logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

المرافق الصحية تحت النار: مشفى كيوان الخيري

١ حزيران ٢٠٢٠

تحقيق يتناول دمار مشفى جنوب غرب إدلب

اطبع المقال

حول الحادثة

  • مكان الهجوم: إدلب: : كنصفرة
  • موقع التأثير: مشفى كيوان، المدعوم من قبل الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (SEMA)، والذي يقدّم خدماته لما يقارب 175.000 شخص من المناطق المحيطة، حيثُ يعالج المشفى ما يزيد عن 900 مريضًا شهريًا.
  • التاريخ: 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019
  • التوقيت: بين الساعة 21:00 و 21:30 وفقًا للمقابلات التي أجراها فريق تحقيقات الأرشيف السوري مع طاقم المشفى، والتي يعزّزها ما نشر من وسائط مفتوحة المصدر على الإنترنت، وبيانات رصد الطيران.
  • الضحايا أو الجرحى: لا يوجد.
  • نوع الهجوم: غارة جويّة
  • الذخائر المحدّدة: غير معروف.
  • المسؤول المحتمل: أشارت كلّ من بيانات رصد الطيران، إفادات الشهود والمعلومات مفتوحة المصدر إلى مسؤولية القوات الجوية الروسية عن الهجوم.

مقدمة

ما بين الساعة 21:00 إلى 21:30 من مساء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019؛ استُهدف مشفى كيوان الخيري في بلدة كنصفرة، في ريف إدلب الجنوبيّ، بغارتين جويّتين أخرجتاه عن الخدمة. يتلقّى المشفى الدعم من الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA، وقد أسفر الهجوم عن أضرار واسعة لحقت بغرفه ومعدّاته في أقسام النسائية والأطفال والجراحة. لم يُبلغ عن وقوع ضحايا أو جرحى في الهجوم نتيجة إخلاء الطاقم الطبي للمشفى قبل نصف ساعة من الغارات الجوية. يتناول التحقيق أدناه مشفى كيوان، نشاطه جنوب محافظة إدلب، استهدافه والأضرار التي لحقت به نتيجة الهجوم.

المنهجية

أجرى الأرشيف السوريّ تحقيقًا حول الحادثة، اعتمادًا على ثلاث خطوات:

(1) جمع إفادات شهود عيان أو أشخاص شهدوا اللحظات التالية للغارة الجوية مباشرةً وذلك من قبل فريق تحقيقات محلّي؛ (2) حفظ، تحليل والتحقق من 38 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي يُدّعى أنها توثّق الحادثة؛ (3) وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه.

عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.

للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا

حول المستشفى

image1 صورة نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان لمشفى كيوان عام 2015.

مشفى كيوان الخيري هو منشأة طبية مجانية تعالج المرضى جنوب غرب محافظة إدلب. يضم المشفى أقسامًا للنساء والأطفال، وله تاريخ في تقديم العلاج لسكان المناطق المحيطة دون مقابل. وفقًا لمديره الطبي، د. زهير قراط، يضم المشفى حاضنات، جناح استقبال مرضى، عيادات، قسم تغذية، غرفة عمليات قيصيرية، قسم إسعاف، مختبر، صيدلية وقسم أشعة. وذكر القراط أن المشفى يقدم يوميّا معاينات لما يقارب مئة طفل، ثلاث عمليات قيصرية (إلى جانب الولادات الطبيعية)، بالإضافة إلى استقبال أربعة رضّع في قسم الحاضنات وسبعة رضّع في جناح الأطفال.

الموقع

image10 صورة مأخوذة من جوجل إيرث تظهر بلدة كنصفرة والقرى المجاورة لها.

يعمل مشفى كيوان في بلدة كنصفرة, الواقعة جنوب غربي محافظة إدلب، على بعد قرابة 33 كم جنوب غرب مدينة إدلب و17 كم غرب معرة النعمان. تتوسط المنشأة الطبية القرية، وتبعد 7 كم عن ثاني أقرب مشفى في كفرنبل.

حدد فريق التحقيقات الموقع الجغرافي للوسائط المدنية التي تُظهر المشفى وذلك من خلال مطابقة هذه المواد مع كل من الوسائط الملتقطة من قبل الفريق على الأرض وصور الأقمار الصناعية للموقع.

image11 إن تحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات ولمقطع آخر نشرته مديرية صحة إدلب للمشفى بعد الهجوم يطابق صور الأقمار الصناعية المأخوذة من جوجل إيرث.

المستفيدون من المشفى

وفقًا لما ذُكر في موقعه الإلكتروني؛ كان المشفى يقدم خدماته لما يقارب 175,000 من سكان المناطق المحيطة، حيث يعالج قرابة 6500 مريضًا شهريًا، وذلك من مناطق جبل الزاوية، أجزاء من جبل الأربعين، أجزاء من معرة النعمان وريف خان شيخون، بالإضافة لمدينة خان شيخون.

استمرّت المنشأة في تقديم الرعاية الصحية للمرضى مجانًا منذ عام 2011 حتى تاريخ استهدافها، باستثناء عام 2018، حيث تسبّب توقّف الدعم المادي عن المشفى في فرض رسوم رمزية لعدّة أشهر، تمكّن مشفى كيوان بعدها من العودة لتقديم خدمات طبية مجانية مجددًا بدعم من SEMA في العام ذاته.

تأسيس المشفى ونشاطه

أُسّس مشفى كيوان الخيري عام 2000 من قبل رجل الأعمال السوري عدنان كيوان، والذي كان مقيمًا في أوكرانيا آنذاك. درس كيوان الهندسة في الاتحاد السوفييتي، وعمل كمعيد أثناء التحضير لرسالة الدكتوراة. فيما بعد؛ غدا كيوان أحد أهم رجال الأعمال في أوكرانيا، حيث يقيم، في مجالات الأخشاب، الحديد والصلب.

وكيوان ابن مدينة “طفس” في محافظة درعا، له العديد من الأعمال الخيرية في سوريا، منها المشفى الذي أطلق القائمون عليه اسم مؤسسه “عدنان كيوان” في بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي. أُسّس المشفى بالتعاون بين عدنان كيوان وصديقه عبد الباسط هشوم ابن بلدة كنصفرة، والذي يعيش حالياً في السويد.

موّل كيوان المشفى وزوّده بالمعدات اللازمة عند تأسيسه، واستمرّ دعمه اللوجستي له أثناء عمله كمشفى خيريّ يتقاضى من المرضى مبالغ رمزية لتغطية التكاليف حتى عام 2011، حيث توقّف دعم عدنان كيوان للمشفى والذي تحوّل إلى مشفى مجّاني بدعم من أطباء ومنظمات إنسانية. في مقابلة معه، اّكّد د.منذر خليل، مدير دائرة الصحة في إدلب، أن مشفى كيوان كان خيريًا أكثر منه خاصّا منذ تأسيسه، وأنه كان يُعرف باسم “مشفى الفقراء”.

كان لمشفى كيوان دور بارز في تقديم الرعاية الصحية لما يقارب 300,000 شخص في جنوب إدلب في عامي 2011 و2012. فرغم توقّف دعم كيوان للمشفى، والذي كان إداريًا بمعظمه، إلا أن المشفى أصبح مجّانيًا بتمويل من منظمّات إنسانية. أطلق الناس اسم “مشفى الثورة” على المنشأة، وذلك لاستمرار عملها خلال النزاع السوري، وبشكل خاص عقب مجزرة المسطومة في إدلب في 20 مايو 2011. وأصبح المشفى رمزًا للأمل لدى السكّان لصموده خلال الحرب.

image12 لقطة شاشة يظهر فيها مشفى كيوان مدرجًا ضمن دليل المشافي الخاصة عام 2008، والمنشور من قبل موقع سوري حكومي .

أُدرج مشفى كيوان، المؤسَّس عام 2000، كمشفى خاص ضمن دليل حكوميّ منشور عبر الإنترنت عام 2008. وهو ما يشير ويعزّز معرفة الحكومة السورية المسبقة بموقع المشفى عند الهجوم. علاوة على ذلك، صنّفت الحكومة السورية المشفى وطاقمه “كمطلوبين”، وكان ذلك اعتمادًا على قرار ينصّ على” مشفى عدنان كيوان الخيري معرة النعمان قرية كنصفرة تخبئة السلاح في المشفى وبدعم كامل من الطاقم الطبي قرار مدير الإدارة على كتاب فرع الشمالية رقم /6846/ تا 27/5/2011 المحال إلينا ع/ط ديوان الإدارة بالإحالة رقم 2053/1 تاريخ 18/6/2011”. من المحتمل أن يكون القرار قد اتُّخذ لتسويغ الهجمات على المنشأة، وهو ما يزيد احتمال مسؤولية القوات الحكومية الروسية أو السورية عن الهجوم. تعرض مشفى كيوان الخيري للعديد من الهجمات المباشرة من قبل طائرات يُدّعى أنها تعود للدولة التي رحّبت بعدنان كيوان في شبابه.

image14 لقطة شاشة من مدونة بابا عمرو حيث ورد ذكر القرار ضد مشفى كيوان وطاقمه.

هجمات سابقة على المنشأة

استُهدف مشفى كيوان عدة مرّات، رغم كونه محميًا بوصفه منشأة طبية. كانت أولى الهجمات بتاريخ 18 سبتمبر 2012. تظهر مقاطع الفيديو نوافذ مهشّمة، أسرّة مشفى محطّمة وأضرارًا أخرى داخل المنشأة. تلاه هجوم في مطلع 2013، وفقًا لتقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، والذي أشار إلى اقتحام المشفى من قبل قوات النظام وقتل بعض أفراد الكادر الطبي. استُهدف المشفى مجددًا في الأول من سبتمبر 2013، وذلك بعد افتتاح جناح النساء والأطفال في المشفى بوقت قصير. تجدد الهجوم على المشفى في 15 سبتمبر 2015 وفقًا للمركز الإعلامي العام الذي أبلغ عن أضرار لحقت بالمنشأة نتيجة قصفه بالصواريخ. لاحقًا؛ في 23 مايو 2019؛ أبلغ كلّ من الشبكة السورية لحقوق الإنسان ، ووحدة تنسيق الدعم؛ عن هجوم جديد ألحق الضرر بالمشفى، والذي تلاه الاستهداف الأخير في 24 نوفمبر 2019.

ما الذي حصل (ومتى)؟

image21 صورة التُقطت للمشفى عقب الهجوم من قبل فريق الأرشيف السوري.

ما بين الساعة 21:00 إلى 21:30؛ من مساء يوم الأحد 24 نوفمبر 2019؛ استُهدف مشفى كيوان الخيري مباشرة بغارة جويّة ألحقت أضرارًا واسعة ببنية المنشأة، معدّاتها وأدويتها، ما أخرجها عن الخدمة. لم يسفر الهجوم عن ضحايا بسبب تحذيرات من هجوم محتمل أتاحت لطاقم المشفى إخلاءه قبل الغارة الجوية.

أكّد د.زهير القراط، المدير الطبي للمشفى في مقابلة مع فريق تحقيقات الأرشيف السوري أن المشفى خرج عن الخدمة نتيجة استهدافه مباشرة في الساعة 21:20 من مساء يوم 24 نوفمبر. وأشار القراط أن المشفى كان في الخدمة في ذلك اليوم، لكن القراط كان قد أصدر أوامر بإخلاء نصف عدد الكادر والمرضى نتيجة لاستهداف القرية ما بين الساعة 16:15 وحتى 17:00 بعد ظهر ذلك اليوم وتحذيرات المراصد من هجمات محتملة تالية. وفي الساعة 20:45 مساءً، وفقًا للقراط، ومع وجود طائرة كان من المحتمل أن تستهدف المنشأة عقب الهجوم على قرية كفر عويد المجاورة؛ أُخلي المشفى تمامًا قبل الغارة الجوية التي شُنّت في الساعة 21:20.

صور أقمار صناعية قبل الهجوم وبعده من ديجيتال غلوب تؤكّد تاريخ الهجوم إضافة لحجم الدمار الناجم. يمكن رؤية الكتلة الشمالية من المنشأة في الصور المأخوذة قبل الهجوم، فيما تبدو نفس الكتلة مدمّرة في صور الأقمار الصناعية المأخوذة عقب الهجوم، وهو ما يؤكّد الدمار الواسع اللاحق بالمشفى حيث تظهر الكتلة الشمالية مدمّرة ومنهارة في صور منشورة عبر الإنترنت وأخرى التقطها فريق التحقيقات.

بشكل يعزّز ما ذكره القرّاط حول توقيت الغارة الجوية؛ في حوالي الساعة 21:50 مساءً نشر كل من تلفزيون سوريا، شبكة أثر، مركز حلب الإعلامي، والناشط الإعلامي عبيدة دندوش بلاغات حول هجوم، ادعى بعضهم أنه من قبل “طائرات حربية روسية”، على مشفى كيوان الخيري. كما نشر الدفاع المدني السوري مقابلة مصوّرة مع أحد أعضاء فريقه المحليين والذي أكّد تنفيذ الغارة الجوية في الساعة 21:20 من مساء 24 نوفمبر، وأشار إلى أن توقيت الهجوم يتوافق مع رصد فريق الدفاع المدني طائرة روسية فوق القرية في الساعة 21:15. إضافة إلى ذلك، تحدّث عضو الدفاع المدني خلال المقابلة عن عملية إخلاء المرضى والكوادر، إضافة إلى الدمار الواسع اللاحق بالمنشأة بسبب الهجوم.

في مقابلة أخرى أجراها فريق التحقيقات؛ أكّد الصيدلاني رائد الخطيب، والذي يعمل في صيدلية خاصة قرب المشفى، استهداف المنشأة ما بين الساعة 21:00 و 21:30 من مساء يوم 24 نوفمبر، من قبل طيران ادّعى اّنّه روسيّ، مما تسبب في خروج المنشأة عن الخدمة. كما أكّد الخطيب عملية إخلاء المشفى قبل نصف ساعة من الحادثة؛ ذاكرًا الهجوم السابق على كفر عويد وما تلاه من تحذيرات من قبل مراصد الطيران.

image16 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات للمشفى من الداخل بعد الهجوم.

كما أكّد أبو أيمن، أحد كوادر المشفى، خلال مقابلة مع فريق التحقيقات وقوع الغارة الجوية بين الساعة 21:00 وحتى 21:30 يوم 24 نوفمبر، وادّعى أن طائرة روسية استهدفت المشفى مباشرة. وقال أبو أيمن بأن المشفى كانت مدمّرة وتحترق عند وصوله إليها بعد دقائق من الهجوم. كما ذكر أن المعدّات الأكثر أهمية في أقسام الأشعة، التخدير، الولادة والمخبر قد تحطّمت.

وبدا الدمار اللاحق بالمنشأة واضحًا في صور التقطها فريق التحقيقات على الأرض (الواردة لاحقًا في التقرير) إلى جانب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجوم مباشرة. كما أظهرت صور نشرتها وكالة الحدث أضرارًا واسعة داخل بناء المشفى نتيجة للهجوم.

صورة متحركة من مقطع فيديو نشره أبو حمزة الجنوبي للمشفى بعد الهجوم مباشرة.

بمزيد من التأكيد لما ذكره أبو أيمن حول حجم الدمار الذي تعرّضت له المنشأة؛ أظهرت مقاطع فيديو وصور كتلك المنشورة من قبل الناشط أبو حمزة الجنوبي الدمار الداخلي والخارجي في مشفى كيوان. كما أكّد تقرير نشره فريق الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب بعد 5 ساعات من الهجوم الأضرار اللاحقة بالمشفى، والذي ادّعى الفريق استهدافه من قبل القوات الجوية الروسية، وخروجه عن الخدمة.

image2 صورة نشرها الدفع المدني السوري في إدلب على فيسبوك تظهر احتراق صيدلية المشفى.

إلى جانب ما نشرته منظمات حقوق الإنسان ومصادر إخبارية محلية، نشرت صفحة مشفى كيوان على فيسبوك مقاطع فيديو و صورًا التُقطت بعد الهجوم بوقت قصير، وتظهر الدمار الواسع في المشفى ومعدّاتها، بما في ذلك نشوب نيران في أقسام مختلفة من المنشأة.

image26 لقطة تظهر دمار المنشأة مُلتقطة من أعلى المشفى، من تقرير مصوّر نشرته عنب بلدي حول الهجوم.

بعد أيام من الحادثة، نُشرت تقارير مصوّرة تناولت الغارة الجوية بمزيد من التفاصيل. حيث نشرت مديرية الصحة في إدلب، إلى جانب بيانها، مقطع فيديو يظهر ما ألحقه الهجوم من دمار بالمشفى، إضافة إلى مقابلة مع مدير المشفى، علي هشّوم. خلال المقابلة، ذكر هشّوم أن طائرة روسيّة نفّذت الهجوم الذي تسبّب في خروج المنشأة عن الخدمة. كما أكدت مقاطع فيديو نشرها كل من وكالة الأناضول، عنب بلدي، تلفزيون سوريا، SEMA, والعربي تاريخ الهجوم وتوقيته، إضافة إلى الدمار الواسع الذي أسفر عنه.

تحليل الدمار

image25 صورة داخل مختبر المشفى بعد الهجوم مُلتقطة من قبل فريق التحقيقات.

حدّد الأرشيف السوري الدمار اللاحق بمشفى كيوان وحلّله باستخدام الوسائط مفتوحة المصدر إضافة للمقابلات، مقاطع الفيديو والصور المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات على الأرض. إن الوسائط المتلقطة من قبل الفريق، إلى جانب المواد مفتوحة المصدر المنشورة عبر الإنترنت، تؤكّد وتعزز الإفادات التي ذكرت استهداف المنشأة مباشرةً وخروجها عن الخدمة.

الأضرار الخارجية

صورة متحرّكة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات للبناء الخارجي للمنشأة

تظهر مقاطع الفيديو والصور الملتقطة من قبل فريق التحقيقات دمارًا واسعًا لحق بالمشفى مع انهيار شبه كامل لهيكله. ورغم أن جزءًا من مبنى المشفى الرئيسي لايزال قائمًا؛ إلا أن الكتلة الشمالية منه، والتي تضمّ مستودع الأدوية وغرف المعاينة، تحطّمت كليًا مع انهيار سقفها ودمار غرفها.

image40 صورة التقطها فريق التحقيقات للكتلة الشمالية من المشفى بعد انهيارها ودمارها.

image15 صورة التقطها فريق التحقيقات لمدخل الإسعاف/الطوارئ بعد الهجوم.

بعد الهجوم مباشرةبعد أيام من الهجوم
image9 image6

نُشرت الصورة اليمنى من قبل فريق الدفاع المدني لصيدلية المشفى بعد الهجوم مباشرة. الصورة اليُسرى مأخوذة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات للصيدلية بعد عدة أيام من الهجوم.

كما تعرّض مبنى إضافي إلى يمين بناء المشفى الرئيسي، وهو مدخل الإسعاف، لأضرار جسيمة تسببت في تحطم نوافذه ودمار جدران غرفه. وأسفر الهجوم عن احتراق كامل الصيدلية ودمار أحد جدرانها. تتطابق الأضرار الخارجية الواسعة اللاحقة بالمشفى مع دماره الداخلي، مما أخرجه عن الخدمة.

الأضرار الداخلية

image17 صورة التقطها فريق التحقيقات لمدخل المشفى

عند دخول المشفى؛ تُظهر قطع إسمنتية ضخمة منهارة من هيكل المشفى على الأرضية حجمَ الدمار داخل المنشأة. في حين تغطّي غرف الاستقبال والانتظار في الطابق الأول شظايا إسمنتية وخشبية من جدران المشفى، سقفها وأثاثها.

image41 image37 image38 image39 صور التقطها فريق التحقيقات لغرف الاستقبال، الانتظار، وغرف المرضى في الطابق الأول.

image19 image5 image35 image36 قبو المشفى كما يظهر في صور التقطها فريق التحقيقات

image13 image22 صور مُلتقطة من قبل فريق التحقيقات تظهر مختبر المشفى في القبو.

كما لحقت أضرار إضافية بغرفة الطوارئ في قبو المشفى، حيث الأرضية مغطّاة ببقايا من السقف، مروحة سقفية ومعدّات طبية. علاوة على ذلك؛ ألحق الهجوم دمارًا في مختبر المشفى في القبو المغمور بالركام مع تحطّم معدّات طبية ضرورية. كما أعاقت الأنقاض المنهارة من سقف المنشأة الوصول للطابق الثاني، والذي تكدّست في ممراته شظايا النوافذ المهشّمة، المعدات الطبية والأدوية المحترقة.

صورة متحرّكة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات لسقف المشفى المنهار.

image18 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر غرفة تخزين الأدوية في الطابق الثاني من المشفى.

image20 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر عيادة طبيب.

image27 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر مخزن الأدوية النسائية .

image7 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر دورة مياه النساء في الطابق الثاني.

وأسفر الهجوم عن أضرار لحقت بغرف إضافية في الطابق الثاني، حيث تهشّم زجاج قسم التغذية وغطّى أرضية الغرفة وأثاثها. كما تلفت واحترقت معظم الأدوية والمعدّات في مخزن الأدوية النسائية. ولحقت أضرار مشابهة بدورة مياه النساء التي تغطّت أرضيتها بأنقاض الأثاث والسقف. وتعرضت غرفة إدارة المشفى لأضرار بالغة، حيث تصدّع جدارها، تناثرت الملفات في أرجائها، واقتُلع بابها نتيجة للهجوم. علاوة على ذلك، تحطّمت معدّات وباب غرفة الأشعة السينية. وأخيرًا ، احترقت الصيدلية من الداخل والخارج، مما تسبب في خسارة ما تحتويه من أدوية وأدوات.

image53 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر قسم الأشعة السينية بعد الهجوم

image23 image52 لقطة من مقطع فيديو التقطه فريق التحقيقات تظهر احتراق الأدوية داخل الصيدلية.

حرم هذا الدمار سكان ريف إدلب من مشفى كيوان، وجعلهم أمام خيارات رعاية صحية متضائلة باستمرار. يعزز الدمار الواسع اللاحق بالمنشأة استهدافها المباشر، وهي سمة شائعة في الحملات العسكرية الروسية-السورية.

تحليل بيانات الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه مع الصور/مقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات وبيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الهجوم، أثناءه وبعده مباشرة (21:00 - 21:30) في محيط إدلب وحماة في 24 نوفمبر 2019 وتحليلها بدقة.

ابتداءً من حوالي الساعة 20:35، رصد المراقبون طائرة روسية ثابتة الجناحين تغادر جنوب شرق قاعدة حميميم العسكرية. في الساعة 20:52، شوهدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلّق شرقًا قرب قرية البارة، والتي تبعد حوالي 6 كم فقط عن المشفى. بعد ذلك بقليل، في الساعة 20:55 ، رُصدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تحلق بشكل دائري فوق معرة حرمة، وهي قرية تبعد 13 كم عن كنصفرة. وأخيرًا، قبل الهجوم بوقت قصير، في الساعة 21:01 رُصدت طائرة روسية ثابتة الجناحين تطير بشكل دائرية فوق جبل شحشبو، منطقة على بعد 18 كم جنوب كنصفرة. على الرغم من عدم التحليق فوق كنصفرة نفسها، إلا أن تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما عادةً ما يُشير إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. علاوة على ذلك، فإنّ التحليق الدائري للطائرة روسية ثابتة الجناح فوق قرى مجاورة لكنصفرة يعزّز التوقيت المقدّر للهجوم ما بين الساعة 21:00 إلى21:30، وفقًا لما ذُكر في المقابلات التي أجراها فريق التحقيقات وما ورد في تقارير الأخبار المحليّة.

رغم أن هذه البيانات تتطابق مع الادعاءات الواردة في الوسائط والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أن منفذ الهجوم هو القوات الجوية الروسية؛ إلا أنه لا يوجد دليل مباشر على ضلوع إحدى الطائرات المرصودة في الهجوم على كنصفرة. مع ذلك، فإن تحليق هذه الطائرات فوق البلدات والمناطق المجاورة يزيد من احتمال تنفيذ غارات جوية من قبل القوات الجوية الروسية.

خاتمة

في حوالي الساعة 21:00-21:30 من مساء 24 نوفمبر 209؛ استهدف مشفى كيوان، المدعوم من قبل SEMA ، وخرج عن الخدمة. دُمّرت العديد من الأقسام في المشفى الذي كان يقدم الخدمات الصحية لسكان المنطقة، من بينها جناحا الأطفال والنساء. تم التحقّق من توقيت الهجوم والدمار اللاحق في المشفى من خلال الوسائط مفتوحة المصدر المنشورة عبر الإنترنت، الوسائط والمقابلات التي التقطها وأجراها فريق التحقيقات في موقع الحادثة، بالإضافة إلى بيانات رصد الطيران. رغم أنّ إفادات الشهود، الوسائط مفتوحة المصدر وبيانات رصد الطيران تشير إلى أن الغارات الجوية نُفّذت من قبل القوات الجوية الروسية؛ إلا أنه ونظرًا لمحدودية المعلومات والبيانات مفتوحة المصدر فقد تعذّر على الأرشيف السوريّ التثبّت من مرتكبي الهجوم.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية