ضربات بذخائر موجهة على منازل مدنيين في بلشون

بالتعاون مع موقع فوكس حلب

حول الحادثة

• مكان الحادثة: قرية بلشون في جبل الزاوية بريف محافظة إدلب
• موقع التأثير: منزلان سكنيان في القرية
• التاريخ: الخميس 19  آب/ أغسطس 2021
• التوقيت: ما بين الساعة  05:30  و الساعة 06:15  صباحاً بتوقيت دمشق
• الضحايا: 5 أشخاص ( 4 أطفال وامرأة)
• نوع الحادثة: قصف مدفعي
• الذخائر المستخدمة المحتملة: يرجح أن تكون ذخيرة واحدة على الأقل ليزرية موجهة من نوع كراسنوبول
• المسؤول المحتمل: قد تكون القوات الحكومية السورية في الجهة الشرقية أو الجنوبية من موقع التأثير مسؤولة عن الهجوم

مقدمة

تعرّضت ثلاثة مواقع  في قرية بلشون بجبل الزاوية، يوم الخميس 19 آب/ أغسطس 2021، ما بين الساعة  05:30  و الساعة 06:15 صباحاً بالتوقيت المحلي، لقصف مدفعي، أدى، بحسب أخبار وفيديوهات وصور نشرها ناشطون وصفحات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال وامرأة وإصابة آخرين، كما أسفر عن دمار منزل بالكامل وأضرار في المنزل الآخر.

المنهجيّة:

أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الحادثة اعتماداً على:

• حفظ، تحليل، والتحقق من 75 مقطع فيديو وصورة حُمّلت على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر مكان التأثير، اللحظات الأولى للاستجابة الأولية، إضافة للدمار الحاصل في المكان، بقايا الشظايا، جثث القتلى.
• تحليل مقاطع فيديو وصور ، توثيق المكان المتأثر إضافة لتقدير حجم الدمار في المكان التقطت من قبل فوكس حلب.
• تحديد الموقع الجغرافي لأماكن التأثير، وإضافة طبقة جديدة من التحقق، عبر تحليل الفيديوهات للحظة وقوع الهجوم، اتجاه القذائف، بالإضافة إلى تحليل صور البقايا المزعومة للسلاح المستخدم.
• تحليل التوقيت من خلال تتبع البلاغات الأولى، تحليل الشهادات، والظلال الظاهرة في الصور واستخدام أداة حساب موقع الشمس suncalc.

وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة والخاصة، زودت فوكس حلب، الفريق، بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه. من خلال فحص جميع المعلومات المتاحة حول الهجوم، قام فريق التحقيق ببناء فهمٍ للحادثة ومرتكبها المحتمل. للاطلاع على منهجية البحث في الأرشيف السوري، يرجى زيارة موقعنا.

حول موقع التأثير

تتبع قرية بلشون لناحية احسم في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. وللقرية اسم متداول وهو مشون، بحسب مقابلات أجراها موقع فوكس حلب مع أشخاص من سكانها.

لقطة شاشة من غوغل إيرث تظهر اسم قرية بلشون (35.72912959022504, 36.53662103031384) التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 16 أكتوبر 2023

لقطة شاشة من غوغل إيرث تظهر اسم قرية مشون عند الإحداثية ذاتها (35.72912959022504, 36.53662103031384) التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 16 أكتوبر 2023

يقع أحد المنازل المقصوفة على أطراف مركز قرية بلشون من الجهة الغربية الجنوبية، ويقع المنزل الثاني وسط القرية بالقرب من الجامع الغربي الجديد، بينما يقع المنزل الثالث إلى الجهة الشمالية الشرقية من القرية وتحيط بهم المنازل السكنية. لا تظهر الصور وجوداً لأي مقرات عسكرية في محيط الأماكن الثلاثة.

لقطة شاشة من جوجل إيرث (35.72597709741825, 36.52456055099761) للمنزل الأول الذي تعرض للقصف، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 17 أكتوبر  2023.

لقطة شاشة من جوجل إيرث (35.728501385473244, 36.534102173612986)  للمنزل الثاني الذي تعرض للقصف، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 17 أكتوبر  2023.

لقطة شاشة من جوجل إيرث (35.728122992161026, 36.53960169535904) للمنزل الثالث الذي تعرض للقصف، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 17 أكتوبر 2023.

ماذا حدث و(متى):

صباح يوم الخميس 19 أغسطس 2021 نشرت صفحات إخبارية وناشطون أنباء عن قصف طال منازل سكنية في قرية بلشون بجبل الزاوية.

ملخص التقارير المنشورة على الإنترنت

نشر مرصد الأحرار للطيران في الساعة 5:37 بالتوقيت المحلي من 19 أغسطس تنبيهات عن قذائف ليزرية أطلقت من سهل الغاب باتجاه جبل الزاوية، وفي الساعة 6:01 والساعة 6:12 تحدث المرصد عن تكرار سقوط الرمايات على قرية مشون (بلشون)، قبل أن يبلغ في الساعة 6:20 عن سقوط قتلى وجرحى في المكان، وينشر فيديو نقلاً عن وكالة أحرار الإعلامية، في الساعة 6:50 يظهر مكان أحد المنازل التي تعرضت للهجوم.

لقطة شاشة من حساب مرصد الأحرار للطيران تظهر التبليغات الأولى عن الهجوم التقطها الأرشيف السوري في 16 فبراير 2024.

مرصد جسر الشغور للطيران نشر تبليغات حذّر فيها قرية مشون (بلشون) في الساعة 5:56، وتحدث عن وجود طائرة استطلاع روسية على محور ابديتا -مشون (بلشون) عند الساعة 6:12، وعن تكرار سقوط الرمايات على محور مشون (بلشون) عند الساعة 6:51 من اليوم ذاته.

لقطة شاشة من حساب مرصد جسر الشغور تظهر التبليغات الأولى عن الهجوم التقطها الأرشيف السوري في 16 فبراير 2024.

عند الساعة 6:07 نشرت شبكة أخبار المعارك على تلغرام خبراً عن قصف على الأبنية السكنية في قرية مشون، (بلشون) ومحيطها، وادعت أن الهجوم كان بقذائف كراسنوبول موجهة بالليزر مصدرها القوات الحكومية السورية والروسية. أسفرت عن مقتل وإصابة أشخاص في القرية، وفقًا للمصدر ذاته.

لقطة شاشة من حساب شبكة أخبار المعارك على تلغرام تظهر بلاغاً حول الهجوم على قرية مشون (بلشون) التقطها الأرشيف السوري في 16 فبراير 2024.

تتالت بلاغات المراصد، إذ نشر مرصد سوريا في تلغرام بلاغات حول وجود طائرات استطلاع تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية، وذكر المرصد قرية البارة ومدينة كفرنبل و اللتان تبعدان عن بلشون  4,6 و 12,7 كيلومتر، عند الساعة 5:45 و 5:54 و 6:04 دقائق من اليوم ذاته.

لقطة شاشة من حساب مرصد سوريا على تلغرام تظهر بلاغاً حول وجود طائرات استطلاع تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية التقطها الأرشيف السوري في 16 أكتوبر 2021.

لقطة شاشة من حساب مرصد سوريا على تلغرام تظهر بلاغاً حول وجود طائرات استطلاع تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية التقطها الأرشيف السوري في 16 أكتوبر 2021.

لقطة شاشة من حساب مرصد سوريا على تلغرام تظهر بلاغاً حول وجود طائرات استطلاع تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية التقطها الأرشيف السوري في 16 أكتوبر 2021.

لقطات شاشة تظهر المسافة بين بلشون وقرية البارة ومدينة كفرنبل، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 23 أكتوبر 2023.

أول الفيديوهات التي تحدثت عن القصف وأظهرت المستجيبين الأوائل من مدنيين ومتطوعي الدفاع المدني كانت عند الساعة 6:24، وحدّد الوصف المرافق للفيديو المكان بقرية بلشون.

لقطتا شاشة من فيديو ميار الأحمد على فيسبوك تظهران أحد المنازل المتأثرة في قرية بلشون للمستجيبين الأوائل، التقطهما فريق التحقيق في 25 نوفمبر 2021.

قناة تلفزيون إدلب على تلغرام نشرت خبراً عند الساعة 6:47 تحدثت فيه عن قذائف موجهة بالليزر تقصف قرية مشون (بلشون) ووقوع إصابات بين المدنيين.

لقطة شاشة من قناة تلفزيون إدلب على تلغرام التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 8 يناير 2024.

قناة أورينت على تلغرام نقلت في الساعة 7:11 خبرين عن سقوط قتلى في بلدة مشون حددتهم بثلاثة أطفال وسيدة، وحدّدت نوع القصف بصواريخ كراسنوبول الليزرية.

لقطة شاشة من خبر لقناة أورينت على تلغرام التقطها الأرشيف السوري في 16 فبراير 2024

بعد نحو ساعة نشرت كل من حساب شبكة أخبار إدلب ، حساب أحمد رحّال ، على تويتر، صفحة الدفاع المدني السوري - المديرية الجنوبيّة،  قناة الجزيرة الإعلاميّة،  الصحفي جميل الحسن  على فيسبوك،   وكالة ثقة على تلغرام أخباراً مرفقة بصور وفيديوهات عن الحادثة.

لقطة شاشة من صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية لأحد المنازل المتأثرة التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 8 يناير 2024.

تحديد مواقع التأثير:

حدد الأرشيف السوري ثلاثة أماكن للتأثير عبر مقارنة المعالم البارزة في الصور والفيديوهات المتاحة عبر الإنترنت وبالتعاون مع فريق فوكس حلب.

لقطة شاشة من جوجل إيرث لمواقع التأثير الثلاثة في قرية بلشون، التقطها الأرشيف السوري في 23 يناير 2024. العلامات مضافة من قبل الأرشيف السوري.

الموقع الأول:

يظهر فيديو لحظة سقوط إحدى القذائف في قرية بلشون، ويسمع فيه صوت المقذوف والانفجار، كذلك يرى فيه الضوء الناتج عن الانفجار والدخان المتصاعد إثر ذلك.

لقطة شاشة من فيديو تظهر لحظة سقوط وانفجار إحدى القذائف في قرية بلشون، التقطها الأرشيف السوري في 8 يناير 2024.

اعتماداً على فيديو  نشر في سبتمبر 2022 لقرية بلشون و صورة لدخان يتصاعد في المكان حدّد فريق التحقيق موقع التأثير الأول  إلى الجهة الشمالية الشرقية من وسط القرية.

في الأعلى صورة لدخان يتصاعد إثر سقوط مقذوف في قرية بلشون، في الأسفل لقطة شاشة من فيديو  للمكان ذاته، التقطهما الأرشيف السوري بتاريخ 8 يناير 2024.

لقطات الفيديو أظهرت مدرسة بجانب مكان سقوط المقذوف في الموقع الأول، إضافة لبناء أزرق اللون و مبنيين طابقيين، يتقاطعان مع ما يظهره فيديو وصورة للحظة القصف.

أعلى يمين صورة لدخان يتصاعد إثر سقوط مقذوف في قرية بلشون، يسار لقطة شاشة من فيديو  للمكان ذاته، في الأسفل صورة أقمار صناعية (35.728122992161026, 36.53960169535904)، المحددات وضعها الأرشيف السوري على الصور التي التقطها بتاريخ 8 يناير 2024.

تحديد التوقيت:

الصحفي السوري أنس المعرّاوي نشر فيديو للحظة سقوط إحدى القذائف على قرية بلشون، ويبدو توقيت الفيديو أنّه كان قد صُوّر في ساعات الفجر الأولى قبيل شروق الشمس.

في الأعلى لقطة شاشة من فيديو تظهر لحظات شروق الشمس الأولى و مكان سقوط المقذوف، في الأسفل صورة أقمار صناعية ( 35.72715674053844, 36.5375322597656)، المحددات وضعها الأرشيف السوري على الصور التي التقطها بتاريخ 8 يناير 2024.

إعادة تشكيل صورة بانوراميّة للحظة سقوط إحدى القذائف من فيديو  أنس المعرّاوي على فيسبوك

اللقطات المتاحة والتي تم تصويرها لحظة سقوط المقذوف، أتاحت تحليل الظلال وموقع الشمس باستخدام أداة SunCalc . يتوافق موقع الشمس الظاهر في مقاطع الفيديو مع اللحظات الأولى لشروق الشمس في موقع التأثير الأول يوم الهجوم كان في الساعة 05:55 بالتوقيت المحلي وفقًا لـ SunCalc.

لقطة شاشة  لموقع الشمس والظلال في  موقع التأثير الأول عند الساعة 05:55 بتوقيت دمشق من يوم 19 آب/ أغسطس 2021  باستخدام أداة SunCalc

الموقع الثاني:

أجرى فوكس حلب مقابلة مع محمّد مصطفى عجاج، زوج ووالد الضحايا الأربع (أم وأطفالها الثلاثة) الذين قتلوا في قصف على منزلهم في قرية بلشون (مشون)، سيتم الإشارة له باسم الموقع الثاني.

يقول عجاج إنه “بتاريخ 19 آب 2021 غادر منزله نحو الساعة 4:45 فجراً للعمل في أرضه الزراعية، بينما بقيت زوجته 39 سنة، وأولاده مصطفى في الصف العاشر 16 سنة، أحمد 13 سنة، مراد 12 سنة في المنزل”.

ويضيف “نحو الساعة 05:35 صباحاً قصف المنزل بمقذوف تسبب بتدميره بشكل كلي، ومع تجمع الناس في الموقع لتفقد الإصابات وإنقاذ الجرحى قصف المكان وعلى بعد أمتار منه بمقذوف ثانٍ”.وتحدث المصطفى عن خمسة قذائف سقطت على القرية في اليوم ذاته وبفارق دقائق عن بعضها البعض. وحدد القصف الأول على منزله بقذيفتين تبعدان عن بعضهما البعض أمتاراً قليلة، تلا ذلك قصف على القسم الشرقي من القرية في منزلين قال إنهما يعودان لـ (أحمد عارف عجاج وعلي عارف عجاج)، أما المقذوف الخامس فسقط بالقرب من المسجد في منزل (خالد محمد حبيب) قتل فيه أخوه وتسبب بأضرار مادية في موقع التأثير.

صورة لمحمد مصطفى عجاج زوج ووالد الضحايا من أمام المنزل المهدم، التقطها فوكس حلب في أكتوبر 2021

تظهر صورتا أقمار صناعية عبر جوجل إيرث، التقطتا في 7 يناير و 13 نوفمبر 2021 دمار المنزل في موقع الثاني بشكل كامل.

صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك نشرت فيديو لموقع التأثير الثاني خلال عمليات الاستجابة لإنقاذ المصابين، يظهر انتشال جثة الطفلين أحمد ومراد وبحثهم عن مصطفى تحت الأنقاض في المنزل الذي سوّي سقفه بالأرض.

لقطات شاشة من فيديو  الدفاع المدني السوري - المديرية الجنوبيّة خلال عمليات البحث وانتشال الجثث من الموقع الثاني، التقطها الأرشيف السوري في 8 يناير 2024.

يتطابق ما يظهر في الفيديو مع كلام عجاج عن سقوط قذيفة ثانية بالقرب من المكان خلال تجمع الدفاع المدني و المستجيبين الأوائل لإنقاذ المصابين، وهروبهم من المكان لحظة القصف وحديثه عن وجود طائرات استطلاع في المكان.

لقطة شاشة للحظة هروب المستجيبين الأوائل من المكان لحظة قصفه من جديد، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 8 يناير 2024.

ويظهر فيديو نشره تلفزيون سوريا مكان سقوط المقذوف الثاني بالقرب من موقع التأثير الثاني، ترك حفرة داخل  أرض زراعية على بعد نحو 25 متراً عن منتصف المنزل السكني في موقع التأثير الثاني.

في الأعلى لقطات شاشة من فيديو تلفزيون سوريا، الدائرة البرتقالية لمكان الحفرة التي أحدثها المقذوف الثاني، في الأسفل صورة أقمار صناعية (35.72604292672993, 36.52426979971383)، التقطها الأرشيف السوري في 9 يناير 2023.

لقطة شاشة للمسافة بين الحفرة التي أحدثها المقذوف الثاني ومنتصف المبنى المهدم في موقع التأثير الثاني عبر جوجل إيرث (35.72604292672993, 36.52426979971383)، التقطها الأرشيف السوري في 9 يناير 2023.

يتطابق ما نقله مراسل تلفزيون سوريا مع شهادة (ابن عم والد الضحايا) التي أدلى بها لشبكة شام الإخباريّة  والتي حدد فيها توقيت الهجوم بنحو الساعة  5 صباحاً وأن مقذوفًا أخر ضرب المكان ذاته خلال استخراج الأشلاء والبحث عن مصابين

حديث والد الضحايا عن توقيت القصف يتوافق مع ما نشرته المصادر المتاحة، إذ نشر الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية عند الساعة 9:06 خبراً عن قصف مدفعي بالقذائف الموجهة بالليزر طال منازل مدنيين في قرية بلشون بريف إدلب الجنوبي، وأشار الخبر إلى استمرار العمل في البحث عن ناجين نحو ثلاث ساعات.

تحديد التوقيت:

يظهر فيديو أوائل المستجيبين ومتطوعي الدفاع المدني في موقع التأثير الثاني من قرية بلشون، و  وتظهر اللقطات المصورة غياب الظلال ما يدلّ على تصويره قبل شروق الشمس.

لقطة  شاشة من فيديو ميار الأحمد على فيسبوك تظهر  المنزل الذي تعرض للقصف في قرية بلشون، التقطهما فريق التحقيق في 25 نوفمبر 2021.

تظهر الشمس في لحظات شروقها الأولى في الثانية 12 من فيديو الدفاع المدني السوري. باستخدام أداة  SunCalc، يتوافق موقع الشمس الظاهر في مقطع الفيديو بعيد لحظات شروق الشمس في موقع التأثير الثاني يوم الهجوم بين الساعة 06:00 و الساعة 06:15 بالتوقيت المحلي وفقًا لـ SunCalc.

في الأعلى لقطة شاشة من فيديو الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية يظهر موقع الشمس لحظة الاستجابة الأولى، في الأسفل لقطة شاشة من جوجل إيرث (35.725959800896526, 36.5245435676905)، المحددات وضعها الأرشيف السوري على الصورتان اللتان التقطهما بتاريخ 8 يناير 2024.

لقطة شاشة  لموقع الشمس في  موقع التأثير الثاني عند الساعة 06:15 بتوقيت دمشق من يوم 19 آب/ أغسطس 2021  باستخدام أداة SunCalc.

الصحفي أحمد رحال نشر على صفحته في فيسبوك فيديو تحدث فيه أن وقت الهجوم كان بعد صلاة الفجر (بحسب موقع timesprayer فإن توقيت أذان الفجر في إدلب يوم 19 أغسطس كان عند الساعة 04:19 بالتوقيت المحلي، وشروق الشمس عند الساعة 05:51).

لقطة شاشة من موقع timesprayer تظهر وقت آذان الفجر في إدلب يوم 19 أغسطس 2021 عند الساعة 04:19 بالتوقيت المحلي، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 20 فبراير 2024.

 الموقع الثالث:

أجرى فوكس حلب مقابلة مع خالد محمد حبيب، والد أحد الضحايا الذين قتلوا في قصف على منزلهم في قرية بلشون (مشون). سيتم الإشارة لهذا الموقع باسم الموقع الثالث.

يقول خالد حبيب إنه “بتاريخ 19 آب 2021 وبعد عودتي من صلاة الفجر (بحسب موقع timesprayer فإن توقيت أذان الفجر في إدلب يوم 19 أغسطس كان عند الساعة 04:19 بالتوقيت المحلي، وشروق الشمس عند الساعة 05:51، وعادة ما تقام صلاة الفجر بعد الأذان بنحو 30 دقيقة) سمعت صوت قذيفة صعدت إلى إحدى الأسطح ووجدت قذيفة سقطت في منزلي”.

يؤكد خالد أن منزله يقع في منطقة مدنية ولا يوجد بالقرب منه أي مقر عسكري، ويحدد مكان القصف من الجهة الجنوبية.

صورة لخالد محمد حبيب، صاحب المنزل الذي تعرض للقصف في الموقع الثالث، التقطها فوكس حلب في أكتوبر 2021

تظهر مقارنة صورية للموقع 3 في فيديو نشر من طائرة درون في 3 يوليو 2021 وصورة أقمار صناعية من جوجل إيرث في 13 نوفمبر 2021 فجوة في سطح المنزل من الجهة الشمالية.

في اليسار لقطة شاشة من فيديو للموقع الثالث من فيديو طائرة درون نشر في في 3 يوليو 2021، في اليمين صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث في 13 نوفمبر 2021

تتطابق صورة الفجوة التي أحدثها المقذوف في 19 أغسطس مع الفجوة الظاهرة في صور الأقمار الصناعية من حيث المكان والشكل والجهة.

في الأعلى صورة للفجوة التي أحدثها المقذوف في الموقع الثالث، في الأسفل صورة أقمار صناعية من جوجل إيرث التقطها الأرشيف السوري بتاريخ  20 يناير 2024.

الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية نشر فيديو تظهر الثواني الأولى لحظات الاستجابة الأولى لمحاولة إنقاذ الطفل الذي قتل في الحادثة.

في الأعلى لقطتا شاشة من فيديو الدفاع المدني للموقع الثالث، في الأسفل صورة من جوجل إيرث، التقطها الأرشيف السوري في 20 يناير 2024.

فوكس حلب زار الموقع الثالث وزودنا بصورة من سطح المنزل تظهر المبنى الظاهر في فيديو الدفاع المنزلي والجامع الغربي الجديد.

في الأعلى صورة من فوكس حلب من سطح المبنى في موقع التأثير الثالث، في الوسط صور أقمار صناعية للمكان، في الأسفل لقطة شاشة من فيديو الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية.

تظهر صورة من فوكس حلب للفجوة التي أحدثها المقذوف على سطح المنزل في موقع التأثير الثالث اتجاه الفجوة من الجنوب إلى الشمال، والدمار الذي أحدثه في قسم من السور الشمالي من المنزل والشظايا على الجزء الشمالي الغربي.

صورة من موقع فوكس حلب للفجوة التي أحدثها المقذوف على سطح الموقع الثالث واتجاه الدمار المرافق لها.

وكان كل من صفحتي بلشون الآن ومرئيات الدرر على فيسبوك  قد نشرتا فيديوهين يظهران الدمار في موقع التأثير الثالث، وحدد أحد أقارب الضحية في الموقع ذاته أن القصف طال بداية مواقع في القرية كان آخرها الموقع رقم 3 ترافق مع وجود طائرات استطلاع في المكان.

تحديد التوقيت

تظهر لقطات فيديو الدفاع المدني انعكاس الشمس على جدران المنازل من الجهة الشمالية الشرقية وغياب الظلال ما يتوافق مع اللحظات الأولى لشروق الشمس والتي تتزامن مع السادسة 05:56  في التوقيت المحلي وفقاً  وفقًا لأداة حساب الشمس والظل SunCalc.

في الأعلى لقطة شاشة من فيديو الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية في الأسفل لقطة شاشة  لموقع الشمس في  موقع التأثير الثالث عند الساعة 05:56 بتوقيت دمشق من يوم 19 آب/ أغسطس 2021  باستخدام أداة SunCalc.

السلاح المستخدم 

أفادت مصادر إعلامية وصحفيون وناشطون إضافة للدفاع المدني السوري أن الهجوم على قرية بلشون تم باستخدام قذائف موجهة بالليزر من نوع كراسنوبول.

وتحدث الدفاع المدني في تقرير على موقعه الإلكتروني أن القصف بالقنابل الموجهة بالليزر أودى بحياة 5 أشخاص (ثلاثة أطفال ووالدتهم وطفل آخر).

وأظهر فيديو  موقع Sy 24 على يوتيوب إحدى الشظايا في موقع التأثير الثاني، كما أظهرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها صورة لمقذوف قالت إنها من نوع كراسنوبول تم التقاطها من قبل الصحفي أحمد رحال (لم نتمكن من إيجادها على معرفاته في وسائل التواصل) في قرية بلشون في التاريخ ذاته.

صورة من الشبكة السورية لحقوق الإنسان تظهر مقذوف يدعى أنها من نوع كراسنوبول في قرية بلشون في تاريخ الحادثة ذاتها، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 22 يناير 2024.

لقطة شاشة من فيديو Sy 24 على يوتيوب، يظهر شظية في موقع التأثير الثاني في قرية بلشون، التقطها الأرشيف السوري في 22 يناير 2024.

حلّل فريق التحقيق الفيديو والصورة المنشورة، ووجد تشابهاً بين بعض هذه الشظايا وصور لقذائف كراسنوبول.

يتشابه الجسم الأسطواني للشظية ومكان توضع الأرقام في جسم المقذوف، كذلك ما يشبه الحفرة نصف الدائرية في موقع التأثير الثاني مع شظايا نشرتها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة يدعى أنها لقذائف كراسنوبول وجدت في قرية إبلين بريف إدلب الجنوبي بعد قصفها في 10 يوليو 2021، وشظايا نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها عن حادثة قرية بليون في 3 يوليو 2021 والتي حللها الأرشيف السوري في تحقيق حول الحادثة ذاتها، كذلك تتشابه مع صورة من تقرير لموقع inform Napalm  حول استخدام القوات الروسية لقذائف كراسنوبول في قصفها على أوكرانيا.

أعلى يمين صورة لما يدعى أنها شظايا نشرتها سوريون من أجل الحقيقة والعدالة من مقذوف كراسنوبول في حادثة قرية إبلين 10 يوليو 2021، في الوسط صورة من تقرير لموقع inform Napalm  حول استخدام القوات الروسية لقذائف كراسنوبول في قصفها على أوكرانيا، أعلى يسار صورة لشظايا نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في حادثة قرية بليون 3 يوليو 2021، في الأسفل لقطة شاشة من  فيديو Sy 24 على يوتيوب، يظهر شظية في موقع التأثير الثاني في قرية بلشون، التقطها الأرشيف السوري في 22 يناير 2024.

كذلك تتطابق الذخيرة رقم 2 والتي تظهر بقايا من صاروخ كراسنوبول التي نشرها السكرتير الصحفي لمكتب المدعي العام لأوكرانيا أندريه ليسينكو ، مع الصورة التي نشرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان للذخيرة التي وجدت في قرية بلشون خلال الحادثة ذاتها، من حيث الشكل الأسطواني وتقسيمات رأس المقذوف ومكان الكتابة على المقذوف.

ومع ذلك، فإن الاختلافات الظاهرة في صور بقايا الشظايا، تجعل من الصعب الاستنتاج بشكل قاطع بأن مقذوف كراسنوبول قد تم استخدامه في الهجوم.

مقارنة صورة بقايا صاروخ كراسنوبول من السكرتير الصحفي لمكتب المدعي العام لأوكرانيا أندريه ليسينكو (أعلى)، صورة  لبقايا ذخيرة من الشبكة السورية لحقوق الإنسان ادعي أنها استخدمت في حادثة بلشون، التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 22 يناير 2024.

يوفر سياق إضافي مزيدًا من الأدلة على استخدام مقذوف كراسنوبول في هذه الحادثة. إن وجود طائرات استطلاع فوق منطقة التأثير يتوافق مع استخدام هذا النوع من الذخيرة - إذ أنه إحدى الطريقتين المستخدمتين لتوجيه مقذوفات كراسنوبول الموجهة بالليزر نحو هدفها. إذ أفاد مرصد سوريا في تلغرام عن وجود طائرات استطلاع تحلق بشكل دائري فوق جبل الزاوية، وذكر المرصد قرية البارة ومدينة كفرنبل و اللتان تبعدان عن بلشون  4,6 و 12,7 كيلومتر، عند الساعة 05:45 و 05:54 و 06:04 دقائق من اليوم ذاته. كما أخبر مرصد جسر الشغور للطيران عن وجود طائرة استطلاع روسية على محور ابديتا -مشون (بلشون) عند الساعة 06:12

الجمع بين الأدلة الفنية والسياقية يوحي بأن واحدة على الأقل من المقذوفات المستخدمة في الهجوم على قرية بلشون كانت عبارة عن مقذوف موجه بالليزر.  ومع ذلك ، نظرًا لمحدودية المعلومات المرئية الموجودة في الصور المتاحة لبقايا الذخيرة، إضافة إلى اختلاف أشكال الشظايا الظاهرة في الصور، فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد نوع كراسنوبول بشكل قاطع (بما في ذلك العيار) أو ما إذا كانت جميع الذخائر المستخدمة في الهجوم من هذا النوع والطراز.

المسؤول المحتمل 

حّدد السيد محمد مصطفى عجاج، صاحب المنزل الذي تعرض للقصف في موقع التأثير الثاني، في مقابلة مع فوكس حلب جهة القصف بالجنوب، يقف محمّد في مقابلته على ما تبقّى من منزله المدمّر متوجّهاً إلى الأرض الزراعية جنوبي المنزل ويظهر على يمينه المنزل المجاور لمنزله، وأشار خلال الحديث معه في الفيديو إلى الجهة الجنوبية أو الجنوبية الغربية كجهتين محتملتين للقصف الذي قال إنه من نوع كراسنوبول ومصدره القوات الحكومية السورية.

في الأعلى لقطة شاشة من جوجل إيرث، في الأسفل لقطة شاشة من فيديو فوكس حلب لمحمد عجاج صاحب المنزل في موقع التأثير الثاني  وهو يشير إلى جهة المقذوف التي سقطت على منزله، التقطهما الأرشيف السوري في نوفمبر 2021.

لم نتمكن من تحديد مكان سقوط المقذوف في موقع التأثير الثاني بدقة نتيجة دمار المنزل بشكل كامل.

صورة جوية من صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية للمنزل المهدم بالكامل في موقع التأثير الثاني التقطها الأرشيف السوري في 23 يناير 2024.

خالد محمد حبيب، صاحب المنزل في موقع التأثير الثالث، حدّد في مقابلة معه اتجاه القذائف بالجهة الجنوبية ومصدرها القوات الحكومية السورية كما حدد نوعها بقذائف كراسنوبول.

صورة لخالد محمد حبيب، صاحب المنزل في موقع التأثير الثالث وهو يشير إلى جهة مصدر القصف - المصدر: فوكس حلب، التقطها الأرشيف السوري في نوفمبر 2021.

أظهرت صور ومقاطع فيديو فجوة في سقف المنزل الثالث، يمكن رؤيتها من صور الأقمار الصناعية الملتقطة بعد الحادثة.

حفر في الموقع الثالث ناجمة عن سقوط الصواريخ، المصدر: فوكس حلب

صورة أقمار صناعية بتاريخ 13 نوفمبر 2021 للموقع الثالث وتظهر فتحة في سقف المنزل. المصدر غوغل إيرث

إن شكل القضبان الحديدية المنحني للأسفل في الجهة اليمينية للفجوة، وانحنائها للأعلى من الجهة اليسارية لها قد يشير إلى أن ذخيرة اخترقت السقف من الجهة الشرقية وانفجرت في الطابق الأول من البناء بالنظر للدمار الكبير فيه وانهيار جدرانه الشرقية الغربية والجنوبية بشكل كامل.

تحليل الاتجاه المحتمل لسقوط الصاروخ على المنزل بتحليل الفجوة في السقف

بحسب ARES: يتراوح المدى المتوسط لمقذوفات كراسنوبول ما بين 17 وحتى 26 كم حسب العيار والطراز. بالنظر إلى أن مقذوفات كراسنوبول توجه بالليزر، فهي قادرة على تغيير مسارها قبل الوصول للهدف. يكون ذلك قبل الوصول للهدف بنحو 2000-2500 م، وبزاوية لا تتجاوز ±15° يمينًا أو يسارًا. بالاعتماد على هذه المعلومات، وتحليل شكل الفجوة في سقف الموقع الثالث فقد يكون مصدر القصف على هذا الموقع من الجهة الشرقية.

تحديد الزاوية المحتملة للقصف على الموقع الثالث بالاعتماد على شكل الحفرة في السقف.

على الرغم من ذلك، فإن الصور المرفقة في هذا القسم وفي قسم السلاح المستخدم هي تحليل تقريبي لما يمكن رؤيته من خلال المعلومات المتاحة عبر الإنترنت. إن المزيد من التحليل يتطلب الاستعانة بمختصين وخبراء في مجال تحليل الدمار والأسلحة لتحديد نوع السلاح المستخدم واتجاه القصف على وجه الدقة.

في ظل تناقض المعلومات و محدودية المصادر المفتوحة،وعدم القدرة على الوصول الميداني لمواقع التأثير، فإن الأرشيف السوري لم يتمكن من حسم جهة إطلاق القذائف على بلشون بتاريخ 19 آب 2021. إلا أن وجود القوات الحكومية في الجهات الشرقية والجنوبية من بلشون بتاريخ الهجوم وضمن المدى المجدي للسلاح المحتمل قد يشير إلى أنها المسؤول المحتمل عن إحدى هذه الضربات على الأقل.

بالبرتقالي مناطق سيطرة الحكومة السورية، بالأخضر مناطق سيطرة المعارضة السورية. بالاعتماد على خريطة جسور في نهاية 2021، و غوغل إيرث برو. الدائرة السوداء من إضافة الأرشيف السوري وتظهر المدى المجدي لسلاح كراسنوبول.

التأثير على المدنيين 

الدمار: 

تظهر الصور والفيديوهات في الموقعين 2 و 3 دماراً بسبب القصف عليهما، إذ تظهر الصور والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي والصور الخاصة من موقع فوكس حلب دماراً في موقع التأثير الثاني، إذ تم تدمير المنزل بشكل كامل، إضافة لأضرار في سقف وسور المنزل في الموقع رقم 3 ، إضافة للواجهتين الشمالية والشرقية من المنزل.

صور من صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية لدمار في موقع التأثير الثاني التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 23 يناير 2024.

لقطة شاشة من تلفزيون سوريا لدمار في موقع التأثير الثاني  التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 23 يناير 2024.

لقطة شاشة من صفحة الدرر الشامية على فيسبوك  للدمار في موقع التأثير الثالث  التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 23 يناير 2024.

لقطة شاشة من صفحة بلشون الآن على فيسبوك  للدمار في موقع التأثير الثالث  التقطها الأرشيف السوري بتاريخ 23 يناير 2024.

صورة للمنزل تظهر  جزء من الجدار المدمّر نتيجة القصف   في موقع التأثير الثالث - المصدر فوكس حلب، التقطها في نوفمبر 2021.

صورة للمنزل من الجهة الشرقيّة تظهر الفتحة في السقف الناجمة عن القصف في موقع التأثير الثالث    - المصدر فوكس حلب، التقطها في نوفمبر 2021.

صورة للمنزل من الجهة الغربيّة وتظهر به الفتحة في السقف الناجمة عن القصف في موقع التأثير الثالث - المصدر فوكس حلب، التقطها في نوفمبر 2021.

صور للأضرار التي لحقت المنزل  في موقع التأثير الثالث- المصدر فوكس حلب، التقطها في نوفمبر 2021.

الضحايا:

أكد والدا الضحايا في مقابلتهم مع فوكس حلب مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال وامرأة في الموقعين 2 و 3، (أم وثلاثة من أطفالها في موقع التأثير الثاني، وطفل في موقع التأثير الثالث).

يقول محمد مصطفى عجاج، والد الضحايا في موقع التأثير الثاني في مقابلته مع فوكس حلب “كان المنزل مهدماً بشكل كامل، فقد طفلي مراد القسم الخلفي من رأسه، أما أحمد ففقد نصف جسمه الأسفل ولم يتبقى من مصطفى سوى أشلاء من يده اليمنى أما زوجتي فخرجت كاملة الأطراف لكنها فقدت حياتها”.

ويقول محمد خالد حبيب، والد الطفل الضحية في موقع التأثير الثالث، في مقابلته مع فوكس حلب “كان أطفالي ينامون في المنزل، قتل حمزة 11 عاماً، وأصيبت عهد بشظايا في الصدر والظهر والرأس، وأصيب محمد بشظايا في البطن والرجل واليد”.

وكانت صفحة الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك قد نشرت خبراً أفاد بمقتل ثلاثة أطفال وأمهم، إضافة إلى طفل آخر في الهجوم، ونشرت الصفحة ذاتها فيديو لوالد الضحايا في موقع التأثير الثاني وهو يمسك بيد أحد أطفاله الذين قتلوا في الهجوم ويتحدث عن فقدانه لثلاثة من أطفاله وأمهم. كما أظهر فيديو نشرته صفحة احسم نيوز إسعاف أطفال من المكان تظهر عليهم آثار الدماء.

لقطة شاشة من فيديو الدفاع المدني السوري -المديرية الجنوبية على فيسبوك، تظهر والد الضحايا يمسك بيد أحد أطفاله، التقطها الأرشيف السوري في 23 يناير 2024.

مقاطعة المعلومات التي حصل عليها فوكس حلب من المقابلات بصفحات وسائل تواصل اجتماعي وفيديوهات وصور لمواقع إخبارية وصحفيون وناشطون أكدت مقتل كل من:

-مصطفى محمد عجاج 16 عاماً

-أحمد محمد عجاج 13 عاماً

-مراد محمد عجاج 12 عاماً

-زوجة محمد عجاج وأم الأطفال الثلاثة

-حمزة حبيب 11 عاماً

صورة يدعى أنها لأحد الضحايا الذين قتلوا في موقع التأثير الثالث في قرية بلشون، التقطها الأرشيف السوري في 26 يناير 2024.

خاتمة 

قُصفت ثلاثة مواقع في قرية بلشون/ مشون في جبل الزاوية بريف إدلب، في 19 آب/ أغسطس 2021، بين الساعة 05:30 و الساعة 06:15 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة دمشق بقذائف تسببت بمقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال وامرأة، إضافة لدمار منزل وأضرار مادية واسعة في منزل آخر.

بالنظر إلى محدودية المعلومات، فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد نوع السلاح والجهة المسؤولة بشكل قاطع، لكن بتحليل بقايا شظايا وجدت في أحد مواقع التأثير يمكن ترجيح أن تكون إحدى القذائف المستخدمة موجهة بالليزر من نوع كراسنوبول، وقد يكون مصدرها الجهة الجنوبية أو الشرقية لمواقع التأثير، حيث توجد قوات الحكومة السورية.