استخدام أنظمة أسلحة كراسنوبول في سوريا

في منتصف إلى أواخر عام 2021 ، استهدُف مركز للدفاع المدني السوري ومنشأة طبية بقذائف أطلقت من نظام أسلحة مدفعية كراسنوبول. وقعت هذه الهجمات في يونيو وسبتمبر 2021 وأدت إلى حدّ وصول المدنيين إلى خدمات الدفاع المدني والمساعدة الطبية في مناطق هي بأمس الحاجة للدعم. أدت الهجمات الواردة بالتفصيل في هذا التقرير إلى الحد بشدة من قدرات المستجيبين الأوليين، وقتلت وجرحت مدنيين، فضلاً عن تدمير منازلهم.

تشير نتائج هذا التقرير إلى أن القوات الحكومية السورية والروسية المتمركزة في ريف إدلب الجنوبي مسؤولة عن الحادث. تُظهر النتائج أن القوات استخدمت على الأرجح نظام سلاح يُدعى “كراسنوبول” والذي غالبًا ما يستخدم الليزر - بالاشتراك مع طائرة بدون طيار - لتحديد هدفه ومهاجمته.

وفقًا لـ Rosobornexport، خبراء أسلحة روسية، فإن نظام سلاح المدفعية 152 ملم 2K25 “كراسنوبول” “مصمم للاشتباك مع الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى وقطع المدفعية، سواء أكانت متحركة (بسرعات تصل إلى 36 كم / ساعة) أم ثابتة، مكشوفة أم محمية، وكذلك المخابئ والجسور والمعابر”. يتضمن نظام 2K25 3OF-39 قذيفة موجهة بالليزر من طراز “كراسنوبول” تتميز برأس حربي شديد الانفجار (HE-FRAG)؛ محدد هدف الليزر؛ ونظام مزامنة اللقطة 1A35. يساعد المكونان الأخيران في تحديد الهدف والتوجيه والتحكم.

يوفر هذا التوجيه ميزة استثنائية تتمثل في السماح لوحدة المدفعية بإطلاق النار على أهداف فردية مثل مركبة على وجه التحديد - دون الحاجة إلى زيادة إنفاق الذخيرة أو توسيع منطقة التأثير أو زيادة وقت الاستهداف المرتبط بوابل المدفعية. توجد العديد من التنويعات من المقذوف الأصلي 3OF-39 نتيجة للتحسينات اللاحقة:` كراسنوبول ‘-M 152 ملم، و’ كراسنوبول ‘-155 (KM-1)، و’ كراسنوبول’-M 155 ملم ( KM-2).

مع مراعاة جميع المتغيرات، يمكن إطلاق سلسلة القذائف 3OF-39 بواسطة مجموعة متنوعة من بنادق المدفعية ومدافع الهاوتزر. يبلغ مدى جميع ذخائر “كراسنوبول” حوالي 20 كيلومترًا (مع إظهار KM-2 بعض الاختلاف بناءً على طول أنبوب المدفع وتكوين الشحنة). في نطاق يتراوح بين 10 و 12 كيلومترًا ، يمكن لهذه القذائف إصابة الهدف بدقة دون إدخال المستخدم لبيانات الأرصاد الجوية. تحتوي المقذوفة 3OF-39 على 6.5 كجم من المتفجرات في رأس حربي 20.5 كجم.

إن تأثير انفجار مثل هذا القذيفة يُمكن أن يُقاس تقديريًا باستخدام مسافات تقدير المخاطر (REDs). تُعرَف REDs على أنها أقصر مسافة يمكن للقوات الصديقة أن تقترب من آثار النيران الصديقة دون التعرض لخسائر ملحوظة بنسبة 0.1 في المائة PI (شخص واحد من كل ألف من المحتمل أن يصاب بعجز؛ RED 0.1) أو 10 في المائة PI (شخص واحد من كل عشرة أشخاص محتمل أن يصاب بعجز؛ RED 10). بالنسبة للقذيفة ذات الخصائص الفيزيائية المماثلة لـ 3OF-39 ، فإن مسافة RED 0.1 تبلغ حوالي 400 متر، و مسافة RED 10 تبلغ حوالي 100 متر. وبالتالي، فإن الاستلقاء في وضع الانبطاح على بعد 100 متر من المكان الذي تنفجر فيه قذيفة 3OF-39، يعني وجود احتمال 10٪ للإصابة بعجز.

تم استخدام قذائف “كراسنوبول” الموصوفة في هذا التقرير (مقذوفات سلسلة 3OF-39) في سوريا في عدد من الحوادث. وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أيلول 2021 ، فإن قذيفة 3OF-39 هي ذخيرة تُستخدم “بكثافة في منطقة جبل الزاوية ومحيطها بريف إدلب”. كما وصف الأرشيف السوري في تحقيق سابق؛ نشرت سبوتنيك العربية مقالًا في فبراير 2020 يُظهر جنودًا سوريين بصاروخ كراسنوبل 3OF-39. ذكرت سبوتنيك في مقالها أنه تم الإعلان عن الاستخدام المحتمل لمقذوفات كراسنوبول في سوريا في نهاية صيف عام 2016 وتبين أنه سيتم استخدامها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017.

يشير استخدام منظومة أسلحة “كراسنوبول” إلى استهداف مباشر لمركز الدفاع المدني والمنشأة الطبية من قبل القوات الحكومية السورية والروسية ، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين في ريف إدلب.

قصف مركز الدفاع المدني السوري في قرية قسطون

هجوم على مركز مرعيان الطبي في إدلب