التحقيقات
ثلاثة هجمات على مستشفيات ادلب
ثلاث منشآت طبية هوجمت بغارات جوية نُسبت للقوات السورية أو الروسية
اطبع المقال
في 19 سبتمبر - أيلول 2017، وبعد أربعة أيام فقط من مؤتمرأستانة الدولي لتفعيل مناطق تخفيف التوتر في أماكن عديدة من سوريا، وبعد عدة أيام فحسب من تقديملجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة نتائج بعثة تقصي الحقائق والتي أكّدت الاستخدام غير المشروع للأسلحة الكيماوية والاستهداف العام للمنشآت الطبية من قبل الحكومة السورية في نيسان - أبريل 2017، زُعم أن ثلاث منشآت طبية هوجمت بغارات جوية نُسبت للقوات السورية أو الروسية، تقدّم هذه المنشآت خدماتها الطبية لما مجموعه أكثر من 100,000 شخص سنويا.
إحدى هذه المنشآت، مستشفى الرحمة في خان شيخون، هي المنشأة نفسها التي استهدفتها الغارات الجوية مباشرة عقب الهجوم الكيميائي في 4 نيسان - أبريل 2017. وقد أجرى الأرشيف السوريتحليلا معمقًا ومفتوح المصدر حول هذه الحادثة. وكان مستشفى كفرنبل قد هوجم سابقًا في25 مارس - آذار 2017. المنشآت الثلاث جميعها بعيدة عن مناطق الصراع، وتقع تمامًا ضمنمناطق تخفيف التوتّر المحدّدة بموجب اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران.
يُقّدم هذا التقرير نظرة عامّة معمّقة على المحتوى البصري المتعلّق بالحوادث الثلاث. ولمقاطعة المعلومات مع نتائج تحليل المحتوى البصري، تم تزويد “الأرشيف السوري” ببيانات مراقبة الرحلات الجوية من قبل منظمة تستخدم شبكة متطورة من المراصد (مراقبي الرحلات الجوية) للطائرات. من خلال دراسة مجموعة متنوعة من مصادر المعلومات لكل هجوم، تمكّن “الأرشيف السوري” من إثبات النتائج وتعزيزها. تم تحليل المحتوى البصري المجموع والمحقق منه من قبل الأرشيف السوري بشكل موسّع، بما في ذلك التحديد الدقيق للموقع الجغرافي باستخدام صور الأقمار الصناعية. حُدّدت ك ل الأوقات المذكورة وفقًا للتوقيت المحلي لمحافظة دمشق، وبصيغة 24 ساعة.
تتسم النتائج المتعلقة بهذه الهجمات بتكرار القصف، غياب الإنذار المسبق، وعدم وجود نشاطات عسكرية قتالية على مقربة من مكان الهجوم. من خلال الجمع، التحقق، والإعلان عن نتائج التحقيق في هذه الحوادث الثلاث، يأمل المؤلّفون في الحفاظ على معلوماتٍ حسّاسة يمكن استخدامها لأغراض المناصرة أو كأدلة في المحاكمات المستقبلية في سبيل المساءلة القانونية.
الحادثة الأولى: مستشفى الرحمة في خان شيخون
الموقع: ادلب: خان شيخون المستشفى: مستشفى الرحمة في خان شيخون عدد المستفيدين من خدمات المستشفى: بحدود 50,000 شخص التاريخ: 19/09/2017 توقيت الهجوم: 11:00 صباحًا تقريبًا الهجمات المزعومة: غارتان جويتانوفقًا لمديرية صحّة حماة القتلى المبلّغ عنهم: لم يبلغ الجرحى المبلّغ عنهم: لم يبلّغ الذخائر المحدّدة: غير متوافرة المسؤول المحتمل: القوات الجوية الروسية
[Written on the wall “The health care center of Khan Shaykoun”]
في 19 أيلول - سبتمبر 2017، وما بين الساعة 11:00 إلى 11:45 صباحًا، هوجمت مستشفى الرحمة في خان شيخون بغارات جوية زُعم أنها من قبل القوات الجوية السورية. تقدم المستشفى خدماتها الطبية لما يقارب 50,000 - 100,000 شخص. هوجمت مستشفى خان شيخون سابقًا في 4 نيسان - أبريل 2017، مباشرة عقب هجوم بالأسلحة الكيميائية بغاز السارين أو مادة شبيهة بالسارين،تم تأكيده بتقرير نشرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
نُشر أول مقطع فيديو يوثّق هجوم 19 أيلول - سبتمبر من قبل معاذ الشامي، ويظهر فيه الدمار في بناء مستشفى خان شيخون، إضافة للحريق داخل المبنى. قال الشامي في مقطع الفيديو: “احترقت المعدات بشكل كامل، سيارتا إسعاف احترقوا بشكل كا مل، إضافة لتدمير المشفى وخروجه عن الخدمة تمامًا”.
أجرى الشامي مقابلة مع أحد العاملين بالمستشفى، والذي قال في مقطع الفيديو: “في 19 أيلول 2017 استُهدفت مشفى الرحمة بخان شيخون، تعالج هذه المشفى الأطفال والنساء، وتخدّم ما يقدر بين 75,000 و 100,000 نسمة، استهدف الطيران هذه المشفى فخرجت عن الخدمة، وخرجت عن الخدمة سيارتا إسعاف لمنظومة شام الإسعافية”.
نشرت قناة أورينت نيوز مقطع فيديو للحادثة نفسها، أٌعد من قبل محمد فيصل، انظر أدناه:
يظهر الفيديو الدمار الكامل في المستشفى، انظر أدناه:
نشر “الأرشيف السوري” تحقيقًا عن الهجوم السابق على المستشفى في 4 نيسان - أبريل 2017، فيما يلي الموقع الجغرافي للهجوم السابق:
فيديو من قبل معاذ الشامي ودرر الشام بعد الهجوم على خان شيخون في الرابع من أبريل - نيسان 2017
يؤكد التوثيق المصوّر لحادثة 19 أيلول أن الهجوم وقع في الموقع الجغرافي ذاته، انظر أدناه:
لقطة من مقطع فيديو أورينت نيوز لهجوم 19-09-2017، مقارنة مع صور أقمار صناعية التُقطت في 21-02-2017 و 02-06-2017
نشرت مديرية صحة حماة بيانًا عن الهجوم علىصفحتهم على موقع فيسبوك، قالوا فيه أن المستشفى هوجمت في الساعة 11:00 صباحًا من يوم 19-09-2017 بغارتين جويتين، ما تسبب بأضرار في بناء المشفى، إضافة إلى تعطيل في المعدات واحتراق ثلاث سيارات إسعاف.
فيما يلي مقاطع فيديو إضافية متعلقة بهذا الهجوم:
ومن أجل التحقق بشكل أكبر، قام الأرشيف السوري بتحليل بيانات مراقبة رحلات الطيران التي تم تقديمه من قبل منظمة تعمل في مجال الرصد، وشمل ذلك تحليل بيانات مراقبة الرحلات الجوية بين الساعة 07:00، والساعة 15:00، وهي الفترة التي سبقت وتلت الهجوم مباشرة:
ومن خلال المقارنة بين الرحلات الجوية التي تمت مراقبتها، والوقت الذي تمت مراقبتها به، ومسارها وجهتها، ومقارنة هذه البيانات مع الموقع الجغرافي الذي تم تحديده في خطوات سابقة، تمكن “الأرشيف السوري” من تحديد رحلة جوية يحتمل أنها مسؤولة عن الهجوم (طائرة روسية ثابتة الجناحين) شوهدت تطوف بشكل قريب جدا حول الموقع الجغرافي للهجوم.
وقد خلُصت أبحاث سابقة إلى أن الرحلات الجوية التي تطوف بشكل دائري تشير عادة إلى تحديد الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن نوع الطائرة كان روسيًّا، إلا أنه من الممكن أن يتم تنفيذ الرحلات من قبل القوات الجوية السورية بدلًا من القوات الجوية الروسية، حيث تستخدم القوات الجوية السورية طائرات روسيّة أيضًا.
الحادثة الثانية: مشفى الرحمن في بلدة التح
الموقع: إدلب : التح المستشفى: مشفى الرحمن في التح عدد المستفيدون: قرابة 2000 من الأطفال و 2500 من النساء شهريًا التاريخ: 19/09/2017 وقت الهجوم: الغارة الجويّة الأولى 11:45 صباحًا، الغارة الجوية الثانية 12:15 مساءً، الغارة الجوية الثالثة 12:25 مساءً الهجمات: يُزعم بأنها ثلاث غارات جويّة روسية القتلى المبلغ عنهم: شخص واحد (فتحية خالد العرنوس) (موظفة في المستشف