logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

قصف مستشفى عديّ

١٩ شباط ٢٠١٨

مرافق صحية تحت النار

اطبع المقال

  • الموقع: محافظة إدلب: سراقب
  • المشفى: مشفى عدي (الإحسان)
  • المستفيدين من المشفى: حوالي 36,000 شخص سنويًا
  • التاريخ: 29 كانون الثاني- يناير 2018
  • التوقيت: الساعة 07:40 صباحًا (سوق البطاطا)، الساعة 08:10 صباحًا (الهجوم على المشفى)
  • الهجمات: غارة جوية واحدة
  • الجرحى المبلّغ عنهم: 3 جرحى من الطاقم الطبي في المشفى
  • المسؤول المحتمل: القوات الجوية الروسية أو السورية
  • هجمات سابقة على المشفى: في 21/01/2018

مستشفى عديّ (الإحسان)

تقع مستشفى عديّ (أو الإحسان) في مدينة سراقب، جنوب شرق إدلب، وتؤمّن الخدمات الطبية مثل العمليات الجراحية، الإسعافات الأولية، والرعاية الصحية للمقيمين في سراقب. تستقبل المشفى ما يقارب 3000 مريض شهريًا، وتحتوي غرفتي عمليات، قسم العناية المركّزة، قسم حاضنات، وبناءً للعيادات.

هجمات سابقة على مستشفى عدي (الإحسان)

أعلنت مديرية صحة إدلب أن مستشفى عدي تعرّض للقصف بغارة جوية في 21/01/2018، ما تسبب بأضرار في بناء المشفى ومعدّاته.

Idlib health directorate FB post

ماذا حدث؟

أعلنت مصادر محلية في 29 يناير 2018 أن مستشفى عديّ في سراقب استُهدف بغارة جويّة، عقب غارة جويّة سابقة في 22 يناير 2018 تسبّبت بوقوع أضرارٍ في بناء المشفى. نشر مركز إدلب الإعلامي مقطع فيديو يُظهر ما تم الادعاء بأنها اللحظات الأولى للهجوم الذي استهدف مستشفى عديّ أبو حسين. انظر أدناه:

first moment of the attack

أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن المشفى كان يعالج ضحايا هجوم سابق على سوق البطاطا الجديد في سراقب في 29 يناير 2018 عندما وقع الهجوم عليه.

نشرت صفحة عاصي برس عدة صور في الساعة 9:35 تظهر معالجة أشخاص مصابين نتيجة الهجوم الذي استهدف سوق البطاطا.

نشر المواطن الصحفي هادي العبد الله مقطع فيديو يظهر فريق الدفاع المدني السوري يسعف المصابين نتيجة الهجوم على سوق البطاطا في إدلب.

potato market

يقول العبد الله ضمن الفيديو: ” 11 شهيدًا وعشرات الجرحى في مجزرة جديدة ارتكبتها الطائرات الحربية في مدينة سراقب، حيث قامت باستهداف سوق البطاطا”.

نشر مركز إدلب الإعلامي مقطع فيديو حول قصف سوق البطاطا يظهر الضحايا والمصابين نتيجة للغارة الجوية، إضافة إلى شاحنات متضررة جراء الهجوم. تظهر الصورة بوضوح حفرة يُحتمل أن تكون ناجمة عن الغارة الجوية التي استهدفت الموقع.

potato market-2

من خلال استخدام فيديو هادي العبد الله، أمكن تحديد الموقع الجغرافي للمكان المستهدف (سوق البطاطا). حيث يمكن بوضوح رؤية ثلاث لافتات في الشارع الرئيسيّ، وذلك في كلٍّ من الفيديو وصور الأقمار الصناعية. انظر أدناه:

potato market-3

وفقًا لإفادات شهود جُمعت من قبل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة؛ فإنه تم نقل ضحايا وجرحى هجوم سوق البطاطا إلى مستشفى عديّ، والذي استُهدف عقب ذلك بغارة جويّة.

حدّد الأرشيف السوريّ صورًا ثابتة من مقطع فيديو وكالة سمارت للأنباء إضافة إلى مقطع فيديو وكالة ثقة للأنباء حيث يمكن رؤية مستشفى عديّ قبل وبعد الهجوم. في الصورة العلويّة؛ يمكن بوضوح رؤية جثث ضحايا هجوم سوق البطاطا. أما ثاني الصورتين فتظهر الأضرار في الموقع ذاته عقب الغارة الجوية التي استهدفت المشفى.

before-after-Oudai

نشر العبدالله مقطع فيديو آخر في اليوم ذاته حول هجوم سوق البطاطا في 29 يناير ويظهر تضرر مستشفى عديّ نتيجة للغارة الجوية التي تلت الغارة الجويّة على سوق البطاطا. انظر أدناه

ويقول في الفيديو: ” بعد المجزرة الصباحية التي ارتكبتها الطائرات الحربية في سوق البطاطا، والتي تسببت بوقوع 11 شهيد والعديد من الجرحى، تم إسعاف الجرحى إلى مستشفى عدي (الإحسان) في سراقب لإسعافهم. لكن بعدها بقليل، استهدفت الطائرات الحربية الروسية المشفى بصواريخ ارتجاجية، ما أسفر عن خروج المشفى بشكل كامل عن الخدمة. حفرة كبيرة أحدثها الصاروخ الذي أطلق من قبل الطائرات الحربية. عدد من أعضاء الكادر التمريضي والطبي تعرضوا للإصابات نتيجة للهجوم. بعض الجرحى في هجوم سوق البطاطا والذين أسعفوا لعلاجهم في المشفى استشهدوا نتيجة للغارة الجوية. حتى الآن، لا يزال بعض الشهداء تحت الأنقاض. هذا هو المشفى الوحيد في المدينة خرج الآن عن الخدمة. عدد من سيارات الإسعاف تدمرت بشكل كامل”.

نشرت قناة الجسر الفضائية مقطع فيديو لمقابلة مع د.علي الفرج، نائب مدير مستشفى عديّ. قال الفرج: ” اليوم صباحا قُصف سوق البطاطا، كان الاستهداف في بداية الحملة على مركز الدفاع المدني ومن ثم مركز الإسعاف. بعدها بنك الدم، ومشفى عدي. تم إسعاف جميع المصابين نتيجة هجوم سوق البطاطا لمستشفى عدي، والذي تم قصفه بعدها كما ترون هنا. أدى الهجوم لخروج المشفى بشكل كامل عن الخدمة وأصيب ثلاثة من أعضاء الكادر الطبي. إعادة ترميم بناء المشفى بعد هذا الهجوم أصبحت شبه مستحيلة”.

نشر مركز إدلب الإعلامي صورًا تظهر عمليات إسعاف خارج بناء المشفى بعد الهجوم. انظر أدناه:

oudai-2

سقطت القذيفة أمام مبنى المشفى الرئيسي، مخلفة حفرة كبيرة كما يظهر في مقطع فيديو تم نشره من قبل وكالة ثقة للأنباء، ومتسببة في انهيار مستودع يحتوي على معدّات طبية. يظهر الفيديو عناصر الدفاع المدني السوري ينتشلون جثة ذكر بالغ والذي قُتل نتيجة للهجوم تحت الحطام عقب عملية الإسعاف الأولية.

oudai-crater

أين وقع الهجوم؟

أنشأ فريق الأرشيف السوري صورة بانورامية باستخدام مقطع فيديو شبكة شام الإخبارية والذي نُشر عقب الهجوم. أمكن تحديد بناء المشفى وبناء آخر من خلال مقارنة الصورة مع صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث. انظر أدناه:

geolocating Oudai Hospital

تحديد الذخائر المستخدمة

نشرت شبكة شام الإخبارية مقطع فيديو يظهر بقايا الذخائر المستخدمة في الهجوم على سوق البطاطا. تشير بقايا الصاروخ أنه قد يكون أُطلق من قاذفة الصواريخ المتعددة BM-30، وهي نوع من قاذفات صواريخ أرض أرض. إذا كانت بقايا الصاروخ تعود للذخيرة المستخدمة في الهجوم، فإن ذلك يتناقض مع الادعاءات بأن الهجوم كان جويًا.

weapon

متى وقع الهجوم؟

جُمعت إفادات الشهود حول الهجوم من قبل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.

أحمد الأسعد وهو أحد الأطباء الذين كانوا متواجدين في المشفى لحظة استهدافه، تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول ما جرى قائلاً: “في حوالي الساعة (8:00) من صبيحة يوم 29 كانون الثاني/يناير 2018، تمّ استهداف سوق البطاطا الكائن في مدينة سراقب من قبل طيران حربي روسي، وهو ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا من المدنيين، وعلى الفور قامت فرق الإسعاف بنقل المصابين والقتلى إلى مشفى عدي أبو حسين، إلا أنّ الطائرات الحربية عادت لتستهدف المشفى بصاروخين فراغيين، وهو ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل، كما أدت إلى مقتل مدني وإصابة بعض أفراد الطاقم الطبي في المشفى، وأدى القصف أيضاً إلى دمار الغرفة التي تمّ نقل جثامين القتلى إليها من سوق البطاطا، لتصبح مدينة سراقب بلا أي نقطة طبية قد تشرف على تقديم الخدمات الصحية للمصابين والأهالي.”

حسن الحسان وهو أحد العاملين في مركز الدفاع المدني في محافظة إدلب، قال لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، بأنّ المراصد التي تشرف على رصد حركة الطيران الحربي في سماء مدينة سراقب، أنبأتهم في صبيحة يوم 29 كانون الثاني/يناير 2018، بأنّ طائرات حربية يُعتقد أنها روسية قامت باستهداف سوق البطاطا في المدينة، فعملت فرق الدفاع المدني على التوجه إلى المكان لنقل المصابين وانتشال القتلى من المدنيين والذين قدر عددهم ب (13) قتيل إضافة إلى عشرات الجرحى، ومن ثمّ عملت على نقلهم إلى مشفى عدي أبو حسين في المدينة، وتابع قائلاً: “حين قمنا بنقل القتلى والجرحى إلى المشفى، وبعد قرابة نصف ساعة عادت الطائرات الحربية لتستهدف مشفى عدي أبو حسين في حوالي الساعة (8:00) صباحاً، وهو ما تسبّب في دمار المشفى بشكل كبير، وعلى الفور عاودت فرق الإنقاذ التوجه مرة أخرى إلى المكان حتى تعمل على إخلاء المصابين خشية وقوع غارة أخرى، كما أدى القصف إلى خروج المشفى بشكل كامل عن الخدمة.”

وفي شهادة أخرى أدلى بها أبو عرب وهو المشرف على أحد مراصد الطيران الحربي في مدينة سراقب، إذ تحدث لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة قائلاً: “في تمام الساعة (7:35) من صبيحة يوم 29 كانون الثاني/يناير 2018، أقلعت طائرة حربية من قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية باتجاه الشمال السوري، وفي تمام الساعة (7:40) صباحاً قامت الطائرة باستهداف سوق البطاطا في المدينة بصواريخ متفجرة أدت إلى وقوع مجزرة، وعلى الفور قمنا بإبلاغ فرق الدفاع المدني للتوجه إلى مكان القصف، إلا أنّ ذات الطائرة الحربية عادت لتستهدف مشفى عدي أبو حسين في المدينة بصاروخين فراغيين بعد قرابة النصف ساعة، وهو ما أدى إلى خروج المشفى بشكل كامل عن الخدمة.”

صافي الحمام وهو أحد نشطاء مدينة سراقب، تحدث هو الآخر لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، حول ما جرى قائلاً: “كان يوم 29 كانون الثاني/يناير 2018، يوماً دامياً بكل معنى الكلمة، فقد تعرضت المدينة للقصف بمختلف أنواع الأسلحة من قبل طائرات حربية روسية من نوع (سوخوي)، إذ أنها استهدفت سوق البطاطا بعدة صواريخ وهو ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا من المدنيين الذين تمّ نقلهم لاحقاً إلى مشفى عدي أبو حسين في المدينة، فقامت تلك الطائرات الحربية باستهداف المشفى بصاروخين فراغيين، وهو ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة العشرات، إضافة إلى خروج المشفى بشكل كامل عن الخدمة، ومن ثمّ عاود الطيران الحربي الروسي استهداف المدينة بغارة مزدوجة، وهو ما أدى إلى إصابة عدة إعلاميين، كما شهدت المدينة موجة نزوح كبيرة من قبل الأهالي باتجاه المناطق الحدودية شمال المحافظة، وذلك بسب القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة.”

وبحسب مراسل سوريون من أجل الحقيقة والعدالة الذي كان متواجداً في المشفى لحظة وقوع الهجوم، فإنّ حالة من الهلع والرعب كانت قد سيطرت على جميع المرضى والمصابين الذين كانوا في المشفى، عقب إعلامهم بأنّ مرصد الطيران الحربي كان قد رصد طائرات حربية يُعتقد أنها روسية تقترب من مشفى عدي أبو حسين في صبيحة يوم 29 كانون الثاني/يناير 2018، حيث تمّ إنزال الجميع إلى الطابق الأرضي من المشفى، وفي هذه الأثناء قامت تلك الطائرات بإسقاط صاروخين فراغيين استهدفا مبنى المشفى بشكل مباشر، وهو ما تسبّب في وقوع إصابات بين أعضاء الكادر الطبي، إضافة إلى عدة إعلاميين كانوا متواجدين في حرم المشفى الخارجي، فضلاً عن الأضرار المادية الكبيرة التي سببّها القصف.

تحليل بيانات الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوري النتائج المستخلصة من مقاطع الفيديو وإفادات الشهود مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة. استلزمت هذه العملية تحليل بيانات رصد الطيران ما بين الساعة 07:00 و 10:00، وهي الفترة الزمنية التي سبقت الهجوم وتلته مباشرة، حيث أُبلغ عنه في 07:30 و 08:30 وفقًا للناشطين الإعلاميين. انظر أدناه:

عرض الإظهار البصري كاملًا

من خلال مقارنة الرحلات الجوية المرصودة، نوع الطائرات المرصودة، الوقت الذي رُصدت به، ووجهات هذه الرحلات، ومقارنة هذه البيانات مع المواقع الجغرافية المقدّمة في الخطوات السابقة؛ تمكّن الأرشيف السوري من تحديد العديد من الرحلات المحتملة المسؤولة عن هذا الهجوم (عدّة طائرات روسية ثابتة الجناح) حيث شوهدت هذه الطائرات تُحلق فوق المنطقة الجغرافية للهجوم بدءًا من الساعة 07:45 صباحًا. وقد خلصت التحقيقيات السابقة إلى أن الطيران الدائري في السماء عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف أو التحضير لهجوم وشيك.

على الرغم من عدم توافر دليل مباشر على ضلوع إحدى هذه الطائرات المرصودة في الهجوم على سراقب؛ فإن وجود هذه الطائرات يزيد من احتمال وقوع غارة جوية على هذا الموقع وفي الوقت المحدّد من قبل الصحفيين المواطنين والمجموعات الحقوقية، والمُقدّر باستخدام صور من موقع الهجوم.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية