logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

غارات جويّة على مشفى الكنانة و مشفى الفردوس

١٦ آذار ٢٠٢١

تحقيق يتناول القصف على مشفى الكنانة و مشفى الفردوس في دارة عزّة

اطبع المقال

ملخّص الحادثة

  • مكان الضربة: حلب: دارة عزّة
  • موقع التأثير: مشفى الكنانة و مشفى الفردوس
  • التاريخ: 17 فبراير 2020
  • التوقيت: نحو الساعة 12:00 ظهرًا
  • القتلى والمصابون: مصاب واحد في مشفى الفردوس
  • نوع الحادثة: غارتان جويّتان
  • الذخائر المستخدمة: غير متوفّر
  • المسؤول المحتمل: يُحتمل أن تكون القوات الجوية الروسية أو السورية مسؤولة عن الضربة

مقدّمة

يقع كل من مشفى الكنانة و مشفى الفردوس في دارة عزّة بريف حلب الغربي، وتقدّم المنشأتان خدمات طبية ضرورية لسكان المنطقة، فالكنانة والفردوس هما مشفيا الجراحة والأطفال الوحيدان في ريف حلب الغربي كاملًا. استُهدف المشفيان عدة مرّات كان آخرها في فبراير من العام الماضي، ما أدّى لخروجهما عن الخدمة وحرمان ريف حلب الغربي كاملًا من الخدمات الطبية.

المنهجيّة

أجرى الأرشيف السوريّ تحقيقًا حول الحادثة، اعتمادًا على خطوتين:

  1. حفظ، تحليل والتحقق من 35 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي يُدّعى أنها توثّق الحادثة؛

  2. تحليل صور الأقمار الصناعية التي تُظهر موقع التأثير عقب الحادثة، إضافة لبيانات رصد الطيران التي تتناول الطائرات المُحلّقة فوق البلدة في التوقيت المزعوم للضربة.

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الضربة، توقيتها، موقعها، الإصابات والأضرار الناجمة عنها.

عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الضربة، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.

للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا

حول مشفى الكنانة

لافتة مشفى الكنانة لقطة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة مباشر وتظهر لافتة مشفى الكنانة بعد الهجوم

يقع مشفى الكنانة في بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي. تم تأسيس المشفى بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول 2012 وقام على تأسيسه 6 أطباء مصريين و 59 متطوعًا من سكان المنطقة بدعم من نقابة أطباء مصر ولجنة الإغاثة الإنسانية. حيث بدأ المشفى بتقديم خدماته الطبية للمراجعين بمعدل 6 عمليات يومياً. في العام التالي لافتتاحه تمّت توسعة المشفى بإضافة قسم للإسعاف ومجموعة عيادات إضافية منها عيادة داخلية وعيادة عظمية وعيادة جراحة عامة. يحتوي المشفى على أقسام بمختلف المجالات ويقدم لمراجعيه خدمات طبية متعددة بالمجان. كان المشفى قبل خروجه عن الخدمة يقدّم خدمات طبية لنحو 50 ألف شخص، بمعدل 10 آلاف استشارة طبية شهريًا. أهم أقسام المشفى هي أقسام الجراحة العامة والأوعية والداخلية والعظمية والأطفال والأذنية والعصبية. يعتبر مشفى الكنانة أقدم المشافي الجراحية التي جاءت تلبيةً للحاجة المتزايدة للخدمات التي يوفرها، وحين افتتاحه كان يضمّ غرفتي عمليات وعيادات خارجية وصيدلية ومختبرًا بالإضافة لغرف الاستشفاء.

حول مشفى الفردوس

لافتة مشفى الفردوس صورة نشرتها صفحة سامز على فيسبوك وتظهر لافتة مشفى الفردوس بعد الهجوم

تأسس مشفى الفردوس للرعاية النسائية والتوليد المدعوم من قبل منظمة سوريا للإغاثة والتنمية عام 2015 في مدينة دار عزة مجاورًا لمشفى الكنانة، حيث كان يقدم خدماته لنحو 4500 مستفيد بما يُقَّدر بـ 7000 خدمة طبية متنوعة شهرياً حسب ما نشرته صفحة المنظمة الداعمة على منصة فيسبوك. يُوَّفر المشفى خدماته لسكان المنطقة والنازحين إليها بالإضافة لمراجعين من المناطق المجاورة بالمجان. يحتوي المشفى على قسم للأمراض النسائية وقسم لأمراض الأطفال وقسم استشفاء ومعالجة حالات سوء التغذية بالإضافة لقسم العناية المشددة ومختبر وصيدلية. ما يزيد من أهمية هذا المشفى بالإضافة لعمليات التوليد وحاضنات الأطفال والخدمات التي توفرها العيادات الخارجية هو قسم غسيل الكِلى الذي يوفر لمراجعيه نحو 550 جلسة غسيل شهرياً بالإضافة للأدوية والتحاليل ويتشارك في دعم هذا القسم جمعية إحياء التراث الإسلامي و لجنة زكاة الفردوس كما يظهر خلال جولة في مشفى الفردوس نشرتها منظمة الرعاية الطبية على يوتيوب إلا أن هذا الدعم لم يستمر سوى لعدّة أشهر، حيث عانى المشفى خلال سنوات عمله أيضاً من تحديات شُحّ الدعم. دُعم قسم غسيل الكلى فيما بعد من قبل منظمة سامز .

صورة تقديم الخدمات الطبية لطفل في مشفى الفردوس صورة نشرتها منظمة سوريا للإغاثة والتنمية على فيسبوك للخدمات الطبية المقدمة في مشفى الفردوس

هجمات سابقة على مشفى الكنانة

إن هجوم فبراير 2020 موضوع التحقيق ليس الأول من نوعه حيث تعرض مشفى الكنانة لعدَّة استهدافات سابقة كان أولها بتاريخ 18 ديسمبر 2014 حين تداولت صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي صوراً لانفجار سيارة مفخخة بالقرب من المشفى، كما أبلغت بعض الصفحات عن وقوع ضحايا وإصابات لم يتمكن الأرشيف السوري من التأكد من صحتها. إضافة إلى ذلك؛ نشرت قناة وكالة شهبا برس على يوتيوب مقطع فيديو يظهر بقايا سيارة مفخخة قرب المشفى.

صور نُشرت على فيسبوك وتظهر بقايا سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من مشفى الكنانة

في 26 فبراير 2016 تداولت صفحات على منصات التواصل الإجتماعي صوراً وفيديوهات تظهر استهداف مشفى الكنانة بغارة جوية سببت دماراً هائلاً في البنى التحتية للمشفى واندلاع نيران أدت لإحتراق إحدى سيارات الإسعاف بالكامل. وأبلغتصفحة المشفى على منصة فيسبوك أن غارة من قبل الطيران الروسي استهدفت المشفى بقنبلة فراغية تسببت بخروجه عن الخدمة ما أكده شهود عيان.

 منشور على صفحة مشفى الكنانة على فيسبوك حول استهدافه من الطيران الروسي

هجمات سابقة على مشفى الفردوس

في حين أن الاستهداف الذي يتناوله هذا التقرير في فبراير 2020 كان الاستهداف الأول والمباشر على المشفى وأدى لخروجه عن الخدمة؛ إلا أن مشفى الفردوس كان قد تعرّض سابقاً لحصار لم يتمكّن الأرشيف السوري من التحقق من مدته الزمنية حيث تداولت صفحات على منصتي فيسبوك وتويتر بتاريخ 01 يناير 2019 أن المشفى قد حوصر في عملية اقتتال بين حركة نور الدين الزنكي التابعة للجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام بعد سيطرة الأخيرة عليه. ونشرت هذه الصفحات نداءات استغاثة ومناشدة لإخلاء الأطفال حديثي الولادة وبقية المرضى العالقين في المشفى المحاصر جرَّاء هذا النزاع.

تغريدة ومنشور حول حصار مشفى الفردوس بسبب الاقتتال

ماذا حدث (ومتى)؟

الدمار في مشفى الكنانة صورة نشرتها صفحة مشفى الكنانة في دارة عزّة على فيسبوك للدمار الحاصل بمدخل المشفى عقب الغارة الجوية مباشرة.

ما بين الساعة 11:50 - 12:00 من ظهيرة الاثنين 17 فبراير 2020، استهدف الطيران الحربي مشفى الفردوس، وبعدها بعشرة دقائق استهدف مشفى الكنانة بغارتين جويّتين من أصل ثماني غارات استهدفت بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي، وفقًا لمصادر عبر الإنترنت. أسفر الهجوم عن أضرار بالغة بالمنشأتين، ما أخرجهما عن الخدمة، وجعل ريف حلب الغربي خاليًا من المرافق الطبية.

الدخان الناجم عن قصف كل من مشفى الكنانة و مشفى الفردوس صورة نشرها أنس المعرّاوي تظهر الدخان الناجم عن الهجوم على كل من مشفى الكنانة و مشفى الفردوس.

بدأت أولى التغريدات عن الضربة بالانتشار حوالي الساعة 12:13، من قبل أحمد رحّال و أنس المعرّاوي و المركز الإعلامي العام و قناة الجسر و تلفزيون سورياحيث أُبلغ عن خروج كل من مشفى الكنانة و مشفى الفردوس عن الخدمة جراء استهدافها من قبل الطيران الحربي الروسي. بعد ذلك بوقت قصير، نشر أنس المعرّاوي مقطع فيديو التُقط داخل مشفى الكنانة ويصوّر اللحظات التالية للهجوم مباشرةً.

كما نشرت قناة فريق الدفاع المدني السوري على يوتيوب مقطع فيديو يظهر وصول أوائل المستجيبين إلى موقع التأثير وعمليات البحث عن عالقين تحت الأنقاض.

تحديد الظلال الظاهرة في مقطع فيديو الدفاع المدني إن الظلال الظاهرة في مقطع الفيديو المنشور من قبل الدفاع المدني السوري تتطابق مع موقع الشمس في حدود الساعة 12:00 من ظهيرة 17 فبراير 2020 في دارة عزة؛ كما تم تحديده باستخدام أداة SunCalc. وهو ما يعزّز توقيت الحادثة المُبلغ عنه من قبل الصحفيين والذي تم تعزيزه في التقارير التي تناولت الحادثة.

إضافة إلى ذلك، في وقت لاحق من ذلك اليوم نشرت كل من قناة أورينت وتلفزيون سوريا، وقناة الجزيرة مباشر وشبكة شام الإخبارية والتلفزيون العربي وصفحة الإعلامي تيم اليوسف على فيسبوك مقاطع فيديو تؤكّد وقوع غارتين جويّتين على المشفيين، وتوثّق الدمار اللاحق فيهما.

كما أكّدت كل من صفحة مديرية صحة حلب الحرة والجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز على فيسبوك خروج المشفيين عن الخدمة جراء استهدافها من قبل طائرات حربية روسية.

لاحقًا، نشرت كل من قناة الدفاع المدني السوري على يوتيوب وصفحة حسين خطّاب ومنظمة الأطباء المستقلين Independent Doctors Association على فيسبوك صورًا ومقاطع فيديو توثق لحظات وقوع الغارات الجوية على موقع المشفيين.

الدخان الناجم عن قصف كل من مشفى الكنانة و مشفى الفردوس لقطة من مقطع فيديو الدفاع المدني السوري تظهر دخانًا ناجمًا عن قصف مشفى الكنانة ومشفى الفردوس

تحديد الموقع الجغرافي لصور تظهر القصف على مشفى الكنانة و مشفى الفردوس تحديد الموقع الجغرافي للقطة من مقطع فيديو الدفاع المدني السوري ولصورة منشورة على حساب أنس المعرّاوي واللتان تظهران دخانًا ناجمًا عن قصف مشفى الكنانة ومشفى الفردوس

إضافة إلى ذلك؛ نشر كلّ من الإعلاميّ جميل الحسن والإعلامية يقين بيدو على فيسبوك مقاطع فيديو صوّرا فيها الدمار اللاحق بالمشفيين، وتحدّثا عن حركة نزوح في صفوف المدنيين من سكّان دارة عزّة جراء الحملة العسكرية المستمرة على المنطقة. وهو ما أكدته الإعلامية فاطمة حاج موسى في مقطع فيديو نشرته على صفحتها على فيسبوك، حيث ذكرت أن موجة نزوح بدأت بين حوالي 12500 عائلة من أهل البلدة.

الدمار في مدخل مشفى الكنانة لقطة من مقطع فيديو نشرته الإعلامية يقين بيدو على فيسبوك تظهر الدمار في مدخل مشفى الكنانة

تم تعزيز توقيت وقوع الضربتين في العديد من التقارير التي تناولت استهداف المشفيين، ومن بينها التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية حول الهجمات غير القانونية والنزوح الجماعي شمال غرب سوريا، وفيه أُشير إلى أن الغارة الأولى وقعت على مشفى الفردوس متسبّبة بإصابة أحد العاملين فيه، لتُنفّذ الغارة الثانية بعد ذلك بـ 10 دقائق على مشفى الكنانة، والذي يبعد حوالي 300 متر عن الفردوس، متسبّبة بأضرار مادية.

وذكر طبيب وموظف إداري بمستشفى الفردوس في شهادة وردت في تقرير منظمة العفو الدولية حول الهجوم أن المشفى كان يتضمّن نحو 40 عاملًا و20 مريضًا عند حدوث الضربة الجويّة الأولى، وأضاف: “في حوالي الساعة 11:50 ص سمعنا انفجارًا، وأدى الضغط الناجم عنه إلى تحطيم الأبواب والنوافذ وملء الغرف بالكثير من الغبار. وعلى الفور أدركنا أن المستشفى هو الهدف. أما ما ترتّب عن الضربة فكان مريعًا.”

كما تضمّن تقرير منظمة العفو شهادة أحد الإداريين العاملين بمشفى الكنانة، والذي قال: “في نحو الساعة 12 ظهرًا صدمنا لسماع صوت انفجار، فخرجت من مكتبي ورأيتُ دخانًا. وقيل لنا إن مستشفى الفردوس قد استهدف. شعرت بالفزع، ونزلنا جميعًا إلى ما يشبه القبو الذي يقع 70% منه تحت الأرض. وبعد حوالي 10 دقائق، تعرض مشفانا نفسه للضرب. سمعنا انفجارًا، وارتجّت الجدران وامتلأت الغرفة بالغبار…” وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن إصابات.

الأضرار التي لحقت بكل من مشفى الفردوس و مشفى الكنانة

الدمار في مدخل مشفى الكنانة صورة نشرتها صفحة زيتون ميديا على فيسبوك تظهر الدمار في مدخل مشفى الكنانة

وثّقت العديد من المصادر الدمار اللاحق بكل من مشفى الفردوس و مشفى الكنانة، فإضافة إلى مقاطع الفيديو المذكورة أعلاه، نشر كل من عنب بلدي والمحرر ميديا وصفحات بوابة حلب والمركز الإعلامي العام وزيتون ميديا ومديرية صحّة حلب الحرة على فيسبوك صورًا تظهر الدمار الذي تسبّبت به الغارتان الجويّتان في كلتا المنشأتين.

وتظهر الصور المتاحة عبر الإنترنت ركامًا في مدخل مشفى الكنانة وقطعًا إسمنتية منهارة إضافة إلى قطع معدنية تبدو كأجزاء من سور المشفى، وحطام معدّات طبية ونقّالات مرضى وأسطوانات أكسجين. كما تغطّي الأنقاض بعض أجزاء المشفى الداخلية التي تراوحت الأضرار فيها ما بين دمار كليّ ودمار جزئي. حيث يمكن رؤية دمار جدران بعض غرفه وحطام أسرّة المرضى وأبواب الغرف والأرضية مغطّاة بالأنقاض، مع تلف الأدوية وتحطّم المعدات، ما أخرج المنشأة عن الخدمة كليًا.

صور للدمار الداخلي والخارجي في مشفى الكنانة من مواد نشرها كل من عنب بلدي والجزيرة مباشر وشبكة شام الإخبارية والمركز الإعلامي العام و قناة أورينت

أما في مشفى الفردوس، فقد تسبّب القصف في دمار عدّة أقسام، من بينها غرفة العمليات، كما خرج قسم غسيل الكلى المدعوم من سامز عن الخدمة. وظهر في مقطع فيديو نشرته منظمة سوريا للإغاثة والتنمية الداعمة للمشفى لقطات أظهرت دمارًا في بعض أقسامه وتضرر معدات طبية فيه.

صور نشرتها صفحة الجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز للدمار الحاصل في قسم غسيل الكلى في مشفى الفردوس

تحليل بيانات الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية كإفادات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الضربة، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة 12:00، بمحيط دارة عزّة وتحليلها بدقة.

أظهرت بيانات رصد الطيران طائرات من نوع سوخوي 24، والتي يتكرّر استخدامها من قبل الحكومة السورية والقوات الروسية، تًقلع نحو الشمال الغربي من T4 غرب في حمص (212 كم جنوب شرق دارة عزة) في الساعة 11:21. كما رُصدت طائرات هجوم أرضي خفيفة تابعة للحكومة السورية تُقلع غربًا من قاعدة كويرس العسكرية (66 كم شرق دارة عزة) نحو الساعة 11:36. بعد ذلك بوقتٍ قصير؛ في الساعة 11:34 و 11:41 و 12:04 رُصدت طائرات سوخوي 24 تحوم بشكل دائريّ فوق دارة عزّة، كما رُصدت طائرة ياك طائرات هجوم أرضي خفيفة تابعة للحكومة السورية تحوم دائريًا فوق البلدة في الساعة 11:44، وبالنظر إلى أن تحقيقات سابقة كانت قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما يُشير عادةً إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك؛ فإن تحليق طائرات سوخوي 24 وطائرات هجوم أرضي خفيفة تابعة للحكومة السورية فوق دارة عزّة يعزّز الوقت المقدر للحادثة نحو الساعة 11:55 للغارة الأولى و12:05 للغارة الثانية، كما يشير إلى أن القوات الجوية السورية أو الروسية قد تكون المسؤولة عن الحادثة .

رغم أن بيانات رصد الطيران تتطابق مع ادّعاء الصحفيين، الشهود ومنشوات وسائل التواصل الاجتماعي حول تنفيذ الضربة من قبل طيران روسيّ، إلا أنه لا يتوافر دليل مباشر يؤكّد ضلوع إحدى الطائرات المرصودة مباشرة في الهجوم على دارة عزّة. على الرغم من ذلك، فإن تواجد الطائرات المرصودة في حدود التوقيت المُبلغ عنه للضربة يزيد من احتمالية وقوع غارة جوية على كل من مشفى الفردوس ومشفى الكنانة في الأوقات المحدّدة والمعزّزة بإفادات الشهود والمصادر المفتوحة. وبالنظر إلى أن الطائرات المرصودة فوق دارة عزة في توقيت الضربة مستخدمة من القوات الجوية الروسية والسورية على حدٍّ سواء؛ فمن المرجّح أن تكون القوات الجوية الروسية أو السورية هي المسؤولة عن غارات 17 فبراير 2020.

خاتمة

من خلال المعلومات المذكورة أعلاه؛ استطاع الأرشيف السوري التأكيد على أن هجومًا جويًا استهدف كلًا من مشفى الفردوس و مشفى الكنانة في حدود الساعة 12:00 من ظهيرة الاثنين 17 فبراير 2020، دمّرت الضربتان الجويّتان أجزاءً واسعة من المشفيين وأخرجتهما عن الخدمة، لتحرم ريف حلب الغربي من آخر منشأتين طبّيتين تقدمان الخدمات الضرورية لساكنيه. بالنظر إلى محدودية التحقيقات فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الضربة بشكل قاطع؛ رغم أن بيانات رصد الطيران وإفادات الشهود تشير إلى القوات الجوية السورية أو الروسية كمسؤول محتمل عن هذه الحادثة.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية