(أولًا) مقدّمة

"الأرشيف السوري" هي مبادرة سورية تسعى لتعزيز السلام المُستدام واحترام حقوق الإنسان داخل المجتمع السوري من خلال التمهيد للعدالة والمساءلة. يشمل ذلك جمع الأدلة، توثيق الحوادث، الاعتراف بأنّ جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان قد ارتُكبت من قبل جميع أطراف الصراع، وتحديد هوية الجناة بهدف وضع حد للإفلات من العقاب وتطوير عملية العدالة والمصالحة.

يهدف "الأرشيف السوري" من خلال جمع الأدلة البصرية، التثبت منها، تنظيمها، والتحقيق فيها؛ إلى الحفاظ على البيانات باعتبارها ذاكرة رقمية، إنشاء .قاعدة أدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، والعمل كأداة في تطبيق العدالة بصورة قانونية، وتعزيز جهود المساءلة كمفهوم وممارسة في سوريا

تعاون "الأرشيف السوري" منذ تأسيسه في 2014 مع العديد من المنظمات، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية والعديد من وكالات .الأمم المتحدة، لا سيما؛ لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية الجمهورية العربية السورية

إن مجموعة الأدلة البصرية التالية هي إتمام وتعزيز للجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات. العديد من التقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في حلب في الفترة الزمنية ما بين يوليو إلى ديسمبر 2016 كانت مُساعدة “للأرشيف السوريّ”. من بينها:

في هذا التقرير، يشرح "الأرشيف السوري" ويبحث في المجموعة الجديدة من الأدلة البصرية والمكونة من 1748 مقطع فيديو حول انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة حلب والضواحي المحيطة بها، خلال الفترة الزمنية الممتدة بين شهر يوليو وشهر ديسمبر من عام 2016.

على الرغم من أن الانتهاكات ارتُكبت من قبل جميع الأطراف بما فيها التحالف الدولي والقوات التركيّة، تُظهر الأدلة البصرية أن القوات السورية والروسية تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية في انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة حلب وأريافها خلال الفترة الزمنية المحدّدة. تتضمن هذه الانتهاكات:

هجمات ضد المشافي، الوحدات الطبية، المشافي الميدانية، المدارس، محطات المياه، المتاجر، الجوامع، المخابز، والمناطق السكنية.
استخدام أسلحة غير مشروعة ضد المدنيين مثل ذخائر عنقودية، أسلحة حارقة، وأسلحة كيماوية.
هجمات ضد عاملي المساعدات الإنسانية والصحفيين المواطنين.
هجمات ضد النساء والأطفال.
تهجير قسري للمدنيين.

منهجية البحث

يقدم هذا القسم لمحة عامة عن المنهجية المستخدمة من قبل "الأرشيف السوري" في تنفيذ هذا البحث. يتوزّع قسم المنهجية إلى الأقسام الفرعية التالية:

(أ) منهجية التعرّف، الجمع، والحفظ الآمن. (ب) منهجية التحقق الأولي. (ج) منهجية التحقق المعمّق.

(أ) منهجية التعرّف، الجمع، والحفظ الآمن

قسّم "الأرشيف السوري" منهجية الجمع والأرشفة لديه إلى خمس خطوات أساسية:

إنشاء قاعدة بيانات للمصادر الموثوقة من أجل المحتوى.
إنشاء قاعدة بيانات للمصادر الموثوقة من أجل التحقق.
إنشاء مخطط بيانات وصفية موحد.
تسجيل بيانات وصفية إضافية، و؛
جمع، حفظ، تجزئة، وتسجيل الأختام الزمنية للأدلة البصريّة من مصادر تم التحقق منها.

تم عرض هذه الخطوات الخمس في الشكل أدناه، إضافة إلى مزيد من المعلومات التفصيلية في الصفحات التالية.

workflow

الخطوة 1: إنشاء قاعدة بيانات لمصادر موثوقة من أجل المحتوى

حدّد الأرشيف السوري أكثر من ثلاثمئة مصدر من خلال متابعة حسابات وقنوات على مواقع التواصل الاجتماعي ذات مصداقية ومُتحقّق منها، تعود لصحفيين مواطنين أفراد ومؤسسات إعلامية أكبر (مثل يوتيوب، فيس بوك، تيلغرام). بدأ العديد من هؤلاء تقديم وثائق الفيديو منذ أواخر 2011 أو أوائل 2012 كما نُشرت أعمالهم أيضًا في وسائل إعلام ذات مصداقية. من المهم الإشارة إلى أنه العديد من هذه المصادر، إن لم تكن جميعها، متحزّبة، ما يتطلب توخّي الحذر فيما يتعلّق بادعاءاتهم.

وتُذيع هذه المصادر الموثوقة تقاريرها من مدن سورية مختلفة وذلك لنشر الأخبار والمعلومات المتعلقة بالانتهاكات التي تحدث في مناطقهم. عمل الأرشيف السوري مع صحفيين ميدانيين مثل الصحفي ياسر الحاج والذي بدأ عمله المهني في عام 2012 ضمن حلب ولا يزال مستمرًا في تغطيته حتى اليوم.

كما عمل الأرشيف السوري مع وكالات أنباء محلية ودولية، فضلا عن فريق الدفاع المدني السوري (المعروف باسم الخوذ البيضاء) والعيادات المدنية والمستشفيات. بالإضافة إلى ذلك أُرسلت بعض أدلة الفيديو إلى الأرشيف السوري مباشرة عبر صحفيين موثوقين والتي لم يُسبق نشرها عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.

الخطوة 2: إنشاء قاعدة بيانات للمصادر الموثوقة من أجل التحقق

أنشأ "الأرشيف السوري" فريقًا موثوقًا به من المواطنين الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، والذين يقدّمون معلومات إضافية يتم استخدامها في عمليات التحقق من المحتوى المنشور على منصات التواصل الاجتماعي أو المُرسل من مصادره مباشرة.

الخطوة 3: إنشاء مخطط قياسي موحد للبيانات الوصفية

نظّم الأرشيف السوري المواد المحفوظة لديه من خلال فهرستها وفقًا للفئات التي تستخدمها اللجنة الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية والتي أنشأها مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (مفوضية حقوق الإنسان) في عام 2011، وتشمل هذه الفئات:

المجازر وغيرها من أعمال القتل غير المشروع
الاعتقال التعسفي والاحتجاز غير المشروع
أخذ الرهائن
الاحتفاء القسري
التعذيب وإساءة المعاملة
العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس
انتهاكات حقوق الأطفال
الهجمات غير المشروعة
الأشخاص والأعيان المحميون على وجه التحديد
استخدام الأسلحة غير المشروعة
الحصار والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
التشريد التعسفي والقسري

كما أُضيفت قيمة إضافية لهذه المادة كلما كانت البيانات الوصفية وسجل الأدلة متوفرًا. حيث أضيفت معلومات مثل الموقع، التاريخ، ومصدر دليل الفيديو بغرض بناء سياق للمادة، ومساعدة المستخدمين على تحديد وفهم متى، أين، وماذا جرى في حادثة مُعينة. يمكن رؤية مخطط البيانات الوصفية الكامل في هذا القسم.

الخطوة 4: جمع، تخزين، استخراج قيمة التجزئة hash ووضع الطابع الزمني من المصادر المُحقّق منها

يتم تجريف وتخزين المحتوى المُرسل مباشرةً من مصادر موثوقة ومن قنوات وسائل الإعلام الاجتماعية ذات المصداقية، بشكلٍ آمن على خوادم خارجية إلى حين بدأ عمليات التحقق الأساسية عليها. يضمن هذا بأنّ الأدالة البصرية التي تمّ تحميلها إلى الإنترنت لن تضيع بسبب إزالتها من طرف منصات التشارك. كما يتم توليد ما يُعرف بقيمة التجزئة hash للفيديوهات بالاستناد على خوارزمية (SHA-256) ويتم ختمها بالطابع الزمني، وذلك لضمان عدم العبث بها بعد أن تم جرفها من منصات وسائل الإعلام الاجتماعية أو أخذت مباشرةً من المصادر الموثوقة.

(ب): منهجية التحقق الأولي

على غرار منهجية الجمع والأرشفة، تم تقسيم منهجية التحقق الأولي إلى خمس خطوات أساسيّة:

جمع البيانات الوصفية من الأدلة البصريّة.
التحقق من مصدر الفيديو.
التحقق من الموقع الجغرافي للفيديو.
التحقق من تاريخ تصوير الفيديو وتاريخ تحميله؛ و
نشر الدليل البصري الموثّق على قاعدة بيانات "الأرشيف السوريّ" على الإنترنت.

سيتم مناقشة هذه الخطوات الخمس بمزيد من التفاصيل فيما يلي.

الخطوة 1: جمع البيانات الوصفية من الأدلة البصريّة

يتم جمع وتحليل البيانات الوصفية للأدلة البصرية المُرسلة مُباشرةً أو التي تمّ تجريفها من مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام المخطط القياسي الموحد للبيانات الوصفية المذكور أعلاه. تجهز هذه الخطوة الأدلة البصرية لعملية التحقّق الأولية. تتضمن بعض البيانات الوصفية: تاريخ ووقت التحميل، اسم المستخدم الذي قام بالتحميل، عنوان الفيديو ووصفه، الموقع الجغرافي والجهاز المستخدم لتحميل الفيديو.

الخطوة 2 : التحقق من مصدر الفيديو

تحديد فيما إذا كان مصدر الفيديو مذكور ضمن قائمة الأرشيف السوري للمصادر الموثوقة. وفي حال لم يكن كذلك يتم تحديد مصداقية المصدر الجديد من خلال تقييم ما يلي:

ما إذا كان المصدر مألوفًا للأرشيف السوري أو لشبكته من الصحفيين السوريين المهنيين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي.
ما إذا كان قد اُعتمد على محتوى المصدر وتقاريره في الماضي، ويتحدد ذلك من خلال تقييم طول المدة الزمنية التي نشط فيها المصدر وكيف كان نشاطه.
ما هو مقرّ المصدر. ويتحدّد ذلك من خلال تقييم ما إذا كانت معظم مقاطع الفيديو التي يحمّلها المصدر متشابهة من حيث الموقع الجغرافي ومتسقة مع المقرّ الذي يُحدّده المصدر لنفسه.
ما إذا كان حساب الفيديو يستخدم شعارًا، وما إذا كان يستخدمه باستمرار على مقاطع الفيديو التي يحملها.
ما إذا كان حساب الفيديو يجمع الملفات من وكالات الأنباء الأخرى وحسابات يوتيوب أخرى، أو أنه يحمّل في القالب محتوىً خاص من إنشائه.

الخطوة 3 : التحقق من الموقع الجغرافي للفيديو

كل مقطع فيديو يمرّ بعملية تحقق أوليّة من موقعه الجغرافي للتثبت من أنه مُلتقط بالفعل في سوريا، ثم يتم النظر بعمق أكثر للتحقق من كون ملفات الفيديو المتوفرة في مجموعة البيانات التقطت في حلب أو لا. وقد تمّ ذلك من خلال مقارنة النقاط المرجعية في الفيديو (مثل المباني، الجبال، نطاقات الأشجار، المآذن) مع صور الأقمار الصناعية التي يوفرها غوغل إيرث، والصور المتوفرة في OpenStreetMap والصور الجغرافية من Panoramio. بالإضافة إلى ذلك قارن الأرشيف السوري اللغة العربية المحكية في مقاطع الفيديو مع اللكنات واللهجات المحلية المعروفة داخل سوريا بغرض التثبت أكثر من الموقع الجغرافي للفيديو. كما اتصل الأرشيف السوري - كلما كان ذلك ممكنًا - بمصدر الفيديو مباشرةً للتحقق من الموقع الجغرافي. وتمّ التشاور مع شبكات الصحفيين العاملين داخل سوريا وخارجها للتحقق من مواقع بعض الحوادث على وجه الخصوص.

الخطوة 4 : التحقق من تواريخ تصوير مقطع الفيديو وتحميله

تحّقق الأرشيف السوري من تواريخ مقاطع الفيديو الملتقطة عبر الرجوع إلى تاريخ النشر على منصات شبكات الإعلام الاجتماعية (مثل فيس بوك ويوتيوب) ومقارنتها مع تواريخ التقارير المتعلقة بذات الحادثة. مصادر التقارير المُستخدمة في المقارنة شملت:

تقارير خبرية لوسائل الإعلام الدولية مثل رويترز، ووسائل الإعلام المحلية مثل: وكالة سمارت للأنباء، مركز حلب الإعلامي، وكالة قاسيون للأنباء، لجان التنسيق المحلية.
تقارير حقوق الإنسان المنشورة بواسطة مجموعات مثل: هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، الجمعية الطبية الأمريكية السورية، أطباء من أجل حقوق الإنسان.
تقارير مشتركة من شبكة الأرشيف السوري للصحفيين المواطنين على تويتر، فيس بوك، تيلغرام، حول هذه الحوادث.

الخطوة 5 : نشر الأدلة البصرية المُحققة إلى قاعدة بيانات الأرشيف السوري

بعد أن يمرّ الفيديو بعمليات التحقق الأساسية، يتم نسخه وتحميله إلى موقع الأرشيف السوري لتصبح متاحة للعموم بصيغة حرّة ومفتوحة المصدر.

(ج): منهجية التحقق المعمّق

في بعض الحالات، كان لدى الأرشيف السوري القدرة على تولي تحقيقات معمّقة مفتوحة المصدر عبر الإنترنت. استُخدمت مقاطع الفيديو وغيرها من المواد مفتوحة المصدر والمُتاحة على الإنترنت بغرض استيعاب الحادثة والتحقق من صحّة الادعاءات المقدمة حيالها. لم تتح محدودية الإمكانيات والوقت إمكانية تحليل جميع الحوادث بشكل معمّق؛ ولكن من خلال تطوير سير عمل قابل للتكرار؛ من المأمول أن يساعد الآخرون في جهود التحقيق بالحوادث الأخرى باستخدام مناهج مشابهة. تم تسليط الضوء على منهجية التحقق المعمّق في العديد من دراسات الحالة المُدرجة لاحقًا في هذا التقرير.

مزيد من البحوث

رغم أن معركة السيطرة على مدينة حلب انتهت الآن، فإن الأبحاث المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان المُرتكبة خلال تلك الفترة سوف تستمر لسنواتٍ عديدة. يصف الأرشيف السوري في هذا التقرير مجموعة بيانات لأدلة بصريّة موثّقة عن انتهاكات حقوق الإنسان في معركة حلب.

لم يتمكّن "الأرشيف السوري" من إجراء تحليل معمّق سوى على عدد قليل من الحوادث المرصودة وذلك بسبب محدودية الإمكانيات، رغم وجود حاجة لإجراء المزيد من البحوث عن الحوادث التي لم يسبق تناولها. ومن المؤمل أن المزيد من الوقت والمصادر الإضافية سوف تسمح بإجراء تحقيقات معمقة لحوادث أخرى في الأشهر القادمة.

تُشير معظم وثائق الفيديو الواردة في هذا التقرير إلى أدلة على الجريمة، وهي أدلة متصلة بمسرح الجريمة أكثر من كونها تُشير إلى الشخص الذي ارتكب الجريمة. ما يعني وجود حاجة لإجراء المزيد من البحوث لكشف وربط الصلات بين الجريمة والأدلة القائمة على شخصية الجاني.

مع ذلك، فمن المؤمل أن يُوفّر هذا البحث قاعدة أدلة للتحقيقات المستقبلية من طرف مجموعات المجتمع المدني، الصحفيين، الباحثين في مجال حقوق الإنسان، المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والهيئات الحكومية. إذا كنت مهتمًا باستخدام قاعدة البيانات خاصتنا لإجراء المزيد من البحوث، يُرجى التواصل معنا عبر بريد info@syrianarchive.org شاركونا مقاطع الفيديو لحفظها وتصنيفها

سيتابع فريق الأرشيف السوري إضافة فيديوهات تدل على هجمات كيميائية ضد المدنيين على قاعدة البيانات. أرسل لنا أي فيديو يدل على هذا الموضوع لبناء قاعدة بيانات متكاملة وصحيحة. إيميل الفريق info@syrianarchive.org

تصحيح الأخطاء

يركز فريق الأرشيف السوري بشدة على أهمية الشفافية والدقة عند بناء قاعدة بيانات وإعداد تقارير. نرجو إرسال أي تصحيح على إيميل الفريق وسنقوم بالتعديل المباشر على أي تقرير أو فيديو خاطئ info@syrianarchive.org

الحوادث

.css-68jq5d{padding-bottom:1.45rem;color:#ffffff;-webkit-transition:0.25s;transition:0.25s;}.css-68jq5d:hover{-webkit-text-decoration:underline;text-decoration:underline;}التحقيقات

عين على حلب

جدول المحتويات

التحقيقات