطار. 

image2662

صورة لمركز الدفاع المدني السوري في قسطون بعد تدميره -المصدر: صفحة الإعلامي عبد قنطار على فيسبوك

كما نشرت صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك عند الساعة 09:26 صورًا ، يظهر حريق ودخان في إحداها، واتجاه الشمس في صورة أخرى:

صور للدمار الذي لحق بمركز الدفاع المدني السوري في قسطون -المصدر: صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك

تمكّن الأرشيف السوري، بعد تحليل الصور السابقة وباستخدام أداة Sun Calc  من تحديد موقع الشمس، وهو ما يؤكد التقاط الصورة بين الساعة 09:00 -09:30 بالتوقيت المحلي, يوم 19 حزيران 2021.

image2821312

صورة تحليلية لتحديد جهة الشمس في الشرق ومعرفة توقيت الصورة باستخدام أداة Sun Calc

image3921312

صورة تظهر مكان وجود الشمس نحو الساعة 9:15 صباحاً -المصدر: أداة Sun Calc

الدمار:

من خلال الصور ومقاطع الفيديو؛ وثّق فريق التحقيق في الأرشيف السوري الأضرار الداخلية والخارجية في المركز بعد استهدافه، كما قارن الفريق المواد التي نشرتها المصادر المفتوحة بالصور ومقاطع الفيديو التي التقطها، وأجرى الفريق مقارنة بين صور الأقمار الصناعية قبل وبعد الحادثة.

image48

صور جوية لمركز قسطون إثر استهدافه ويظهر فيها المبنى الرئيسي (بالون البرتقالي) ومكان المبنى الجانبي (باللون الأزرق) وسهم يشير إلى جهة الشمال حيث تطايرت الأنقاض -المصدر: صفحة مزنة دريد على فيسبوك

qastounreplacement1

صورة حديثة من الأقمار الصناعية التقطت قبل الحادثة بتاريخ 27 ديسمبر 2021، تظهر البناء الرئيسي (باللون البرتقالي) والبناء الجانبي الشرقي (باللون الأزرق)

مقارنة بين صور أقمار صناعية تظهر مركز قسطون قبل وبعد الهجوم: التقطت الصورة على اليسار في 30 أيار/ مايو 2021 والصورة على اليمين في 11 تموز/ يوليو 2021.

نشرت صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك فيديو لعمليات الاستجابة الأولية وآثار الدمار التي لحقت بالمركز، يُظهر الفيديو دخاناً يتصاعد جراء القصف، ومتطوع في الدفاع المدني السوري يحاول إخماد أحد الحرائق.

image13123123

لقطة توضح دمار جزء من سقف المبنى الرئيسي والدمار الكلي للمبنى الجابني الشرقي الذي نراه على يسار الصورة -المصدر: فيديو من صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك

مبنى المركز الرئيسي:

تُظهر اللقطات التي أُخذت لاحقًا، أثناء ما يبدو أنها جهود تنظيف لمحيط المبنى الرئيسي، الضرر الهائل نفسه، والذي لحق بهيكل المبنى الرئيسي.

صور مقتطعة من فيديو لآثار الدمار التي لحقت بمركز قسطون -المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك

كما نٌشرت صورة لمركز قسطون في 20 حزيران 2021 تظهر المركز قبل وبعد القصف، وذلك من قبل عضو في مجموعة الوضع الميداني في بنش وما حولها على فيسبوك.

image2222

صورة لمركز الدفاع المدني السوري في قسطون قبل القصف وبعده -المصدر: مجموعة الوضع الميداني في بنش وما حولها على فيسبوك

المبنى الجانبي الشرقي:

تشير وثائق ما بعد الحادثة إلى أن التدمير الكامل للمبنى الواقع على الجانب الشرقي للمركز قد حدث نتيجة للاستهداف.

image11123123

صورة لدمار المبنى الجانبي الشرقي (يمين الصورة) ويظهر الدخان المتصاعد منه، ومن خلفه المبنى الرئيسي -المصدر: فيديو من صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك

image1233

صور للدمار الذي لحق مركز الدفاع المدني السوري في قسطون وتظهر فيها إحدى الفتحات في سقف المبنى وانهيار المبنى الشرقي -المصدر: صفحة تلفزيون سوريا على فيسبوك

نشرت صفحة الدفاع المدني السوري على الفيسبوك صوراً لأضرار وحرائق في مركز قسطون، تظهر إحداها الدمار الكامل الذي لحق بالمبنى الجانبي الشرقي، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بمبنى المركز الرئيسي في الخلفية. يبدو أيضًا أن هذه الصور التقطت بعد مرور فترة على الاستهداف، نظرًا لهدم سقف المبنى الرئيسي في هذه الأثناء.

image37123123

صورة للدمار الذي لحق المبنى الجانبي الشرقي (يسار الصورة) ويظهر خلفه المبنى الرئيسي (يمين الصورة) -المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك

نشرت قناة سوريا ستريم على يوتيوب فيديو لقطات لدمار المركز.

image2312312

لقطات مقتطعة من فيديو يبين حجم الدمار الذي أصاب المبنى الجانبي -المصدر: قناة سوريا ستريم على يوتيوب

قناة تلفزيون أورينت على اليوتيوب نشرت أيضاً تقرير فيديو يبين حجم الدمار الذي لحق مركز قسطون، إضافة إلى تدمير بعض المعدات.

image42123123

لقطة مقتطعة من فيديو تبين حمل بعض الأشخاص لمولدة كهرباء متضررة -المصدر: قناة تلفزيون أورينت على يوتيوب

نشر ناشطون وصفحات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً أخرى للأضرار التي لحقت بالمركز.

image31213123

صور مقتطعة من فيديو لآثار الدمار التي لحقت بمركز قسطون تبين فتحات في سقف المبنى -المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك

image123498

صور مقتطعة من فيديو يظهر الدمار الذي لحق مركز الدفاع المدني في قسطون وتظهر الأنقاض وهي على بعد نحو 15م شمالي المبنى -المصدر: شبكة شام على الفيسبوك

تقييم الضرر:

استطاع فريق التحقيقات، عبر تحليل الأدلة الصورية و الملتقطة من قبل فوكس حلب لمكان التأثير، التأكيد على وجود دمار كبير في المركز، خاصة في المبنى الجانبي الشرقي، إضافة لانهيار أسقف وجدران في المبنى الرئيسي.

كذلك طال الدمار معدّات في المكان، وأحدثت القذائف حفراً ظاهرة في سقف البناء الرئيسي، وتطاير القسم الأكبر من الردم والأنقاض من الجهة الشمالية للمبنى، حيث وصلت بعض قطع الحجارة والطوب إلى نحو 15 م إلى الشمال -الشمال الغربي للمبنى.

تظهر الصور التي التقطها فريق التحقيقات بعد مرور نحو شهرين، في (25 أيلول/ سبتمبر) على الحادثة، خروج مركز الدفاع المدني في قسطون عن الخدمة بالكامل، بفعل القصف.

image4712312

صورة لمركز قسطون بعد دماره وهدم سطحه التقطت  في أيلول 2021 -خاص فوكس حلب

image51231232

صور مجمعة تظهر المركز المتضرر وجهة تطاير الأنقاض إلى الشمال من المبنى

السلاح المستخدم:

بالتعاون مع الدفاع المدني السوري وبعد استشارة خبراء الأسلحة والذخائر في ARES ، جمع الأرشيف السوري مزاعم بشأن الذخائر المستخدمة في الهجوم وفحص صور الدفاع المدني السوري لتحديد الذخائر المستخدمة في الهجوم. 

أفادت تقارير أولية لمصادر إعلامية على الأرض أن الهجوم تم بنوع من القذائف الموجهة. وأفاد مراسل قناة تلفزيون سوريا في تقرير فيديو نشر على يوتيوب أن المركز قصف بثلاث قذائف يعتقد بأنها من نوع كراسنوبول، بحسب مراصد المنطقة. 

كما نشر الصحفي أحمد رحال على صفحته الشخصية على فيسبوك تقرير فيديو عن تفاصيل قصف مركز قسطون وقال إن القصف كان مزدوجاً وإنه تمّ  باستخدام قذيفة مدفعية ليزرية وحصل أثناء تبديل نوبة الدفاع المدني.

شارك الدفاع المدني السوري مع فريق الأرشيف السوري صوراً تظهر بقايا ذخيرة كراسنوبول. وأكد الدفاع المدني السوري أن هذه الصور تعود لمخلفات الذخيرة التي استخدمت في استهداف حزيران 2021 على المركز في قسطون. وتظهر البيانات الوصفية للصور أنها التقطت في يوم الهجوم ، بعد نحو سبع ساعات من الاستهداف.

image50123123

صورة لقذيفة مدفعية موجهة بالليزر من سلسلة 3OF-39 ، معروضة في متحف IZHMASH في إيجيفسك ، روسيا (المصدر: فياتشيسلاف بوخاروف).

تتطابق بعض القطع مع صور بقايا ذخيرة كراسنوبول ورد أنه تم العثور عليها في أوكرانيا في عام 2019 وشاركها السكرتير الصحفي لمكتب المدعي العام في أوكرانيا أندريه ليسينكو ومصادر أخرى. على وجه الخصوص، كما تتطابق القاعدة المستديرة ذات البراغي الموضحة في صورة المدعي العام و ”مولد الغاز الأساسيالأنبوبي بشكل مباشر مع البقايا الموجودة في الصور التي شاركها الدفاع المدني السوري. علاوة على ذلك ، فإن الضرر في موقع التأثير الموضح في الصور يتناسب مع الضرر المتوقع من ذخيرة بحجم (إما 152 ملم أو 155 ملم) ونوع (شديد الانفجار) من قذيفة مدفعية من سلسلة  “كراسنوبول”.

image46123123

صورة الدفاع المدني السوري تظهر مخلفات ذخيرة (كراسنوبول) من استهداف مركز الدفاع المدني في قسطون. تظهر الصورة ما يبدو أنه بقايا قذيفة مدفعية موجهة من سلسلة 3OF-39 ‘Krasnopol’.

image6123123

مقارنة صورة لبقايا صاروخ كراسنوبول مع صورة من السكرتير الصحفي لمكتب المدعي العام لأوكرانيا أندريه ليسينكو (أعلى)، صورة من الدفاع المدني السوري، وصورة لبقايا ذخيرة كراسنوبول شاركها مختبر DFR التابع للمجلس الأطلسي (أسفل)

إن وجود طائرات استطلاع فوق منطقة الاستهداف، وهي إحدى طريقتين مستخدمتين لتوجيه قذيفة كراسنوبول الموجهة بالليزر، يتوافق مع استخدام هذا النوع من الذخيرة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن المواقع المستهدفة المزعومة للقصف على قسطون، الموصوفة لاحقًا في هذا التقرير، تقع ضمن مدى الذخيرة؛ في هذه المرحلة، كان خط المواجهة على بعد نحو 6 كيلومترات فقط - ضمن النطاق الذي لا تحتاج فيه الذخيرة إلى إدخال بيانات الأرصاد الجوية. بالإضافة إلى ذلك ، تم استخدام مقذوفات 3OF-39 في سوريا في عدد من المناسبات.

وبحسب منشور على فيسبوك من الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر في أيلول 2021 ، فإن قذيفة 3OF-39 هي ذخيرة تُستخدم “بكثافة في منطقة جبل الزاوية ومحيطها بريف إدلب”.

كما أفاد الأرشيف السوري سابقًا في تقرير حول هجوم بصواريخ كراسنوبول على مستشفى في الأتارب، نشرت سبوتنيك العربية مقالًا في فبراير 2020 يظهر جنودًا سوريين بقذيفة كراسنوبول. ذكرت سبوتنيك في مقالها أنه تم الإعلان عن احتمال استخدام قذائف “كراسنوبول” عيار 152 ملم في سوريا في نهاية صيف 2016 ، وتم عرضها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017.

المقارنة بين المعلومات التقنية والسياقية تقود الأرشيف السوري إلى التقييم بثقة عالية أن واحدة على الأقل من القذائف المستخدمة في الهجوم على قسطون في 19 حزيران / يونيو 2021 كانت عبارة عن قذيفة موجهة بالليزر من سلسلة 3OF-39 تُستخدم جنبًا إلى جنب مع نظام المدفعية 2K25 “كراسنوبول”. ومع ذلك ، نظرًا لمحدودية المعلومات المرئية الموجودة في الصور المتاحة للمخلفات (والتي يبدو أنها تُظهر ذخيرة واحدة فقط) وعدد متغيرات 3OF-39 التي يستخدمها نظام الأسلحة الموجه 2K25 ، فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد أي نوع كراسنوبول استخدم بما في ذلك العيار بشكل إيجابي. أو ما إذا كانت جميع الذخائر المستخدمة في الهجوم من هذا النوع والطراز.

الضحايا:

شرت صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك يوم الهجوم صوراً للجرحى الثلاثة ونشرت أسماءهم واسم القتيل وهم: 

القتيل دحام الحسين.

الجرحى: حسن هشوم، أحمد النادر، وفاتح حاج ابراهيم.

image11231235

صور الجرحى الثلاثة - المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري على الفيسبوك

كما نشرت صفحة بلدي نيوز ميديا على فيسبوك تقريرًا مصورًا لمقابلة مع مدير مركز الدفاع المدني في قسطون تحدث خلالها عن استهداف المركز بعدّة قذائف مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 6 آخرين. كما نشرت صفحة الحدث السوري على الفيسبوك صوراً للقتيل دحام عبدالغني حسين ونعته

image22123123

صورة نعوة القتيل المتطوع في الدفاع المدني دحام عبد الغني الحسين -المصدر: صفحة الحدث السوري على فيسبوك

معلومات مراصد الطيران:

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه من صور ومقاطع الفيديو مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية مثل التقارير الإعلاميّة ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها.

تظهر بيانات مراقبة الطيران إقلاع طائرات بدون طيار من قاعدة حميميم الجوية المدارة من قبل روسيا، على بعد نحو 50 كيلومترًا جنوب غربي قسطون، وذلك في الساعة 06:23 و 08:12. ثم شوهدت طائرات مسيرة تحلق فوق بلدة الزيارة، على بعد نحو 4 كيلومترات غربي قسطون، عند الساعة 08:18 و الساعة 08:51.

تشير الممارسة الشائعة المتمثلة في الدوران بواسطة طائرات منطقة الحرب عمومًا إلى اكتساب الهدف و /أو الاستعداد لضربة وشيكة. على وجه التحديد مع نظام سلاح 2K25 كراسنوبول، غالبًا ما تستخدم الطائرات بدون طيار كمصمم ليزر لتحديد هدف الصاروخ.

استعان الأرشيف السوري بقنوات المراصد المحليّة على تلغرام، والتي تنشر تحذيرات عند اقتراب الطيران من المنطقة، من بين هذه القنوات مرصد الأحرار للطيران على التلغرام الذي نشر خبراً عن دوران لطائرة استطلاع فوق الزيارة، قسطون، وزيزون في الساعة 08:19 بالتوقيت المحلي.

المسؤول المحتمل:

لم يستطع فريق تحقيقات الأرشيف السوري التأكد من المسؤول المحتمل ونوع السلاح المستخدم، ولكنه يرجح أن قذيفة واحدة على الأقل كان مصدرها الجنوب -الجنوب الشرقي استهدفت مركز قسطون، حيث لوحظ تطاير بعض الأنقاض إلى نحو 15م إلى الشمال -الشمال الغربي من المبنى.

image123498

صور مقتطعة من فيديو يظهر الدمار الذي لحق مركز الدفاع المدني في قسطون -المصدر: شبكة شام على فيسبوك

بافتراض صحة استخدام قذائف مدفعية من نوع كراسنوبول في الهجوم؛ فإن مصدرها قد يكون مرابض المدفعية التابعة للحكومة السورية الموجودة في معسكر الزيتون الدار الكبيرة أو مرابض مدفعية معرة حرمة او بسقلا حيث تبعد عن مكان الاستهداف نحو 13- 18 كم، إلى الجنوب الشرقي من موقع التأثير. وكان الأرشيف السوري قد حصل على مواقع المرابض من المراصد  تحقق من مواقعها باستخدام الأقمار الصناعية ومعلومات مفتوحة المصدر.

image21231235

صورة لموقع مركز قسطون وموقع مرابض مدفعية معسكر الزيتون ومعرة حرمة إلى الجنوب الشرقي، وموقع بلدة جورين إلى الجنوب الغربي من المركز -المصدر: Google Earth

بحسب معلومات الطيران فإن طائرة بدون طيار واحدة على الأقل، أقلعت من قاعدة حميميم الجوية المشتركة بين القوات الجوية الروسية والسورية وحلقت بالقرب من مكان الاستهداف ورصدت المكان في توقيت القصف، حيث تشير الممارسة الشائعة في الدوران بواسطة طائرة بدون طيار حول الهدف إلى تحديد هدف الصاروخ في نظام سلاح 2K25 كراسنوبول.

عدة وسائل إعلام نسبت المسؤولية عن الهجوم لمسؤولين محتملين عن الاستهداف، وذكر بعضها مكان إطلاق القذائف. ومع ذلك، فمن غير الواضح بشكل عام أساس هذه الادعاءات.

نشرت العديد من المصادر ادّعاءات حول مسؤولية الحكومة السورية عن القصف، من بينها ما نشرته صفحة صوت سوريا، وقائد قطاع سهل الغاب للدفاع المدني طارق رمضان في مقابلته مع قناة سوريا ستريم، وتلفزيون سوريا وقناة بلدي نيوز.

في الساعة 09:37 ، نشرت صفحة صوت سوريا على فيسبوك أنباء عاجلة عن الهجوم، زاعمة أن القصف المدفعي جاء من قوات الحكومة السورية. وقال قائد الدفاع المدني في سهل الغاب، طارق رمضان، في حديثه لـ”سوريا ستريم” ، إن الهجوم على المركز كان بعدة قذائف انطلقت من مناطق الحكومة السورية.

بالإضافة إلى ذلك، نشرت صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك صورًا للدمار الذي لحق بالمركز وقالت في منشورها إن الهجوم المدفعي نفذته القوات الحكومية السورية والروسية.

وكان مراسل قناة تلفزيون سوريا منير الحاج في  تقرير مصوّر قد حمّل قوات الحكومة السورية المتمركزة في معسكر جورين بسهل الغاب مسؤولية القصف المدفعي على مركز قسطون.  كما ذكر المصاب حسن الهشوم، في مقابلته مع الأرشيف السوري، أن الاستهداف كان بشكل مباشر باستخدام قذائف كراسنوبول المدفعية والتي يرجح بأنها أطلقت من منطقة كفرنبل بسقلا.

وعزّزت هذه الادعاءات صفحات إعلامية وصحفيون موالون للحكومة السورية نسبوا المسؤولية عن استهداف مركز قسطون للدفاع المدني لمدفعية الجيش التابع للحكومة السورية، من بينها ما نشره كل من أخبار سوريا الوطن وإدلب Online وحسابات كليك نيوز ونجلاء السعدي على تويتر.

صور لمنشورات من صفحات وحسابات موالية للحكومة السورية تنسب مسؤولية الهجوم للجيش العربي السوري

بقايا لواحدة على الأقل من القذائف المستخدمة في الهجوم على قسطون في 19 يونيو 2021 تشير إلى أن قذيفة موجهة بالليزر من سلسلة 3OF-39 استخدمت جنبًا إلى جنب مع نظام المدفعية 2K25  “كراسنوبول” أصابت المركز، وتؤكد الادعاءات بأن القوات الحكومية الروسية و/أو السورية مسؤولة عن هذا الحادث.

خاتمة

استهدف مركز للدفاع المدني في قرية قسطون بريف حماة الشمالي، في 19 حزيران/ يونيو 2021، بين الساعة 8:10 و الساعة 8:20 صباحاً، بالتوقيت المحلي بقذيفتين إلى ثلاث قذائف على الأرجح. تسبب الاستهداف بمقتل متطوع وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل، إضافة لخروج المركز عن الخدمة بعد الدمار الكبير في المبنى والمعدات.

بالنظر إلى محدودية المعلومات، فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد نوع السلاح والجهة المسؤولة بشكل قاطع. رغم ذلك، تشير المعلومات مفتوحة المصدر، والمعلومات التي جُمعت من موقع التأثير، وصور بقايا الذخيرة التي شاركها الدفاع المدني مع الأرشيف السوري ترجّح أن قذيفة واحدة على الأقل كانت من سلسلة 3OF-39 الموجهة بالليزر مع نظام المدفعية 2K25 “كراسنوبول” في الاستهداف، وأن مناطق الحكومة السورية في الجنوب إلى الجنوب الشرقي من موقع التأثير قد تكون مصدراً محتملاً لقذيفة واحدة على الأقل على مركز الدفاع المدني في قرية قسطون.

هجمات لاحقة: هجوم 7 آب الذي أوقع ضحايا أطفال في قسطون:

image21123123123

صورة لإسعاف أحد ضحايا القصف على قرية قسطون في 7 آب 2021 -المصدر: تقرير الدفاع المدني السوري

أدى هجوم 19 تموز/ يوليو 2021 على مركز المدني السوري في قسطون إلى تقليص الموارد والقدرة على خدمات الإنقاذ الإنسانية الأساسية وسط الهجمات المستمرة والأضرار الجسيمة التي لحقت بالسكان المدنيين في المنطقة.

بعد أقل من شهر على الهجوم الأول، ليلة السبت 7 آب/ أغسطس 2021 سقطت عدة قذائف مدفعية على قرى وبلدات سهل الغاب، ومنها قسطون والزيادية والمشيك والمنصورة وتل واسط. ونحو الساعة 23:00 سقطت إحدى القذائف على منزل عبد الباسط النعسان في قرية قسطون بالقرب من غرفة نوم أطفاله، تسببت بمقتل 4 أطفال وإصابة 5 آخرين. 

نشرت صفحة جبل الزاوية اليوم على فيسبوك يوم السبت 7 آب/ أغسطس 2021 في تمام الساعة 23:00 خبراً  عن قصف طال  قرية قسطون مصدره جورين، بحسب الصفحة.

image19123123213

صورة لمنشور القصف على قرية قسطون -المصدر: صفحة جبل الزاوية اليوم على فيسبوك

ونشرت صفحة جبل الزاوية اليوم على فيسبوك في الساعة 23:49 مقطع فيديو  يظهر عمليات إسعاف الجرحى ونقل المصابين إلى المستشفى. في وصف الفيديو ذكرت الصفحة أن الصور تعود لعائلة عبد الباسط النعسان.

كما نشرت صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك مقطع فيديو صباح يوم 8 آب 2021 يظهر الاستجابة الأولى للقصف ونقل المصابين إلى المستشفى، وظهرت جثة أحد الأطفال الذين قضوا في القصف.إضافة إلى ذلك؛ شاركت صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك صوراً للحظات الاستجابة الأولية للقصف، وخبراً عن مقتل 4 أطفال، وإصابة 5 آخرين بينهم حالات حرجة، جميعهم من عائلة واحدة، مساء يوم السبت 7 آب، بقصف مدفعي ادعت أن مصدره قوات الحكومة السورية وروسيا ضرب الأحياء السكنية في قرية قسطون بسهل الغاب في محافظة حماه. وتحدث المنشور عن صعوبة حركة المسعفين بسبب رصد المنطقة بطائرات الاستطلاع، إضافة إلى قصف مدفعي على الأحياء السكنية في قرية الزيادية وأيضاً قرى المشيك والمنصورة وتل واسط، واستخدام النابالم على أطراف قرية الزيادية. 

ونشر الإعلامي طارق عبد الباري عبود خبراً وصوراً تفيد بأن قصفاً عنيفاً طال قرى الزيادية وقسطون وتل واسط والزيارة والقرقور ومحيط النقطة التركية في قرية الزيادية، وبحسب الإعلامي، فإن مصدر القصف كان من قوات الحكومة السورية المتمركزة في معسكر جورين وتم فيها استخدام قذائف الفوسفور.

صفحة تلفزيون سوريا على تويتر قامت بنشر تقرير فيديو تضمن مقابلة مع أحد أهالي الضحايا من موقع سقوط القذيفة، حيث قال إن العائلة هي عائلة أخيه التي كانت نازحة في مخيمات سرمدا، لكنهم عادوا إلى منزلهم بسبب وجود نقطة مراقبة تركية قريبة فاعتقدوا أن المنطقة أصبحت آمنة. بحسب الشاهد أنه نحو الساعة 11 ليلاً من يوم السبت 7 آب 2021 سقطت قذيفة على بعد نحو 2م من غرفة نوم الأطفال وهم نيام، وكانوا 10 أطفال في الغرفة.

image16123123123

صورة مقتطعة من تقرير فيديو يظهر به مراسل تلفزيون سوريا وخلفه المنزل المستهدف -المصدر: تلفزيون سوريا على تويتر

الناشط محمد الشامي والمصور محمد نور نشرا على صفحتيهما الشخصية على فيسبوك أسماء وصور الضحايا وهم:

القتلى:

الطفلة فاطمة النعسان

الطفل يوسف النعسان

الطفل عمر النعسان

الطفل ابراهيم النعسان

الإصابات:

الطفلة عزيزة النعسان

الطفل رفعت النعسان

الطفلة بتول النعسان

الطفل علي النعسان

أحد الناشطين على تويتر (فيحاء الشام) نشر أن 3 من الأطفال المصابين تعرضوا لعمليات بتر وهم: بتر قدم عزيزة، وبتر يد رفعت وبتول.

الصحفي أدهم حاج أحمد على تويتر نشر صورة للطفلة عزيزة وخبر بتر قدمها.

اتهم ناشطون ومنظمة الدفاع المدني السوري في تقرير لها، الحكومة السورية وروسيا، بمسؤوليتها عن الهجوم.

 وفي تصريح صدر عن بيرتراند باينفيل، نائب المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشر على موقع اليونيسف قال: “قبل بضعة أيام، قُتل أربعة أطفال من نفس العائلة في هجوم على بلدة قسطون في حماة، شمال سوريا. أصاب الهجوم منطقة سكنية وخلف عدداً من القتلى والجرحى من المدنيين”.

وأضاف السيد باينفيل: “بعد عشر سنوات من النزاع في سوريا، أصبح قتل الأطفال أمراً غير استثنائي. لقد تُركت العديد من العائلات في حزن على خسارة لا يمكن تعويضها: أطفالهم. لا شيء يبرر قتل الأطفال”.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية