التحقيقات
استهداف سوق شعبي وأحياء سكنية في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي
٣١ أيار ٢٠٢٢تحقيق يتناول قصفًا على طول طريق رئيسيّ في أريحا
اطبع المقال
حول الحادثة
- مكان الاستهداف: مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، التي تقع على طريق الـ M4 السريع.
- موقع التأثير: على الطريق الرئيسي ومحيطه في مركز مدينة أريحا، الذي يحيط به 7 مدارس وسوق شعبي.
- التاريخ: الأربعاء 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2021
- التوقيت: ما بين الساعة 8:00 و 8:15 صباحاً بتوقيت دمشق (EET - UTC +3)
- الضحايا: 11 شخصاً بينهم أربعة أطفال وامرأة، تم التأكد من أسمائهم، وإصابة أزيد من 35 شخصاً.
- نوع الحادثة: قصف مدفعي وصاروخي
- الذخائر المحددة: لم يتمّ تحديدها
- المسؤول المحتمل: من المرجح أن تكون الصواريخ قد أطلقت من معسكر الحامدية أو بلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي
مقدّمة
في صباح يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني/ أكتوبر 2021، وبين الساعة 8:00 - 8:15 بتوقيت دمشق، مع بداية وفود التلاميذ إلى مدارسهم والعمال وأصحاب المحلات إلى أعمالهم -تم استهداف الطريق الرئيس في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل أربعة أطفال في طريقهم إلى مدارسهم، ومعلمتهم، إضافة إلى ستة أشخاص آخرين. تم تقدير الهجوم باستخدام أكثر من 9 رمايات استهدفت الطريق الرئيسي وسوقاً شعبياً ومنازل مدنية في أحياء مجاورة.
وأورد مرصد إدلب للطيران في قناته على تلغرام أن الاستهداف جاء من معسكر الحامدية وبلدة خان السبل بريف إدلب الجنوبي، وتحدثت مراصد أخرى ووسائل إعلام وناشطون عن وجود طائرات استطلاع فوق المكان المستهدف وقت الرمايات.
المنهجيّة
أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الاستهداف، اعتماداً على
- حفظ، تحليل، والتحقق من 106 مقطع فيديو وصورة وتقريراً، رفعت على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مكان التأثير، اللحظات الأولى للاستهداف ومكان سقوط الصواريخ، الاستجابة الأولية وانتشال جثث القتلى وإسعاف المصابين وإطفاء الحرائق، إضافة للدمار الحاصل في المكان.
- التأكد من موقع التأثير من خلال مطابقة المعالم البارزة الظاهرة في المحتوى البصري بصور الأقمار الصناعية والإحداثيات الت ي وصل إليها فريق التحقيق وأول البلاغات عن الاستهداف.
- تحليل صور الأقمار الصناعية التي تظهر الموقع، إضافة لإبلاغات الاستهداف في بيانات الرصد المحلية على تلغرام.
وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة، والتأكد منها من قبل فريق التحقيق، زودت المصادر المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الاستهداف، توقيته، موقعه، الضحايا والإصابات والأضرار الناجمة عنه. عبر فحص جميع المعلومات المتوفرة عن الاستهداف، طوّر الأرشيف السوري فهماً للحادثة والمسؤولين المحتملين. للاطلاع على منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا.
حول مكان التأثير
يمثل المكان المستهدف طريقاً رئيساً في مدينة أريحا ذات الموقع الاستراتيجي المتاخم لمناطق سيطرة الحكومة السورية، ويضم عدداً من المحلات التجارية ويتفرع منه سوقاً للخضار والفاكهة، ويتوزع في طرفيه مبان سكنية طابقية.
وتكتسب مدينة أريحا أهميتها من وجودها ع لى الطريق الرئيسي المتنازع عليه بين قوات الحكومة السورية وروسيا، والضامن التركي، والذي يعرف باسم طريق M4، ويصل بين محافظتي اللاذقية وحلب التي تسيطر عليهما قوات الحكومة السورية.
خريطة توضّح طريق الـ M4 -المصدر: Google Maps
خريطة توضح طريق الـ M4 السريع والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية باللون البرتقالي، والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية باللون الأخضر وموقع مدينة أريحا باللون الأزرق -المصدر: خريطة من جسور للدراسات
ويتفرع عن عقدة أريحا طريق يصل إلى محافظة إدلب بطول نحو 13 كيلو متراً تقريباً، وتضم المدينة سلسلتين جبليتين، الأربعين والزاوية، ويتبع لأريحا عشرات القرى والبلدات التي تشكل خط جبهة مع قوات الحكومة السورية التي سيطرت على عدد منها بداية العام 2020.
وأريحا من مناطق خفض التصعيد المتفق عليها، وتدخل في اتفاق الهدنة الموقع بين روسيا وتركيا في آذار من العام 2020، ما جعلها مكاناً لعودة جزء، ليس بالقليل، من النازحين من المدينة والقرى التابعة لها.
خريطة توضّح موقع مدينة أريحا على طريق الـ M4 المشار له باللون البرتقالي -المصدر: Google Maps
خريطة لمدينة أريحا توضّح الطريق العام أو الرئيسي (باللون الأخضر) وطريق الـ M4 (باللون البرتقالي) و موقع سقوط القذائف (باللون الأزرق) -المصدر: Google Earth
ماذا حدث ومتى
تشير المعلومات المتاحة إلى أنه، ما بين الساعة 8:00 والساعة 8:15 بتوقيت دمشق، من يوم 20 تشرين الأول /أكتوبر 2021، سقطت قذائف وصواريخ في السوق الرئيسي وعلى منازل ومحلات في مدينة أريحا.
ونقلت وسائل إعلامية وناشطون أخباراً أرفقت بفيديوهات وصور تؤكد حدوث الاستهداف الذي أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقل بينهم أربعة أطفال خلال توجههم إلى مدارسهم، إضافة لمعلمتهم وستة أشخاص آخرين، كما أسفر الاستهداف عن إصابة أزيد من 35 شخصاً بينهم نساء وأطفال، أسعفوا إلى المستشفى الوحيد في المدينة، والمستشفيات القريبة في مدينة إدلب، بعضهم في حالة حرجة نقلوا إلى مستشفيات تركية للعلاج.
بدأت أولى البلاغات عن الحادثة في الساعة 8:14 بتوقيت دمشق ، من قبل راديو الكل، حيث نشرت صفحة الراديو خبراً عاجلاً على تويتر أفاد باستهداف قوات الحكومة السورية بالمدفعية مدينة أريحا.
صورة لمنشور راديو الكل عن قصف مدفعي لمدينة أريحا من قوّات الحكومة السوريّة في الساعة 8:14 بتوقيت دمشق -المصدر: منشور راديو الكل على تويتر
بعد خمس دقائق، وفي تغريدة على تويتر، نقل مصطفى هاشم خبراً عن رمايات صاروخية متتالية، حدد وقتها بـ “الآن”، على مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، وأنباء عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وأرفق صورة تبيّن احتراق وسيلة نقل ومحل تجاري في السوق، الواقع في سوق القصابين في أريحا.
صورة لمكان سقوط إحدى القذائف يظهر احتراق وسيلة نقل ومحل تجاري -المصدر: صورة نشرها مصطفى هاشم على تويتر
كما نشر موقع الجزيرة الإلكتروني و صفحة الشبكة السورية على تويتر صورة لوسيلة النقل ذاتها لاحقاً بعد إطفاء الحريق:
صورة لمكان سقوط القذيفة السابقة وتظهر وسيلة النقل والمحل التجاري ذاته بعد إطفاء الحريق -المصدر: صورة نشرتها صفحة الشبكة السورية على تويتر
عند الساعة 8:20 تحدث أحمد عاصي في تغريدة على تويتر عن قصف مدفعي وصاروخي ادّعى أن مصدره “النظام”على مدينة أريحا. كما غرّد الإعلامي فائز الدغيم، في التوقيت ذاته، عبر حسابه على تويتر عن تعرّض أريحا لقصف صاروخي من قبل “قوات النظام وروسيا”، وأرفق التغريدة بصورتين، إحداهما لمكان سقوط القذائف من مسافة بعيدة.
ميلاد فضل، وهو صحفي من أبناء المنطقة، تحدث في تغريدة له على تويتر بعد دقائق من الاستهداف عن ما وصفه استهداف “جيش الأسد بالقذائف مدينة أريحا”، وأرفق التغريدة بصورتين تظهر إحداهما دخاناً جراء الاستهداف في أريحا.
ونشر مرصد سوريا في الساعة 8:21 بتوقيت دمشق خبرًا عن وجود طائرة استطلاع تحلق باتجاه دائري فوق أريحا، تلا ذلك أخبار نقلها كل من تلفزيون سوريا، ووكالة ثقة، و تلفزيون أورينت، تحدثت عن قصف مدفعي استهدف مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي.
صورة لمنشور مرصد سوريا على تويتر عن تحليق طائرة استطلاع بشكل دائري فوق أريحا الساعة 8:21 بتوقيت دمشق -المصدر: مرصد سوريا على تويتر
ونقلت صفحة Syrian الموالية للحكومة السورية، عند الساعة 8:11 خبراً قالت فيه إن “وحدات من جيشنا تستهدف بالمدفعية الثقيلة وبشكل مكثف مواقع المسلحين في مدينة أريحا”، و أرفقت التغريدة بصورتين لمكان الاستهداف تتطابق مع ما نشره الإعلامي فائز الدغيم.
صورة لمنشور صفحة موالية للحكومة السوريّة يتحدّث عن مسؤوليّة الجيش العربي السوري لقصف أريحا -المصدر: منشور صفحة Syrian على تويتر
أول صور الضحايا كانت عبر صورة نقلها الصحفي ميلاد فضل، تظهر مقتل طفلين أمام محل تجاري في أريحا. تلا ذلك، وبعد نحو ساعة من الاستهداف، مقطع فيديو نشرته صفحة أخبار أريحا يظهر وجود جثة مرمية في المكان واحتراق دراجتين ناريتين، ودمار في المكان، ويسمع في الفيديو صوت أحد الأشخاص يطلب الاتصال بالإسعاف، فيما يسمع بعد ذلك صوت قذيفة أخرى.
كما يمكن أن تُسمع أصوات القذائف في فيديو نشرته قناة الجزيرة، والذي يُظهر مكان سقوطها أيضاً. صُوّر الفيديو من شرفة أحد المنازل القريبة، ويوضح وجود دخان أبيض بعد سقوط القذائف. عند الثانية 31 يظهر سوق أريحا المستهدف (سوق القصابين) والركام في المكان إضافة لانهيار الأسقف والشظايا على الدرابيات الحديدية.
صورة مقتطعة من فيديو نشرته قناة الجزيرة سوريا على الفيسبوك لحظة سقوط القذائف -المصدر: صفحة الجزيرة سوريا على فيسبوك
بعد نحو ساعتين من الاستهداف، تحدث الدفاع المدني السوري في خبر و فيديو على صفحته في فيسبوك، عن “مقتل 7 مدنيين بينهم أطفال وإصابة 20 آخرين بعضهم في حالة حرجة “كحصيلة أولية لقصف استهدف أحياء سكنية وسوقاً شعبياً في أريحا. وادّعى منشور الدفاع المدني أن المسؤول عن القصف هو “قوات النظام وروسيا”. أرفقت صفحة الدفاع المدني صورًا تظهر آثار القصف وجثة أحد الضحايا ومكان سقوط القذيفة على الشارع الرئيسي عند محل حلويات جطل (الذي تم تحديد موقعه لاحقاً في التق رير).
إبراهيم التريسي، وهو صحفي من أبناء مدينة أريحا، نقل في سلسلة من المنشورات المرفقة بصور وفيديوهات تفاصيل الحادثة، إذ تحدث التريسي في خبر نشره على صفحته في فيسبوك، بعد دقائق من الاستهداف، عن قصف مدفعي على أريحا خلال توجه الأطفال إلى المدارس، كذلك صورة لاحتراق المكان، ومنشور عن سقوط شهداء وجرحى في القصف على أريحا، و فيديو تحدث عن سقوط أكثر من قذيفة مدفعية وصاروخية على أريحا أثناء توجه الأطفال إلى مدارسهم، بالإضافة إلى لقطات للدمار في المكان ولقاء أجراه الصحفي في تقرير نشره تلفزيون العربي مع أحد العاملين في مستشفى المدينة الذي تحدث عن الأعداد الكبيرة للمصابين ونقل قسم منهم إلى مستشفيات أخرى، بعضهم بحالة حرجة. ويُظهر الفيديو صورة لحفرة أحدثتها إحدى القذائف.
صورة مقتطعة من تقرير مصوّر نشره تلفزيون العربي -المصدر: تلفزيون العربي على تويتر
كما نشرت شبكة بلدي الإعلامية مقطع فيديو يُظهر سقوط القذائف على أريحا من أكثر من زاوية. يتزامن صوت القذائف في الفيديو مع مكان سقوطها، ويتحدث مصوّر الفيديو عن سقوط عدة قذائف في المكان ذاته، وهو ما تؤكده اللقطات والدخان المنبعث.
نشرت صفحة Ariha TV على فيسبوك سلسلة من الأخبار والصور، أوضحت من خلالها الدمار الحاصل في السوق، ومكان سقوط القذائف من مكانين يظهر في أحدهما جامع التكية، وجثة أحد المصابين عليها آثار للدماء، ومكان الاستهداف بلقطة أكثر عمومية يظهر فيها مسجد الفتح، والسوق لحظة الاستهداف.
ونشر الإعلامي محمد قشاش مقطع فيديو يظهر فيه مكان الحفرة التي أحدثتها القذيفة في الإسفلت على الشارع الرئيسي للسوق.
!
لقطة من فيديو الإعلامي محمد قشاش توضّح حفرة ناجمة عن أحد القذائف -المصدر: الإعلامي محمد قشاش على فيسبوك
صورة من الأقمار الصناعية لمكان الحفرة الناجمة عن سقوط القذيفة في سوق القصابين -المصدر: Google Earth
نقل فيديو تلفزيون سوريا لقطات للمكان المستهدف والدمار الذي طاله، إضافة لشهادة عن سقوط قذيفتين متتاليتين على المكان الذي يشهد حركة سكانية في مثل ذلك التوقيت.
مشاهد من الهلع والخوف نقلها فيديو للدفاع المدني أظهر بكاء طفلة وطفل في المكان، وبين الفيديو الاستجابة الأولية في أكثر من مكان مستهدف، وانتشال الجثث والمصابين ونقلهم إلى المشافي، وهرب أطفال يحملون كتبهم من المكان.
كذلك نشر كل من محمد بلعاس، قاسيون، هادي العبد الله، بلدي نيوز، شبكة شام، أريحا نيوز، تلفزيون سوريا، حلب اليوم، المركز الإعلامي العام، المحرر، محمد رشيد، التلفزيون العربي، قناة الجزيرة، فيديوهات أظهرت دماراً واسعاً في المحلات التجارية، وشهادات لأشخاص تحدثوا عن توقيت القصف ومكانه وعدد القتلى بينهم تلاميذ، كذلك استهداف أريحا بأزيد من عشرة قذائف، سقطت في أماكن متفرقة، صور للقتلى في المكان، بعضهم وضع داخل أكياس من قبل عناصر الدفاع المدني قبل نقلهم، آثار للدماء في المكان، ولقطات لأبنية مهدمة ، هلع التلاميذ و الجثث المنتشرة في المكان، وإحصائية القتلى التي وصلت لـ 13 قتيلاً وأكثر من 35 مصاباً.
بتحليل الفيديوهات ومطابقة المعالم البارزة، والتأكد من أماكن سقوط القذائف، إضافة لتحليل ثلاثة فيديوهات مأخوذة من كاميرات مراقبة، يمكن التأكيد على تعرض مدينة أريحا لقصف مدفعي صبيحة الأربعاء 20 تشرين الأول/ أكتوبر، بثلاث قذائف، استطاع الأرشيف السوري تحديد أماكن سقوطها، أدت إلى مقتل 11 شخصاً تم التوثق من هويتهم، وثلاثة آخرين لم يستطع الأرشيف السوري التأكيد على مقتلهم، إضافة لإصابة ما يزيد عن 35 شخصاً آخرين.
تحديد الموقع الجغرافي
حدد الأرشيف السوري 3 مواقع تأثير من هجوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 على أريحا وقام بتحديد موقعها الجغرافي. تم ذلك من خلال تحليل المعالم البارزة في وثائق الفيديو المتاحة ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية، والتأكيد على مواقع القذائف من قبل فريقنا داخل سوريا، والفحص الدقيق للقطات الأمنية المتاحة المسجلة عبر كاميرات المراقبة.
موقع التأثير رقم 1 (السوق الشعبي عند محل بيع للدجاج)
نشرت صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك صورة لمكان سقوط إحدى القذائف في مدينة أريحا، حيث تظهر في الصورة مئذنة جامع متضرّرة ويظهر خلفها بناء مهدّماً وألسنة النار على بعد نحو مئة متر من المسجد.
صورة لمكان سقوط إحدى القذائف وتظهر مئذنة جامع متضرّر -المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري على فيسبوك
نشرت صفحة Ariha TV على فيسبوك صوراً لسقوط قذائف على أريحا وتظهر في إحدى الصور المئذنة ذاتها
استطاع فريق تحقيقات الأرشيف السوري تحديد الجامع ذي المئذنة المتضرّرة بـ جامع التكيّة في أريحا الذي كان قد تعرّض للقصف في آذار 2012، بحسب فيديو نشره الصحفي أحمد بربور على يوتيوب، حيث تطابقت المئذنة من حيث الشكل والدمار الذي حلّ بها والزخرفة المحيطة بالقسم العلوي منها.
صورة لمئذنة جامع التكيّة في أريحا -المصدر: فيديو الصحفي أحمد بربور نُشر عام 2012
تتطابق مئذنة جامع التكيّة الذي ظهر في صورة نشرها الدفاع المدني السوري مع لقطات ظهرت فيها المئذنة في فيديو نشره الصحفي أحمد بربور عام 2012
بحسب تحديد الموقع الجغرافي فموقع التأثير الأول هو في الإحداثيات 35.813361, 36.610586 والذي يقع في سوق شعبي يدعى سوق القصابين.
تحديد الموقع الجغرافي للصورة التي نشرها الدفاع المدني والتي تُظهر مئذنة جامع التكية وموقع سقوط إحدى القذائف -المصدر: صفحة الدفاع المدني السوري
زار باحثان من الأرشيف السوري موقع أحد المحال الذي سقطت بقربه القذيفة، وهو محل دجاج حيث ظهرت لحظة سقوط القذيفة على فيديوهين لكاميرا مراقبة، وقام الباحثان بالتأكد ومطابقة إحداثيات المحل ومكان سقوط القذيفة.
لقطة من فيديو كاميرا مراقبة يوضّح لحظة سقوط قذيفة بالقرب من محل تجاري آخر -المصدر: أبوعلي على التويتر
موقع التأثير رقم 2 (الطريق الرئيسي عند محل حلويات جطل)
نشرت صفحة المحرر لحظة بلحظة على الفيسبوك فيديو يظهر الشارع الرئيسي الذي سقطت به قذيفة على الأقل، إضافة للمحلّات التجاريّة، وظهرت لافتة أحد المحال تحمل اسم “حلويات جطل” يقع مكان سقوط إحدى القذائف.
لقطة مقتطعة من فيديو يبيّن لافتة حلويات جطل -المصدر: صفحة المحرر لحظة بلحظة
كما نشر الصحفي إبراهيم التريسي مقطع فيديو على صفحته على الفيسبوك عن مكان سقوط القذيفة في الشارع الرئيسي في مدينة أريحا، حيث ظهرت أيضاً لافتة محل “حلويات جطل” ذاتها.
- صورة مركّبة من ثلاثة صور مقتطعة من فيديو لسقوط إحدى القذائف في أريحا تظهر لافتة محل “حلويات جطل” - المصدر: الصحفي إبراهيم التريسي *
من تحليل الفيديوهين السابقين تمكن فريق الأرشيف السوري من تحديد موقع محل الحلويات “جطل” و مكان سقوط القذيفة
تحديد موقع سقوط قذيفة أخرى فوق بناء محل حلويات جطل - يُظهراللون البرتقالي مكان وزاوية التصوير لكل لقطة
موقع التأثير رقم 3: (الطريق الرئيسي عند أحد البقاليات)
استعان الأرشيف السوري بباحثيه في المنطقة الذين قاموا بزيارة أماكن التأثير وإرسال الإحداثيات ومطابقتها مع ما توصل له فريق التحقيقات، زار فريق التحقيق موقع التأثير رقم 3 وهو أمام بقالية تقع على الطريق الرئيسي في مدينة أريحا، سقطت قذيفة بالقرب منها، الأمر الذي وثقته كاميرا مراقبة في المحل، حيث أظهر الشريط الذي نشرته قناة العربية على الفيسبوك، سقوط إحدى القذائف في الساعة 8:04 من يو م 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
اعتمد الأرشيف السوري في تحديد موقع التأثير الثالث على الإحداثيات التي زوده بها باحثيه على الأرض وتعذر عليه تحديد الموقع الجغرافي من المصادر المفتوحة بسبب انعدام الدلائل.
لقطة من فيديو كاميرا مراقبة تظهر التوقيت على الكاميرا لحظة سقوط إحدى القذائف التي سقطت بالقرب من أحد المحال التجاريّة -المصدر: قناة العربيّة على الفيسبوك
من خلال تحديد الموقع الجغرافي للصور والفيديوهات السابقة، إضافة لما نقلته كاميرات المراقبة، وبمطابقة المعالم البارزة وبالاستعانة بفريق التحقيق على الأرض؛ حدد الأرشيف السوري مكان سقوط القذائف، وتحقق من سقوط قذيفتين على الأقل في الشارع الرئيسي (العام)، إضافة لقذيفة سقطت على أحد أفرع الشارع إلى الجهة الجنوبية في سوق يعرف بـ “سوق القصابين”:
صورة من الأقمار الصناعيّة لمكان سقوط 3 قذائف استطاع الأرشيف السوري التحقق منها -المصدر: Google Earth
تتوزع عدد من المدارس بالقرب من مكان سقوط القذائف وهي: مدرسة الثورة ومدرسة العروبة ومدرسة عبيدو للإناث ومدرسة بنات أريحا ومدرسة بدرية كورين ومدرسة عبد الغني الصيادي ومدرسة جيل الغد.
صورة من الأقمار الصناعية توضّح مواقع مدارس في محيط سقوط القذائف -المصدر: Google Earth
تحديد توقيت الاستهداف
لتقدير توقيت وقوع الاستهداف قام الأرشيف السوري بتحليل: أوقات رفع مواد نشرت على الإنترنت، تم الإشارة لها والتأكد منها في الفقرة السابقة، الظلال الظاهرة في مقاطع الفيديو التي تصور لحظة سقوط القذائف الصاروخية أو الدقائق التي تليها وبيانات المراصد المحلية، إضافة للتوقيت الظاهر في كاميرات المراقبة.
من تحليل فيديوهات كاميرات المراقبة التي سيتم الإشارة لها في الفقرة التالية استطاع الأرشيف السوري التأكد من سقوط 10 قذائف على الأقل خلال أقل من 10 دقائق ابتداء من الساعة 8:01:57 بتوقيت دمشق انتهاء بالقذيفة العاشرة عند 8:10:08.