logo
الأرشيف السوري
logo
الأرشيف السوري

التحقيقات

غارات جوية تستهدف مآوٍ للنازحين في معرة مصرين

١٣ تموز ٢٠٢١

تحقيق يتناول عدة غارات جويّة أصابت مدرسة ومداجن كانت تؤوي نازحين في معرة مصرين في ريف إدلب

اطبع المقال

حول الحادثة

  • مكان الحادثتين: إدلب: معرة مصرين
  • موقع التأثير في الحادثة الأولى: مدرسة منيب كميشة (تستخدم كمأوى للنازحين) والمنازل المحيطة بها
  • موقع التأثير في الحادثة الثانية: مدجنة ومحيطها تؤوي نازحين على أطراف معرة مصرين الغربية
  • تاريخ الحادثة الأولى: 25 شباط/ فبراير 2020
  • تاريخ الحادثة الثانية: 5 آذار / مارس 2020
  • توقيت الحادثة الأولى: ما بين الساعة 15:30 - 16:00 بالتوقيت المحلي
  • توقيت الحادثة الثانية: ما بين الساعة 02:00 - 02:15 صباحًا بالتوقيت المحلي
  • القتلى في الحادثة الأولى: 10 أشخاص بينهم خمسة أطفال
  • القتلى في الحادثة الثانية: 16 شخصًا بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء
  • المصابون في الحادثة الأولى: 30 شخصًا
  • المصابون في الحادثة الثانية: 21 شخصًا
  • نوع الحادثة الأولى: غارة جوية من طائرات حربية بثلاثة صواريخ فراغية
  • نوع الحادثة الثانية: غارتان جويتان
  • الذخيرة المستخدمة في الحادثتين: غير متوفّر
  • المسؤول المحتمل في الحادثة الأولى: طائرة حربية من نوع سوخوي 24 قد تكون تابعة للقوات الجوية السورية.
  • المسؤول المحتمل في الحادثة الثانية: طائرة حربية ثابتة الجناح يعتقد أنها تتبع للقوات الجوية الروسية.

مقدمة

داخل صندوق شاحنة بيضاء اللون، وسط سوق معرة مصرين شمال إدلب، ظُهر يوم 5 مارس 2020، وضعت أربع جثث لعائلة واحدة، بينما حمل عمهم الطفلة إيلين (ثلاثة أشهر)، وهي جثة أيضاً، تظهر عليها علامات الإصابات في الرأس والوجه، ويرفعها بين يديه أمام عدد من السكان والنازحين الذين اجتمعوا حول السيارة لإتمام مراسم الدفن، جميع القتلى من أسرة قطيش النازحة من باب الطاقة بريف حماة، وجميعهم أيضاً لقوا حتفهم بغارة روسية على المدجنة التي يسكنوها فجر اليوم نفسه. عائلة قطيش ليست وحدها من قضى في الاستهداف، وإنما قتل أحد عشر شخصاً آخرين، لتصبح الحصيلة النهائية ستة عشر قتيلاً بينهم سبع نساء وثلاثة أطفال ورضيع، إضافة لنحو عشرين جريحاً نصفهم من النساء والأطفال أيضاً، جميعهم من النازحين الذين هربوا من المعارك والقصف والتجؤوا إلى أماكن أكثر أمناً. وقع الاستهداف في اليوم المقرّر لاجتماع رئيسيّ تركيا وروسيا لإعلان الاتفاق عن وقف لإطلاق النار بعد أشهر دامية. سبق القصف على المدجنة ومحيطها في معرة مصرين استهداف مدرسة تؤوي نازحين أيضاً، قبل عشرة أيام من الاستهداف الأخير، في 25 فبراير 2020، قتل في القصف عشرة أشخاص بينهم أطفال ونساء، كما أسفر عن إصابة أكثر من ثلاثين شخصاً.

المنهجية

  1. جمع إفادات 4 شهود عيان أو أشخاص شهدوا اللحظات التالية للضربات الجوية مباشرةً والتقطوا صورًا ومقاطع فيديو لموقع التأثير بعد الضربة مباشرةَ؛
  2. حفظ، تحليل والتحقق من 68 صورة و36 مقطع فيديو التُقط بعد الضربات من قبل فريق تحقيقات الأرشيف السوري
  3. حفظ، تحليل والتحقق من 38 مقطع فيديو وصورة رُفعت على شبكات التواصل الاجتماعي يُدّعى أنها توثّق الحادثة؛
  4. تحليل صور الأقمار الصناعية التي تُظهر موقع التأثير عقب الحادثتين، إضافة لبيانات رصد الطيران التي تتناول الطائرات المُحلّقة فوق البلدة في التوقيت المزعوم للضربات.

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الضربات، توقيتها، موقعها، الإصابات والأضرار الناجمة عنها.

عبر فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، طوّر فريق التحقيقات فهمًا للحادثة وللمسؤولين المحتملين.

للاطلاع على المزيد حول منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا

لمحة عن معرة مصرين

masreen صورة أقمار صناعية من غوغل إيرث تظهر بلدة معرة مصرين في إدلب

تحولت إدلب ومعرة مصرين والدانا إلى ملجأ لمئات الآلاف من النازحين الهاربين من مناطق الاشتباكات والقصف، خلال ‪]‬العملية العسكرية‫ ‬التي شنتها القوات الحكومية السورية بدعم من روسيا وإيران في كل من إدلب وأرياف حلب وحماه، والتي استمرت نحو 11 شهراً. ما تسبب بقتل آلاف الأشخاص ونزوح نحو 800 ألف شخص منذ ديسمبر 2019 وحتى 13 فبراير 2020، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” والذي ذكر أن 550 ألف شخص منهم توجهوا إلى إدلب ومعرة مصرين والدانا، 81% منهم من الأطفال والنساء.

وبلغ عدد النازحين الكلي في إحصائية لـ “منسقو استجابة سوريا” نحو مليوني شخص، من أصل أربعة ملايين يعيشون في إدلب، إذ تبلغ نسبة الكثافة السكانية 998 نسمة /كم مربع، يعيش نحو مليون منهم في 1277 مخيماً نظامياً، و 180 ألف شخص في 366 مخيماً عشوائياً، بينما يتوزع الباقون في خيام على الطرقات أو في المدارس ومراكز الإيواء والكهوف وتحت أشجار الزيتون، وفي بعض البيوت المستأجرة. يقول مصطفى حداد رئيس المجلس المحلي في معرة مصرين للأرشيف السوري إن عدد السكان تضاعف قبيل هذه الضربات، إذ بلغ نحو 105 آلاف نسمة، منهم 51 ألف نازح. إلا إن القصف تسبب بنزوح أعداد كبيرة من السكان إلى أماكن أكثر أمناً. وأضاف حداد أن القتلى في الحادثتين كانوا من النازحين الذي قدموا إلى معرة مصرين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأنّ مدرسة منيب كميشة والمدجنة المستهدفة لم تؤويا أي عسكريِّين ولا يوجد بقربهما أي مقر عسكري.

الحادثة الأولى: مدرسة منيب كميشة

ماذا حدث (ومتى)؟

masreen1

مدرسة منيب كميشة كما ظهرت في مقطع فيديو نشره الناشط هادي العبد الله عقب الاستهداف

ما بين الساعة 15:37 - 16:00 من مساء 25 فبراير 2020؛ أصابت غارة جوية بـ 3 صواريخ فراغية مدرسة منيب كميشة ضمن تجمع يضم مدرستي كميشة وزهير رضوان. وذلك وفقًا للمصادر المنشورة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى المقابلات التي أجراها فريق تحقيقات الأرشيف السوري مع شهود وكوادر.

بدأت الإبلاغات عن الحادثة بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي قُبيل الساعة 16:00 من مساء ذلك اليوم، حيث نشرت تنسيقية معرة مصرين على صفحتها في فيس بوك خبرًا حول استهداف معرة مصرين بصاروخين من غارة جوية. كما نشر الصحفي ميلاد فضل صورًا على صفحته في فيسبوك تظهر دخانًا نجم عن غارات جوية على معرة مصرين. لينشر بعدها بنصف ساعة صورة حفرة نجمت عن سقوط أحد الصواريخ في حي سكني مجاور للمدرسة.

صور نشرها الصحفي ميلاد فضل تظهر دخانًا نجم عن غارات على معرة مصرين

تتطابق المئذنة الظاهرة في الصورة الأولى التي نشرها ميلاد فضل مع مئذنة جامع الفاروقي في معرة مصرين، وهو مسجد يبعد أقل من 1 كم شرقي موقع التأثير، كما تتطابق المئذنة الظاهرة في الصورة الثانية مع مئذنة مسجد الحسنين والذي يبعد أقل من 250 متر عن موقع التأثير. من خلال مطابقة المعالم البارزة في الصورة تمكن الأرشيف السوري من تحديد الموقع التقريبي لالتقاط الصور والتأكد من أن الدخان الظاهر فيها يعود للقصف على مدرسة منيب كميشة.

masreengeolocation1 تحديد موقع التقاط الصور التي نشرها ميلاد فضل، والتي تظهر الدخان الناجم عن استهداف مدرسة منيب كميشة

بعد نحو خمسين دقيقة من وقوع الحادثة؛ نشرت تنسيقية معرة مصرين خبرًا عاجلاً عن سقوط قتلى وجرحى مكان القصف. كما نشرت صفحة حمزة الخطيب على فيس بوك مقطع فيديو يصوّر الدقائق التالية للاستهداف ولحظة وصول فرق الدفاع المدني إلى المكان. يظهر الفيديو وجود عدد من المدنيين الذين يحاولون المساعدة في البحث عن الجرحى، كما يظهر في بدايته اسم المدرسة المستهدفة، والغبار الناتج عن القصف ما يدل على تصويره عقب الضربات الجوية مباشرةً. وكالة زيتون مقطع فيديو يوثّق اللحظات التالية للقصف بقليل، يظهر السكان من النساء والأطفال ومحاولة الهروب إلى أماكن أكثر أمناً، معظم اللقطات في الفيديو تظهر أطفالاً ونساء يتلفتون حولهم بذعرٍ لرؤية الدمار الحاصل، بينما يحملون أمتعةً قليلة ويغادرون المكان.

masreengeolocation2 تتطابق المعالم البارزة الظاهرة في مقطع فيديو نشرته صفحة حمزة الخطيب مع موقع مدرسة منيب كميشة في صور الأقمار الصناعية

بعد ساعتين من وقوع الضربة، نشر كل من تلفزيون سوريا والناشط الإعلامي هادي العبد الله مقاطع فيديو تظهر منطقة مدرسة منيب كميشة في معرة مصرين بعد استهدافها، وتصور الدمار الذي لحق بالمدرسة والأبنية السكنية المحيطة بها.

وأظهر مقطع فيديو نشرته شبكة بلدي نيوز لحظة وصول سيارة الإسعاف إلى مكان التأثير، كما يوثّق المقطع أحد القتلى وعمليات إنقاذ المصابين. ونقل تامر تركماني عبر مقطع فيديو نشره في قناته على اليوتيوب عمليات البحث عن ناجين، إضافة إلى انتشال مصابة من تحت الأنقاض بالقرب من المدرسة.

إضافة إلى ذلك؛ نشرت كل من وكالة سمارت للأنباء و عنب بلدي و قناة الجزيرة مباشر و الإعلاميان بلال الغاوي و خطيب الإدلبي مقاطع فيديو تظهر أماكن سقوط الصاروخين والحفر الناجمة عن سقوطهما.

في مقابلة معه أجراها الأرشيف السوري؛ أكد رئيس المجلس المحلي مصطفى حداد أن معظم السكان في المنطقة المستهدفة كانوا من النازحين، وهو ما تعززه أسماء الضحايا وإفادات الشهود الذين كانوا في الأغلب من مناطق في ريف إدلب الجنوبي، بعد سيطرة القوات الحكومية السورية. أحصى مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال شهر فبراير وحده 1092 هجوماً في محافظة إدلب، قتل إثرها 116 مدنياً بينهم 39 طفلاً وطفلة، إضافة لناشطَين إعلاميين وثلاثة عمال في المجال الطبي والإغاثي ومعلمَين ومعلمتين، وكانت الهجمات قد تركزت على بنى تحتية مدنية، من بينها 17 مدرسة وروضة و 6 مشافي و3 مخيمات لنازحين ومخبز.

ونشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خبرًا ذكرت فيه أن طيراناً ثابت الجناح استهدف التجمع الذي يؤوي نازحين، في بلدة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي ما تسبب بخسائر بشرية إضافة لدمار جزئي في المركز وسوره.

أشار التقرير الذي أعده موقع VICE NEWS أن الاستهداف وقع نحو الساعة 15:37 بالتوقيت المحلي. باستخدام الظلال التي ظهرت في مجموعة متنوعة من المواد مفتوحة المصدر التي وثّقت أعقاب الضربة، تمكن الأرشيف السوري من تأكيد توقيت وقوع الحادثة بين الساعة ‫15:30‬ وحتّى 16:00 ظهرًا، حيث أنّ الظلال الظاهرة في مقطع فيديو نشره حمزة الخطيب على فيسبوك، والذي تمّ تصويره عقب الضربة مباشرةً، تتطابق مع موقع الشمس ما بين الساعة 15:30 -16:00 في معرة مصرين في 25 فبراير 2020، وذلك حسب أداة SunCalc. وهو ما يعزّز التوقيت المذكور في إبلاغات الصحفيين والوكالات الإخبارية.

masreenshadows تتطابق الظلال الظاهرة في مقطع فيديو نشره حمزة الخطيب على فيسبوك، والذي تمّ تصويره عقب الضربة مباشرةً، مع موقع الشمس ما بين الساعة ‫15:00‬-16:00 في معرة مصرين في 25 فبراير 2020، وذلك حسب أداة SunCalc. وهو ما يعزّز التوقيت المذكور في إبلاغات الصحفيين والوكالات الإخبارية.

الشهود يروون ما حدث

في تقرير مصوّر نشره موقع VICE NEWS حول استهداف مدرسة كميشة؛ وصفت الطفلة دالا (تسع سنوات) ما حدث وقت القصف، حيث سمعت صوت الطائرة، ورأت الأشخاص والأطفال يتعرضون للإصابة نتيجة للصاروخ الذي أشارت إلى مكان سقوطه وسط المدرسة. لا تستطيع دالا المشي على قدمها بفعل الإصابة التي لحقت بها نتيجة للاستهداف، إضافة إلى خوفها عند سماع صوت الطائرات، وارتجافها أثناء نقل ما شاهدته من مشاهد قاسية وقت الضربة.

في مقطع فيديو نشرته شبكة بلدي نيوز؛ قال مدير مركز الدفاع المدني في معرة مصرين إنّ القصف طال أحياءً سكنية مكتظة بالسكان، يظهر الفيديو المباني المتضررة في محيط المدرسة المستهدفة، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين كحصيلة أولية، وإصابة ثلاثين آخرين، معظمهم من النازحين. كما تضمّن الفيديو مقابلة مع أحد النازحين القاطنين في المدرسة، يذكر فيها تعرّض أبنائه للإصابة ومقتل بعض أفراد عائلة تسكن بجوارهم، فيما يظهر الفيديو طفلاً في مركز سقوط الصاروخ وهو يحمل بين يديه ما يعتقد أنها شظايا من الصاروخ.

الدمار الذي لحق بالمدرسة والمناطق المحيطة بها

صور أقمار صناعية التقطت قبل الحادثة وبعدها المصدر ديجيتال غلوب

مواقع سقوط الصواريخ كما ظهرت في مقطع فيديو نشرته وكالة بلدي نيوز ومقطع وكالة زيتون

تظهر فيديوهات تم التحقق منها ونشرت عبر كل من وكالة سمارت للأنباء و عنب بلدي و قناة الجزيرة مباشر و وكالة زيتون و الإعلاميان بلال الغاوي و خطيب الإدلبي أماكن سقوط الصواريخ والحفر التي أحدثتها، كذلك سور المدرسة الذي تهدم بنسبة كبيرة والشظايا في جدرانها، إضافة لآثار الدماء وقطع الشظايا لعدد من الأشجار، وانهيار عدد من الأحجار والشرفات في الأبنية المحيطة بالمدرسة وتكسر عامود الكهرباء الخشبي. كما تظهر اللقطات دمارًا في الحمامات العامة للمدرسة وأضرارًا في الأثاث المدرسي والأبواب والنوافذ، وأضرارَل جسيمة في الأبنية المحيطة بالمدرسة في قطر يبلغ نحو 200 متر في كل الاتجاهات، وكميات من الردم، كما تظهر اللقطات تضرر عدد من السيارات والشاحنات والدراجات النارية كانت في المكان.

صور نشرتها وكالة سمارت للأنباء و عنب بلدي و قناة الجزيرة مباشر و وكالة زيتون و الإعلاميان بلال الغاوي و خطيب الإدلبي تُظهر الدمار اللاحق بالمدرسة والمنطقة المحيطة بها نتيجة للهجوم

masreenrockests تحديد مواقع الحفر الناجمة عن اثنين من الصواريخ في صور الأقمار الصناعية من ديجيتال غلوب

القتلى والجرحى جراء الضربة الأولى

يفتقد فريق أشبال معرة مصرين لكرة القدم لاعبه عبد الرحمن سامح أرمنازي، بعد أن قُتل باستهداف المدرسة. قُتل في الضربات الجوية على المدرسة عشرة أشخاص وهم:

تحليل بيانات الطيران

بغرض إضافة طبقة أخرى من التحقق؛ قارن الأرشيف السوريّ النتائج المستخلصة من الوسائط مفتوحة المصدر أعلاه ومن الصور ومقاطع الفيديو المُلتقطة من قبل فريق التحقيقات مع بيانات رصد الطيران من قبل منظمة مراقبة، والتي توثّق رصد طائرات حربية من قبل شركاء مراقبين في جميع أنحاء سوريا. يجمع هؤلاء المراقبون بيانات حول الطائرات، مثل نوع الطائرة واتجاه تحليقها. على الرغم من احتمال وقوع أخطاء في تحديد هويّة الطائرات في بيانات الرحلات الجوية؛ إلا أن معلومات إضافية كإفادات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزّز طراز الطائرة المحدّدة ومسارها. استلزمت هذه العملية رصد بيانات الطيران قبل الضربة، أثناءها وبعدها مباشرة، نحو الساعة ‫15:30‬ ، بمحيط معرة مصرين وتحليلها بدقة.

لم يعثر الأرشيف السوري على معلومات مفيدة ضمن بيانات الطيران، فاستعان بقنوات المراصد المحليّة على تلغرام والتي تنشر تحذيرات عند اقتراب الطيران. من بين هذه القنوات قناة مرصد سوريا على تلغرام، والتي نشرت بلاغًا في الساعة 15:52 عن طائرة سوخوي 24 تحلق باتجاه الغرب، لتنشر بعدها بـ 4 دقائق عن تحليق طائرة سوخوي 24 بشكل دائري فوق معرة مصرين.

لقطات شاشة تظهر إبلاغات مرصد سوريا على تلغرام عن الحادثة

وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما يُشير عادةً إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. إن رصد طائرة سوخوي 24، والمُستخدمة من قبل القوات الجوية السورية والروسية تحوم فوق معرة مصرين والبلدات المحيطة يعزّز التوقيت المقدّر للحادثة والمُبلغ عنه من قبل الدفاع المدني السوري والإعلام مفتوح المصدر، إضافة إلى الشهود الذين قابلهم فريق تحقيقات الأرشيف السوري.

رغم أن هذه البيانات تؤكد توقيت وقوع الحادثة؛ إلا أنه لا يتوافر دليل مباشر يشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة مباشرة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تواجد طائرات حربية من طراز سوخوي 24 فوق معرة مصرين والبلدات المجاورة في حدود التوقيت المُبلغ عنه للضربة يؤكّد التوقيت المقدّر لإصابة مدرسة منيب كميشة في المدينة.

ملخّص

نحو الساعة 15:40 من بعد ظهر 25 فبراير 2020، استهدف قصف جويّ مدرسة منيب كميشة في معرة مصرين، ما تسبّب بمقتل 10 مدنيين وإصابة 30 آخرين، من بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار واسع في موقع التأثير.

الحادثة الثانية: استهداف مدجنة في معرة مصرين

ماذا حدث (ومتى)؟

لقطات من مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري يظهر الدمار الحاصل في المنطقة جراء قصفها بعدة غارات جوية

لم يتوقف القصف على معرة مصرين حتى الإعلان عن اتفاق الهدنة الروسية التركية، كانت ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس 5 مارس 2020، أي بعد عشرة أيام من استهداف النازحين في مدرسة منيب كميشة، على موعد مع استهداف مدجنتين ومحيطهما، تضم المنطقة نحو مئة نازح في منطقة طرفية من معرة مصرين، بعضهم عمال في المدجنة. أودى القصف بحياة 16 شخص، وأصاب نحو عشرين آخرين، إضافة إلى فقد طفلة.

في الساعة 4:26 فجر يوم 5 مارس 2020، نشرت صفحة معرة مصرين نيوز على فيس بوك خبراً عاجلاً عن استهداف الطيران الروسي لمحيط المدينة بغارات متتالية وصواريخ شديدة الانفجار مع إشارة إلى توقيت وقوع الاستهداف في الساعة الثانية. في الساعة 6:53 تحدثت الصفحة عن مقتل 4 أشخاص واستمرار عمليات الإنقاذ من قبل فرق الدفاع المدني، ليرتفع العدد، في الساعة 09:23 صباحًا، إلى 16 قتيلًا ونحو 35 مصابًا وفقًا للمصدر.

صبيحة الاستهداف، نشرت العديد من القنوات والصفحات تقارير عن الحادثة، من بينها ما نشره كل تلفزيون سوريا والدفاع المدني السوري - المديرية الوسطى وقناة أورينت و موف نيوز وشبكة شام الإخبارية و المركز الإعلامي العام و SY+ ووكالة زيتون والتلفزيون العربي تظهر آثار الدمار الناجم عن الغارات الليلة على المنطقة، ومقابلات مع الناجين وأوائل المستجيبين.

إضافة إلى ذلك، نشر كل من الإعلامي أحمد رحال وأنس تريسي و محمد بلعاس وأحمد أبو معاوية وإياد أبو الجود وإبراهيم يسوف مقاطع فيديو تصور حجم الدمار في منطقة المداجن، وتضمن بعضها مقابلات مع أوائل المستجيبن وسكان في المنطقة.

كما نشرت صفحة معرة مصرين نيوز عدة مقاطع فيديو تظهر الدمار الحاصل، إضافة إلى لقطات تظهر قتلى الاستهداف. كما نشر كل من صفحة معرة مصرين نيوز على فيسبوك وقناة الدفاع المدني السوري و تلفزيون سوريا وقناة الجزيرة مقاطع فيديو تظهر اللحظات التالية مباشرةً للاستهداف، حيث كانت فرق الدفاع المدني تحاول انتشال القتلى والمصابين من تحت الأنقاض، في عمليات استمرّت حتى الصباح كما يوثّق فيديو آخر نشره الدفاع المدني السوريّ.

masreen2destruction صور نشرها حساب Ahmed Akacha على فيسبوك تظهر المدجنة بعد القصف

إضافة إلى ذلك، نشرت صفحة الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز منشورًا وصورًا تحدّثت فيه عن ضربات جويّة بعد منتصف ليل 5 مارس 2020، واستقبال مشفى معرة مصرين المدعومة من سامز 16 قتيلًا و 28 مصابًا جراء الاستهداف. كما نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خبرًا عن قصف بالصواريخ مدجنةً لإيواء النازحين في الأطراف الغربية من بلدة معرة مصرين من قبل طيران ثابت الجناح يُعتقد أنه روسي.

صور نشرتها صفحة سامز على فيسبوك تظهر عمليات إسعاف المصابين جراء الضربات الجوية

شهادات أوائل المستجيبين

في مقابلة معه أجراها فريق الأرشيف السوري، قال حاتم أبو مروان، وهو مدير مركز الدفاع المدني في معرة مصرين قطاع إدلب الغربي، إنه وفي تمام الساعة الثانية ودقيقة واحدة فجر يوم الخميس 5 مارس 2020 استهدف الطيران الحربي الروسي أطراف مدينة معرة مصرين منطقة المزارع بثلاثة صواريخ فراغية. يروي أبو مروان لفريق التحقيق إن أسبوعاً دامياً عاشته البلدة قبل هذا الاستهداف بعد الهجمات الشرسة على المنطقة، وإنه كان نائماً في المنزل قبل أن يوقظه صوت انفجار قوي قريب من المكان، أكد لنا على وقت الاستهداف أيضاً، وكيف تواصل مع الفريق المناوب في مركز العمليات الذي توجه إلى مكان الضربة مباشرة.

masreendestruction8 صورة التقطها فريق تحقيقات الأرشيف السوري

يقول أبو مروان: “كنت أتابعهم عبر القبضة اللاسلكية، قائد الفريق في الموقع كان يدير عمليات الإنقاذ، أخبرني عن ضحايا بينهم أطفال. خلال عمليات الإنقاذ كانت طائرة استطلاع تحوم في المكان نفسه، نقلت المراصد حركتها، وبحكم التجربة فإن أي مكان تتواجد فيه طائرات الاستطلاع سيتم استهدافه، حدث ذلك سابقاً أكثر من مرة، وراح ضحية هذا الاستهداف شهداء من المتطوعين والمدنيين وإصابات كثيرة، تلك سياسة يتبعونها بشكل متعمد باستهداف المنقذين والمتطوعين بعد تجمعهم خلال عملهم في البحث عن ناجين” يضيف أبو مروان “بعد إخراج أول دفعة من المصابين طلبت من الفريق والمدنيين الإخلاء لوجود طائرة الاستطلاع، لم يسعفهم الحظ، ووصلني صوت قائد الفريق يخبرني بأنه تعرض للإصابة بعد تنفيذ غارة ثانية من قبل الطائرة”. وصل أبو مروان إلى المكان لتولي قيادة الفريق بعد أن طلب مؤازرات من مراكز الدفاع المدني التي استنفرت على حد قوله، يقول إن الضربتين كانتا بصواريخ فراغية وإن الغارة الثانية استهدفت فريق الإنقاذ وسقطت بالقرب منه.

يكمل مدير المركز “كان صراخ النساء والأطفال أول ما وصل إلى مسامعي عند وصولي، أشخاص يئنون من تحت الأنقاض، كنا نستطيع سماعهم ونحاول الوصول إليهم، وكان الاستهداف في ثلاث نقاط وهو ما أجبرنا على إسعاف الحالات الظاهرة والأخطر في البداية. طائرات الاستطلاع التي لم تغادر المكان زادت من أعباء المهمة، وهو ما اضطرنا لوضع سيارات الإسعاف في مكان بعيد عن نقاط الاستهداف، نخفيها بين الأشجار، ونحمل المصابين بيدينا على النقالة ونمشي لمسافة معينة لإيصاله خوفاً من الاستهداف”. استمر العمل في مكان الاستهداف نحو سبع ساعات، كانت الحصيلة النهائية 16 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال وطفل رضيع، ونحو عشرين مصاباً، إنها “مجزرة بما تعنيه الكلمة” يقول أبو مروان وهو يتحدث عن طبيعة الضحايا، جلهم من النازحين الهاربين من القصف والموت ليجدوه أمامهم، ليس هناك أي مقرات عسكرية أو خطوط جبهات قريبة إنها مداجن للطيور أوى إليها بعض السكان يعملون ويسكنون، بالقرب من المدجنة هناك خلايا (مناحِل)، بيوت سكنية متضررة. استكملنا نقل المصابين ودخلت الآليات لرفع الأنقاض من المكان”.

في مقابلة معه أجراها فريق التحقيقات؛ عزز ما قاله محمد عدن ، قائد فريق الدفاع المدني المناوب ساعة الاستهداف، شهادة حاتم أبو مروان، يقول: ” في تمام الساعة الثانية ودقيقتين نفّذ طيران حربي روسي على أطراف معرة مصرين، خرجنا ثلاثة أشخاص في سيارة إسعاف لتفقد مكان الهجوم، وفي حال كان الهجوم كبيراً نطلب المؤازرة عبر القبضات اللاسلكية”

يضيف عدن “عند وصولنا إلى مكان الاستهداف قيمنا الوضع العام، وأخبرت المركز بتقرير الوضع للمؤازرة، وبدأنا بحمل الإصابات الظاهرة التي لا تحتاج إلى وقت طويل في البحث، كانوا خمسة أشخاص بإصابات خفيفة من تم نقلهم، ليخبرنا المركز بوجود طائرة استطلاع تحلق فوق المكان. ساد جو من الهلع المكان، ومن خلال بعض السكان حددنا وجود ثلاث نقاط لعالقين تحت الأنقاض، طلبت من مدير المركز فريقاً من محافظة إدلب لحاجتنا لمعدات خاصة”. ويتابع عدن أنه وفي أثناء إرسال أول دفعة من المصابين إلى المشفى بسيارة الإسعاف، عاد الطيران الحربي للأجواء، “وبعدها نفذت الطائرة الحربية صاروخاً على مكان تواجد سيارة الإسعاف التي غادرت منذ وقت قصير، كانت تبعد عني نحو عشرين متراً، عرفت أن طائرة الاستطلاع قدمت إحداثيات سيارة الإسعاف للطائرة الحربية التي نفذت في المكان، كانت إصابتي بشظايا بسيطة، إلا أن الصوت الهائل أفقدني توازني، وصل فريق المؤازرة وتم نقلي إلى المركز بعد أن تسلم مدير المركز قيادة الفريق لحظة وصوله.” يحدد عدن وقت الغارة الثانية في الساعة 2:13 دقيقة فجراً، ويؤكد أن الغارة الأولى كانت بثلاث صواريخ فراغية.

كما أجرى فريق التحقيقات مقابلة مع الممرض أبو وائل من مشفى معرة مصرين، والذي قال “توجهت إلى المشفى فجر يوم الخميس بعد أن أيقظني انفجار ضخم من نومي، كانت الساعة 2:27 دقيقة وعند وصولي إلى المشفى كانت الإصابات قد بدأت بالوصول أيضاً”. يقول أبو وائل إن المشفى استقبل 15 جثة بينهم ثلاثة أطفال وسبعة نساء، كذلك نحو 20 مصاباً بينهم أربعة نساء وطفلين، ويتابع “استقبلنا المصابين وقمنا بتحويل بعض الحالات إلى المشافي القريبة والمختصة بحسب الحاجة، كان عدد القتلى كبيراً قبل وصولهم إلى المشفى وبقائهم تحت الأنقاض.”

الدمار الناجم عن الضربات الجوية

صور أقمار صناعية من ديجيتال غلوب تظهر منطقة المداجن قبل الاستهداف وبعده

من خلال الصور ومقاطع الفيديو؛ وثّق فريق تحقيقات الأرشيف السوري الدمار الكبير الذي خلفته الضربتان الجويتان على الأطراف الغربية لبلدة معرة مصرين، كما قارن الفريق المواد التي نشرتها المصادر المفتوحة بالصور ومقاطع الفيديو التي التقطها.

دمرت الضربات الجوية نحو عشرة منازل ومزرعتين للدواجن، تضم نحو 17 ألف طائر نفق معظمها خلال الاستهداف، المداجن أيضاً كانت مكان سكن لنحو عشر عائلات حوالي 50 شخصًا.

تظهر الفيديوهات الخاصة بفريق التحقيق دمار واحدة من المدجنتين بشكل كامل، وسقوط سقفها على الأرض وتكسر الأعمدة الاسمنتية، تحولت المدجنة إلى أنقاض، بالقرب من المدجنة منزل سكني كانت تسكن فيه عائلة نازحة من منطقة باب الطاقة بريف حماة، وقد تعرض إثر الاستهداف لدمار جزئي طال بعض الجدران والأثاث المنزلي والمرافق الصحية، وتجد فيه كميات كبيرة من الركام والحجارة والقرميد، تصل بعدها للمدجنة الثانية وتشهد فيها دماراً جزئياً لأجزاء من السقف المصنوع من الاسمنت المسلح والصبة الخراسانية، ونفوق أعداد كبيرة من الطيور داخلها كذلك دمار في ملحق المدجنة الذي كان يضم خزان المياه والأطعمة المخزنة (العلف) للدواجن.

كما أسفر الاستهداف عن دمار 5 منازل بمحيط المداجن، ودمار كامل لمنزل آخر يبعد عنها نحو مئة متر. كذلك تظهر الفيديوهات مكان الاستهداف والحفر التي أحدثتها الصواريخ، وتكسر عدد من الأشجار بفعل الشظايا، كذلك النوافذ والأبواب.

يضاف إليها أضرار جسيمة بسيارة مركونة بالقرب من أحد المنازل كانت تحمل أثاثاً منزلياً، وتصدع ما تبقى من جدران المنازل. تؤكد هذه التوثيقات من فيديوهات وصور قام بها فريق التحقيق ما تم تداوله عبر المصادر المفتوحة للأضرار التي طالت المكان وحجم الدمار الذي أحدثه الاستهداف

صور التقطها فريق التحقيقات تظهر الدمار الذي لحق بالمدجنتين والمنازل المحيطة بها جراء الاستهداف

القتلى والمصابون

قضى في الاستهداف ستة عشر شخصاً وثق منهم اسمياً خمسة عشر شخصاً، وجرح نحو واحد عشرين شخصاً موثقين اسمياً. أظهرت صور ومقاطع فيديو بعض القتلى، وأخرى نعوات لأشخاص قضوا منهم ستة من منطقة باب الطاقة بريف حماه، كما نشر على فيسبوك مقطع فيديو ينعي أفرادًا من عائلة حركوش من مدينة السفيرة في ريف حلب والتي قضت أيضاً في الاستهداف.

أسماء القتلى نتيجة للضربات الجوية في 5 مارس 2020

  • أميرة محمد حسين الصالح الحركوش من السفيرة في ريف حلب
  • محمد حسين الصالح الحركوش من السفيرة في ريف حلب
  • محمد الصالح الحركوش من السفيرة في ريف حلب
  • زينب الحركوش من السفيرة في ريف حلب
  • فاطمة الحركوش من السفيرة في ريف حلب
  • إبراهيم محمد الحسين الصالح الحركوش من السفيرة في ريف حلب
  • أحمد الصالح من السفيرة في ريف حلب
  • أحمد الغضبان من بلدة باب الطاقة في ريف حماة
  • آية سالم قطيش من بلدة باب الطاقة في ريف حماة
  • مايا سالم قطيش من بلدة باب الطاقة في ريف حماة
  • إيلين محمد قطيش من بلدة باب الطاقة في ريف حماة
  • جميلة إبراهيم الصالح من بلدة باب الطاقة في ريف حماة
  • يازة حمود من بلدة باب الطاقة في ريف حماة
  • محمد مصطفى عيد من بلدة المسطومة في ريف إدلب
  • ياسر حمود
  • امرأة مجهولة الهوية.

أسماء المصابين نتيجة للضربات الجوية في 5 مارس 2020

  • خليل محمد حركوش
  • الطفلة ميرا حركوش
  • عبدو الشيخ
  • مريم بزاع
  • رشيدة بزاع
  • الطفل محمد الشيخ
  • قاسم الشيخ
  • براءة الشيخ
  • عبد الله الشيخ
  • أحمد سالم قاطيش
  • محمد أحمد قاطيش
  • سالم أحمد قاطيش
  • أحمد قاطيش
  • صالحة يوسف الصالح
  • أحمد الصالح
  • إبراهيم الصالح
  • يوسف على ديب
  • عمر يوسف ديب
  • علي يوسف ديب
  • إسماعيل عزازي
  • ختام عادل خلاوي.

تحليل بيانات الطيران

للحصول على بيانات رصد رحلات جوية؛ استعان الأرشيف السوري بقنوات المراصد المحليّة على تلغرام والتي تنشر تحذيرات عند اقتراب الطيران. من بين هذه القنوات قناة مرصد سوريا على تلغرام، والتي نشرت بلاغًا في الساعة 01:47 صباحًا عن طائرة حربية روسية فوق إدلب ‪)‬حوالي 10 كم جنوب معرة مصرين‪(‬ تحلّق باتجاه الجنوب. في الساعة 1:59 نشرت القناة عن طائرة حربية روسية تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية حوالي 30‪)‬ كم جنوب معرة مصرين‪(‬، ثم في الساعة 02:01 نشرت بلاغًا عن طائرة حربية روسية تحلق بشكل دائري فوق معرة مصرين. بعد ذلك بثلاث دقائق؛ نشرت القناة بلاغًا عن طائرة استطلاع تحلق بشكل دائري فوق البلدة. وفي الساعة 2:06 و 2:13 نشرت القناة بلاغات عن طائرة حربية روسية تحلق بشكل دائري فوق معرة مصرين..

لقطات شاشة تظهر إبلاغات مرصد سوريا على تلغرام عن الحادثة

وكانت تحقيقات سابقة قد خلُصت إلى أن تحليق الطيران الحربيّ الدائري فوق موقعٍ ما يُشير عادةً إلى محاولة الاستحواذ على الهدف و/أو التحضير لهجوم وشيك. إن رصد طائرة حربية روسية تحلق فوق معرة مصرين والبلدات المحيطة يعزّز التوقيت المقدّر للحادثة والمُبلغ عنه من قبل الدفاع المدني السوري والإعلام مفتوح المصدر، إضافة إلى الشهود الذين قابلهم فريق تحقيقات الأرشيف السوري.

رغم أن هذه البيانات تؤكد توقيت وقوع الحادثة؛ إلا أنه لا يتوافر دليل مباشر يشير إلى ضلوع إحدى الطائرات المرصودة مباشرة في الضربة المفصّلة أعلاه. مع ذلك، فإن تواجد طائرات حربية روسية فوق معرة مصرين والبلدات المجاورة في حدود التوقيت المُبلغ عنه للضربة يؤكّد التوقيت المقدّر لقصف المداجن والمنازل المدنية المحيطة بها على أطراف معرة مصرين.

ملخّص

نحو الساعة 02:00 من فجر 5 مارس 2020، استهدفت غارتان جويّتان مداجن تؤوي نازحين غربيّ معرة مصرين، ما تسبّبت بمقتل 16 مدنيًا وإصابة 21 آخرين، ودمار واسع في المداجن والبيوت السكنية المحيطة.

خاتمة

من خلال المعلومات المذكورة أعلاه؛ استطاع الأرشيف السوري التأكيد على أن قصفًا جويًا استهدف مدرسة منيب كميشة في معرة مصرين في 25 فبراير 2020 نحو الساعة 15:40. كما استهدفت غارات جوية مداجن تؤوي نازحين غربيّ معرة مصرين نحو الساعة 02:00 من فجر 5 مارس 2020. تسبّبت الحادثة الأولى بمقتل 10 مدنيين وإصابة 30 آخرين، من بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار واسع في موقع التأثير. في حين تسبّبت الحادثة الثانية، التي وقعت بعد 10 أيام، بمقتل 16 مدنيًا وإصابة 21 آخرين، ودمار واسع في المداجن والبيوت السكنية المحيطة. بالنظر إلى محدودية التحقيقات فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الضربة بشكل قاطع؛ رغم أن المعلومات مفتوحة المصدر والمواد والشهادات التي حصل عليها الأرشيف السوري تشير إلى قوات تابعة للحكومة الروسية أو السورية كمسؤول محتمل عن الحادثتين.

logo

الأرشيف السوري

الأرشيف السوري هو مشروع مستقل تمامًا، لا يقبل الدعم المالي من الحكومات المتورطة بشكلٍ مباشر في النزاع السوري. نسعى للحصول على التبرعات من الأفراد لنتمكّن من الاستمرار بعملنا. يمكنكم دعمنا عبر صفحة باتريون الخاصة بالمشروع.

تبرّع
Mnemonicالأرشيف السودانيالأرشيف اليمنيukrainian archive
اشترك بقائمتنا البريدية