التحقيقات
الحادثة الثانية - مرافق صحية تحت النار
١ تموز ٢٠١٧تقرير مُفصّل عن استهداف 25 مستشفى ومنشأة طبية للهجوم خلال شهر إبريل / نيسان 2017 معظمها في إدلب
اطبع المقال
- الموقع: إدلب : خان شيخون .
- المشفى: النقطة الطبية في خان شيخون (الرحمة).
- عدد الأشخاص المستفيدين من خدماته : حوالي 5,000 شخص شهريًا.
- التاريخ: 4 نيسان / أبريل 2017.
- التوقيت: الهجوم الأول: 11:00 صباحًا، بعد 4.5 ساعات من الهجوم الكيماوي.
- الهجمات: تسع غارات جوية حسب الشهود.
- القتلى المبلغ عنهم : غير متاح.
- الجرحى المبلغ عنهم: أعضاء من الكادر الطبي ومرضى.
- الأسلحة المستخدمة: صواريخ S-5 Rocket.
- المسؤول المحتمل : القوات الجوية الروسية أو السورية.
وقع ثاني هجوم تم تحديده على المشافي في 4 نيسان / أبريل 2017 في خان شيخون. تم القصف بعد حوالي أربع ساعات ونصف الساعة عقب هجوم كيماوي تم الإعلان عنه على نطاق واسع في خان شيخون.
ونشرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريرًا عن ذلك في 30 يونيو 3017، أكدت فيه استخدام أسلحة كيميائية في خان شيخون.
تم نُقل العديد من المدنيين المصابين بالهجوم الكيماوي إلى هذه النقطة الطبية لتلقي العلاج، كما هو موثّق في فيديو نشرته وكالة سمارت نيوز. انظر صور من الفيديو أدناه:
سج ّل المراسل معاذ الشامي مقطع فيديو يُظهر اللحظات الأولى الغارات الجوية على النقطة الطبية ومركز الدفاع المدني في خان شيخون، انظر أدناه:
يمشي بعدها معاذ الشامي خارج مبنى النقطة الطبية لتوثيق الدخان المتصاعد نتيجة للغارة الجوية. انظر أدناه:
نشر هادي العبد الله، وهو مراسل آخر كان موجودًا في الموقع المستهدف، مقطع فيديو يظهر الدمار الداخلي والخارجي في النقطة الطبية. انظر أدناه:
يقول هادي العبد الله في الفيديو: ” قامت طائرات حربية قبل قليل باستهداف مركز الدفاع المدني بخمس غارات جوية، ما أدى لتدمر أجزاء واسعة من المركز وتعطل معظم آليات الدفاع المدني المتواجدة فيه مثل سيارة الإسعاف والشاحنة، مركز الدفاع المدني والنقطة الطبية خرجا عن الخدمة بشكل كامل، الطيران الحربي ما زال يحلق في الأجواء”.
نشر مركز حلب الإعلامي (AMC) مقطع فيديو للحظات الأولى من الهجوم. (تم حذف هذا المقطع من اليوتيوب لكنه مؤرشف لدى الأرشيف السوري) يوثق المقطع مشاهد من داخل النقطة الطبية حيث يمكن سماع أصوات الأطفال بوضوح في الخلفية.
نشر مركز حلب الإعلامي مقطع فيديو منفصل (تم حذف هذا المقطع من اليوتيوب لكنه مؤرشف لدى الأرشيف السوري) يتضمن مقابلة مع واحد من العاملين في المشفى. يشرح عامل المشفى في الفيديو: “استقبلت المشفى مئات من المدنيين المصابين بالهجوم الكيماوي، بما فيهم نساء وأطفال. استهدفت القوات الجوية الروسية والسورية النقطة الطبية بـ 15 غارة مما أدى لدمار النقطة الطبية بشكل سيء للغاية، النقطة الطبية خارجة عن الخدمة الآن”. تظهر الأضرار التي لحقت بالجزء الداخلي من المشفى في صور ثابتة من الفيديو أدناه:
نشر المراسل يمان خطيب مقطع فيديو آخر على حسابه بموقع تويتر، والذي يظهر اللحظات الأولى للغارات الجوية التي استهدفت النقطة الطبية في خان شيخون أثناء تقديم العلاج للعديد من المصابين بهجوم خان شيخون الكيماوي. انظر أدناه:
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية مقطع فيديو منفصل يُظهر الجزء الداخلي للنقطة الطبية المستهدفة، ما مكّن الأرشيف السوري من مقارنة مقطع يمان الخطيب والتحقق من وجوده داخل النقطة الطبية أثناء الغارة عليها. انظر أدناه
نشر مركز الدفاع المدني في ادلب مقطع فيديو في قناتهم على يوتيوب، تظهر المبنى المتضرر بعد الهجوم، وذكر أحد المتطوعين في الفيديو أن النقطة الطبية أصبحت الآن خارج الخدمة نتيجة الهجوم.
الصور أدناه مأخوذة من فيديو نشرته قناة بلدي نيوز (تم حذف هذا المقطع من اليوتيوب لكنه مؤرشف لدى الأرشيف السوري) ويُظهر الدمار في مبنى النقطة الطبية.
نُشر مقطعا فيديو من قبل الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الأول من داخل بناء النقطة الطبية، والثاني من خارجه. يظهر المقطع الأول محاولات الناس للخروج من المبنى حيث كانوا عالقين في الداخل.
يظهر مقطع الفيديو الثاني القسم الخارجي من النقطة الطبية والأضرار في الجانب الغربيّ من البناء، في الثانية 0:04 من الفيديو يقول المصوّر : “4 نيسان 2017 خان شيخون استهداف المدينة بأربع غارات جوية متتالية بعد مجزرة الكيماوي” أثناء تسجيل الفيديو تحدث غارة خامسة، يؤكد المصوّر “هذه هي الغارة الجوية ا لخامسة على خان شيخون”.
نشرت وكالة سمارت نيوز مقطع فيديو يظهر لقطات واضحة من المنطقة الخارجية للنقطة الطبية ومركز الدفاع المدني.
باستخدام صور ثابتة من مقاطع الفيديو أعلاه وغوغل إيرث، استطاع الأرشيف السوري تحديد الموقع الجغرافي لموقع الهجمة:
تم الحصول على صور أقمار صناعية إضافية من خلال Terraserver ، والتي مكّنت من تحديد الموقع الجغرافي بدقة أفضل، انظر أدناه:
إن الموقع الجغرافي للنقطة الطبية والمحدد من قبل بيلينكات والأرشيف السوري قريب جدً ا من الموقع المبلغ عنه للهجوم الكيماوي الحاصل في خان شيخون في الرابع من أبريل في الصباح الباكر. انظر الموقع الجغرافي للمستشفى وكذلك الموقع الجغرافي للدخان الناجم عن الغارات الجوية على خان شيخون أدناه.
تم توثيق بقايا السلاح المستخدم في الهجوم على المشفى في فيديو نشرته أورينت نيوز، وفي فيديو آخر نشرته “الدرر الشامية”. انظر أدناه:
تشير الصور أعلاه إلى استخدام صاروخ S-5 (مطوّر من قبل القوات الجوية السوفيتية واستخدمته الطائرات العسكرية ضد الأهداف الأرضية) في هذا الهجوم. أدناه صور مرجعية لصاروخ S-5 للمقارنة:
نشرت وكالة سمارت نيوز للأنباء مقطع فيديو يظهر حفرة ناجمة عن أحد الصواريخ التي استهدفت الموقع، كما هو مبين أدناه:
وقد نُشر بيان حول الهجوم من قبل كل من الدفاع المدني السوري، ومديرية صحة إدلب على صفحتهم العامة على فيسبوك.
قارن الأرشيف السوري صورتين من الأقمار الصناعية من Terraserver - واحدة التُقطت بتاريخ 21 فبراير 2017 قبل هجوم 4 أبريل 2017، والأخرى التقطت في 2 يونيو 2017 بعد الهجوم. يمكن التعرف بوضوح على الأضرار التي لحقت بالجانبين الأمامي والشرقي من المبنى والمميزة باللون الأبيض.
وبغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوري النتائج من مقاطع الفيديو مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة. استلزمت هذه العملية تحليل بيانات رصد الطيران ما بين الساعة 09:00 و 14:00، وهي الفترة الزمنية التي سبقت الهجوم وتلته مباشرة. انظر أدناه:
من خلال مقارنة الرحلات الجوية المرصودة، والوقت الذي رُصدت به، ووجهات هذه الرحلات، ومقارنة هذه البيانات مع المواقع الجغرافية المقدّمة في الخطوة السابقة؛ تمكّن الأرشيف السوري من تحديد رحلة محتملة شوهدت تحلق بالقرب من الموقع الجغرافي لمكان الهجوم.
خلُصت أبحاث سابقة إلى أن الرحلات الجوية المحلقة دائريًا تشير عادة إلى محاولة التقاط هدف أو/و التحضير لهجوم. وفي هذه الحالة، تم تحديد طيران طائرة مروحية Mi-8 بالقرب من موقع الهجوم حوالي الساعة 10:00، والتي يرجح أنها محاولات التقاط هدف لهجوم لاحق. لكن وبسبب عدد الرحلات الجوية الكبير التي عُثر عليها حول موقع الهجوم حوالي الساعة 12:00، لم يكن من الممكن تحديد هوية الطائرة المسؤولة عن الهجوم في هذه الحادثة.
على الرغم من ذلك، فإن وجود عدد كبير من الطائرات الحربية السورية والروسية في المنطقة المجاورة تمامًا لمكان الهجوم يؤكد أن الحادث قد يكون وقع في الوقت والمكان المحددين. وكما هو الحال بالنسبة للحادث السابق؛ على الرغم من أن بعض الطائرات وُصفت بأنها “روسية”، إلا أنها من الممكن أن تكون قد شُغّلت من قبل القوات الجوية السورية بدل القوات الجوية الروسية، حيث استخدمت القوات الجوية السورية طائرات روسية سابقًا.
توضّح الخريطة أعلاه أن المنشأة الطبية المستهدفة كانت تمامًا ضمن نطاق تحليق الطائرة التي تم تحديدها. تم رصد وتحديد المروحية Mi-5 وهي تحاول التقاط هدف على الأرجح، إضافة إلى رصد طائرة بدون طيار تحلق على مسافة 18 كم من موقع الحادث ومن المحتمل أنها شاركت في الهجوم. كما تم رصد وتحديد أربع طائرات روسية تحلق على مسافة 11.4 كم من موقع الحادث؛ ومن المحتمل أنها شاركت في الهجوم.
تم تقديم إفادات الشهود من قبل كل من “سوريون من أجل العدالة” و “العدالة من أجل الحياة”. المدير العام لمشفى الرحمة في خان شيخون الواقعة في ريف ادلب، والذي لم يكشف عن اسمه لأغراض أمنية، قال في شهادته لفريق التحقيقات إنه وبعد ساعتين فحسب من استهداف المدينة بالأسلحة الكيماوية في 4 أبريل 2017، أطلقت الطائرات الحربية الروسية أربع غارات جوية خلال ساعة. استهدفت المنطقة الجنوبية من خان شيخون حيث يوجد مركز الدفاع المدني ومستشفى الرحمة، وتسببت بأضرار مادية جسيمة في المشفى عطّلته وأخرجته من الخدمة، ويضيف:
“حوالي الساعة 11:00 صباحًا، كنت داخل المشفى أعمل على تقارير عن الهجوم الكيماوي على المدينة قبل ساعتين فقط. فوجئنا بغارات جوية عنيفة ركزت على فناء المشفى وبوابتها الرئيسية، إضافة لمخزن الأدوية الذي تدمر. علاوة على ذلك؛ تسبب القصف في تعطيل مولدات الكهرباء، وبالتالي قُطع التيار الكهربائي عن المشفى”.
في شهادة أخرى: أكد المنسق الميداني للمستشفى والذي لم يكشف عن اسمه لأغراض أمنية أيضًا، أن طائرات حربية روسية استهدفت مستشفى الرحمة إلى جانب مرافق طبية أخرى بالقرب من خان شيخون، وبشكل خاص تلك التي استقبلت أعدادًا كبيرة من المصابين جراء الهجوم الكيماوي. ويضيف:
“بمجرد أن سمعنا دويّ الطائرات الحربية؛ هرعت إلى داخل المشفى مع بعض الزوار، بعدها بدأت الطائرات باستهداف المنطقة وقصف المشفى. وعلى الرغم من أن المشفى أُنشئ في كهف تحت الأرض، إلا أن الصواريخ تمكنت من اختراقه وتسببت بأضرار كبيرة في المعدات الطبية”.
في سياق متصل، تحدّث أنس دياب، عضو في فريق الدفاع المدني في خان شيخون وساهم في نقل المصابين من المشفى بعد قصفه بأكثر من خمس غارات جوية، تحدّث لفريق تحقيقات التقرير، قائلًا:
“مستشفى الرحمة، والمعروف أيضًا باسم مستشفى الكهف، يعتبر المشفى الجراحي الوحيد في البلدة ويقدم خدمات لأهالي خان شيخون والقرى المحيطة بها أيضًا. غير أن طائرات حربية روسية استهدفته ومركز الدفاع المدني، بهدف التسبب بكارثة إنسانية ومنعهم من الوصول للمتأثرين بالهجوم الكيماوي ومعالجتهم، مما يؤدي إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس”.